How Bayern became Europe's best.jpgGetty/GOAL

باريس ضد بايرن ميونخ | عذرًا هالاند ومبابي .. هاري كين لا مثيل له، وصفعة كومباني أمل جديد للويس إنريكي!

يقول البعض إن مباريات دوري أبطال أوروبا فقدت إثارتها منذ اتباع نظام الدوري الجديد ومشاركة 36 فريقًا، حتى تأتي القمم لتغير الآراء سريعًا، ففي ليلة كان الكم الأكبر من الأنظار متجهًا نحو أنفيلد حيث قمة ليفربول وريال مدريد، كانت هناك ملحمة أخرى على استاد حديقة الأمراء بين باريس سان جيرمان وبايرن ميونخ..

كتيبة المدرب الألماني فينسنت كومباني نجحت في اقتناص ثلاث نقاط مهمة من فك نجوم المدرب الإسباني لويس إنريكي بالفوز بثنائية مقابل هدف وحيد.

البافاري لم يحتج إلا 32 دقيقة فقط كي يسجل ثنائيته عن طريق النجم الكولومبي لويس دياز في الدقيقتين الرابعة والـ32 من عمر الشوط الأول.

لكن لسوء حظ المهاجم الكولومبي فقد أشهر الحكم الإيطالي ماوريتسيو مارياني الكارت الأحمر المباشر في وجهه في الدقيقة 7+45 من عمر الشوط الأول على إثر تدخله العنيف على قدم الظهير المغربي أشرف حكيمي من الخلف.

وهنا كانت الفرصة للفريق الباريسي لتقليص الفارق بهدف جواو نيفيش في الدقيقة 74 من عمر المباراة، لكنه لم يفلح في إضافة المزيد ليتلقي الهزيمة الأولى له في الموسم الجاري من دوري أبطال أوروبا 2025-2026.

هذه الهزيمة جمدت رصيد باريس عند تسع نقاط في المركز الثالث بجدول الترتيب، فيما يتصدر بايرن ميونخ الجدول برصيد 12 نقطة (العلامة الكاملة) متفوقًا بفارق الأهداف فقط على آرسنال "الوصيف".

دعونا في السطور التالية نغوص أكثر في أبرز ملامح تلك القمة بين باريس سان جيرمان وبايرن ميونخ..

  • FBL-EUR-C1-PSG-BAYERNAFP

    "المدافع" هاري كين

    عادةً عند ذكر اسم الأمير هاري، فالسطور التالية يُتوقع أن الحديث بها سيكون عن الأهداف التي سجلها، الفرص التي أهدرها، روعة ضرباته الرأسية وما شابه من حديث عن أي رأس حربة.

    لكن في لقاء الليلة لم نجد الكثير في هذا الجانب لنقوله، ربما أبرز لقطة هجومية ظهر بها كين، كانت تسديدة قوية في بداية الشوط الثاني، تصدى لها لوكاس شوفالييه ببراعة.

    في الوقت نفسه، شكل بايرن ميونخ خطورة هجومية كبيرة على مرمى باريس على مدار الشوط الأول – قبل طرد لويس دياز – لكن هذه المهمة كانت بشكل أكبر موكلة لسيرجي جنابري، مايكل أوليسي ولويس دياز .. فماذا عن كين؟

    صاحب الـ32 عامًا في شوط اللقاء الأولى تولى مهمة صناعة اللعب، وتواجد بشكل أكبر في وسط الملعب .. أما بعد الطرد ولعب البافاري بعشرة لاعبين، فهاري ظهر في لقطات بجوار حارس مرماه مانويل نوير لتعويض النقص العددي في صفوف فريقه.

    بدون مبالغة، لعب هاري كين الليلة في كافة المراكز الممكنة داخل الملعب سواء دفاعية أو هجومية، خصوصًا الدفاعية، حتى ساهم بقوة في الخروج بالثلاث نقاط، فلم يكن ذاك النجم المهووس بهز الشباك على الرغم من أن الحالة المتردية للخصم، كانت مغرية للمهاجمين أمثاله لهز الشباك بأكثر من هدف، فهو ماكينة الأهداف، لكن إن تطلب الأمر ستجده مدافعًا.

  • إعلان
  • عذرًا هالاند ومبابي .. هاري كين الأفضل في العالم حاليًا!

    إن كنت من محبي الأرقام، فدعنا نخبرك أن مواجهة باريس هي المباراة الثالثة على التوالي التي يصوم بها هاري كين عن التهديف في الموسم الجاري بعد مواجهتي مونشنجلادباخ وباير ليفركوزن في الجولتين الثامنة والتاسعة من الدوري الألماني، حتى أنه لم يصنع أي أهداف بهم كذلك.

    لكن إن كنت من محبي المتابعة بعيدًا عن الأرقام الصماء، فحتمًا ستدرك تمامًا أن هاري كين هو المهاجم الأفضل حاليًا في العالم، ليس بعدد أهدافه، وإن كان هو وصيف قائمة "الحذاء الذهبي" حاليًا برصيد 12 هدفًا خلف إرلينج هالاند (13 هدفًا – مانشستر سيتي) وكيليان مبابي (13 هدفًا – ريال مدريد).

    لكن ما يمنح الأفضلية لكين على هذا الثنائي هو "إنكار الذات" الكبير داخل الملعب، فمن كان يتوقع أن يتألق الأمير هاري منذ بداية الموسم الجاري مع منحه مهام دفاعية من قبل مدربه كومباني! .. تحول ليس سهلًا، لكن أتت مواجهة باريس لتؤكد أن المهاجم الإنجليزي "جوكر" بإمكانه أداء أي وظيفة داخل المستطيل الأخضر، حتى لو كانت دفاعية بحتة.

  • لويس دياز يكرر واقعة جريزمان النادرة

    بدت في البداية أنها ليلة ساحرة للويس دياز مع بايرن ميونخ، لكن ما هي إلا 45 دقيقة خادعة، بدأت سعيدة وانتهت حزينة على المستوى الفردي للكولومبي.

    دياز خطف الأضواء في أول نصف ساعة من المباراة محرزًا هدفي البافاري حتى أتت لقطة تدخله العنيف على قدم أشرف حكيمي، لتنهي ليلته سريعًا مطرودًا بكارت أحمر مباشر.

    ويعد الكولومبي هو ثاني لاعب في تاريخ دوري أبطال أوروبا يتعرض للطرد بعد تسجيله هدفين في مباراة واحدة..

    سبقه في ذلك الفرنسي أنطوان جريزمان، الذي تعرض للطرد المباشر خلال مواجهة فريقه أتلتيكو مدريد لليفربول في أكتوبر 2021، حيث دور المجموعات بدوري الأبطال.

    جريزمان وقتها سجل هدفين للفريق المدريدي في الدقيقتين 20 و34، مدركًا التعادل حيث تقدم الريدز أولًا بثنائية محمد صلاح ونابي كيتا.

    لكن في الدقيقة 52 من عمر المباراة، تلقى الفرنسي كارت أحمر مباشر على إثر تدخل عنيف، ما كلف فريقه تلقي الهزيمة في الأخير بإحراز صلاح للهدف الثالث في الدقيقة 78.

    إلا أنه من حسن حظ لويس دياز أن بايرن ميونخ تمكن من التماسك والتغلب على النقص العددي أمام باريس سان جيرمان في ليلة الأمس.

  • ظروف باريس لا تقلل من جدارة كومباني

    في شوط المباراة الأول فقط خسر باريس سان جيرمان جهود نجميه عثمان ديمبيلي (الدقيقة 24) وأشرف حكيمي (الدقيقة 7+45)، على إثر الإصابات.

    قبلها كان البافاري يقدم ملحمة على أرض حديقة الأمراء، قبل أن يتراجع بعدها على إثر طرد دياز في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول.

    هذا الظهور المتواضع لباريس على أرضه، سببه الأول خسارة معركة وسط الملعب رغم أنها كانت أحد أسرار نجاحه في الموسم الماضي، ويرجع هذا لقرار غريب من إنريكي، الذي فضل الاحتفاظ بالنجم البرتغالي جواو نيفيش على مقاعد البدلاء قبل الدفع به في الدقيقة 66 مع الاعتماد على الثنائي فيتينيا وفابيان رويز في الوسط.

    الحال تغير تمامًا بنزول نيفيش، الذي سجل بالفعل هدف باريس الوحيد في المباراة، ونجح في ضغط بايرن ميونخ حول منطقة جزائه طوال الـ45 دقيقة الثانية تقريبًا.

    لكن وسط قرار إنريكي الغريب بإجلاس جواو نيفيش على مقاعد البدلاء، ورغم المعاناة من الإصابات في المباراة وحتى قبلها كغياب ديزيري دوي إلا أن كل ذلك لا يقلل نهائيًا من جدارة فينسنت كومباني الذي أدار المباراة بذكاء كبير.

    كومباني انتصر في معركة الشوط الثاني – وهو شوط المدربين – نعم كانت الأفضلية الهجومية لصالح باريس الذي تحسن كثيرًا كما ذكرنا، لكن يحسب لمدرب بايرن ميونخ تنظيم الصفوف بشكل أكثر من رائع حول منطقة جزائه في ظل النقص العددي، حتى خرج بالمباراة إلى بر الأمان.

    وهنا لعب كذلك الحارس العملاق مانويل نوير الدور الأكبر، حيث تصدى لثماني فرص محققة من قبل لاعبي باريس.

  • صفعة لكن لعلها أمل جديد

    كل شيء في الموسم الجاري لا يدعو للتفاؤل في باريس، فبطل دوري أبطال أوروبا 2024-2025 تلقى الهزيمة في مباراتين بالموسم الجاري وتعادل في ثلاث مباريات، فيما انتصر 11 مرة، بجانب مروره بظروف كثرة الإصابات التي تصطاد نجوم الصف الأول به بالتحديد.

    لكن وسط كل ذلك، يبحث جمهوره عن نقطة أمل من قلب حالة التشاؤم المسيطرة.. ولعل بايرن ميونخ هو هذه النقطة..

    في النسخة الماضية من دوري الأبطال، تلقى باريس الهزيمة أمام البافاري أيضًا في الجولة الخامسة من مرحلة الدوري، سبقتها هزيمتان وفوز وحيد وتعادل وحيد كذلك.

    لكن كانت مواجهة كتيبة كومباني – صاحب الـ39 عامًا – بمثابة الصفعة على وجه إنريكي – صاحب الـ55 عامًا – حيث انطلق بعدها في مشواره القاري بخمسة انتصارات متتالية، قادته لدور الـ16، ومن هنا تواصل المشوار حتى تحقيق اللقب في النهاية أمام إنتر الإيطالي بالفوز بخماسية نظيفة في النهائي.

    صفعة كومباني الأولى في لقاء الليلة – إحراز ثنائية في أول نصف ساعة  - ساهمت في استفاقة جزئية لباريس وتحسن معها الفريق كثيرًا بعد التبديلات التي أجراها إنريكي ومع النقص العددي في الخصم، فهل تكون الصفعة الأكبر – الهزيمة على ملعب حديقة الأمراء – هي بداية الاستفاقة الحقيقية للفريق الفرنسي ومدربه الإسباني؟ .. يبقى الأمل قائمًا رغم كل شيء!