Jurgen Klopp Red Bull HIC 2-1GOAL

ليس نسخة من ليفربول .. باريس إف سي وخطة كلوب لإسقاط الخليفي وأسطورة "سان جيرمان"

تاريخ 11 يناير 2025 يبدو عاديًا للكثيرين، ولكنه لن يكون كذلك لنادي باريس إف سي الذي يلعب غدًا، السبت، ضد أميان بدوري الدرجة الثانية الفرنسية، لأنه سيشهد حضور الألماني يورجن كلوب للمباراة من الملعب.

الألماني الذي أصبح رئيسًا لكرة القدم في شركة "ريد بول" بمختلف أنحاء العالم، يستعد لقيادة واحد من أكبر المشاريع القادمة في كرة القدم، والتي قد تجعلنا نرى العملاق الأكبر في فرنسا وهو باريس سان جيرمان يسقط أو على الأقل يفقد سيطرته الكاسحة على كل شيء في البلاد.

حضور كلوب تزامنًا مع فترة الانتقالات الشتوية الحالية، يعكس الاهتمام الكبير الذي يحظى به هذا الفريق، ليكون بداية الطفرة التي تخطط لها الشركة بالتعاون مع عائلة "أرنو" التي استحوذت على غالبية الأسهم بالنادي.

المشروع لا يزال وليدًا، وأمامه الكثير لمناطحة باريس ورئيسه رجل الأعمال القطري ناصر الخليفي، ونحن هنا لتسليط الضوء على المزيد من الكواليس الخاصة بهذا الفريق..

  • FBL-FRA-LIGUE2-PARIS FCAFP

    كيف بدأت القصة؟

    في الوقت الذي يتمتع فيه باريس سان جيرمان بقبضة مُحكمة على الكرة في فرنسا منذ الاستحواذ القطري في 2011، سنجد أن الأندية الأخرى في العاصمة الفرنسية تعيش حالة مختلفة تمامًا.

    الجميع يعاني من مشاكل مالية طاحنة وقضايا متعلقة بالملاعب، ومحاولات اندماج فاشلة، مما جعل بعض الفرق تندثر تمامًا وتختفي من المشهد، وهنا قررت عائلة أرنو التدخل!

    العائلة التي تصدرت قائمة فوربس لأغنى المليارديرات في العالم لعام 2024، قررت السيطرة على نادي باريس إف سي الشهر الماضي، مع وجود حصة أقلية لشركة ريد بول التي استعانت مؤخرًا بكلوب من أجل إدارة مشروعاتها الكروية.

    هذه الفكرة تُعيد إلى الأذهان محاولة سابقة لاعتلاء قمة العاصمة، عندما قام رجل الأعمال جان لوك لاجاردير بالسيطرة على فريق "راسينج كلوب دي باريس" وأعاد تسميته إلى "ماترا راسينج" مع الاندماج لفترة قصيرة مع باريس إف سي.

    وعلى الرغم من التعاقد مع عدد كبير من النجوم، مثل ديفيد جينولا وإنزو فرانسيسكولي، إلا أن المشروع انتهى بفوضى مالية ونتائج رياضية ضعيفة باستثناء التأهل إلى نهائي كأس فرنسا.

    وهنا يحاول النادي التعلم من هذا الدرس، عن طريق خطة مُحكمة يقودها كلوب ومن خلفه ملاك النادي، وسط توقعات بأن تسير الأمور بشكل تدريجي بدلًا من الانسياق وراء دفع مبالغ ضخمة على ضم لاعبين جدد.

    وفي هذا السياق سبق أن قال بيير فيراتشي رئيس النادي لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي":"لا نريد أن نستبق الأحداث، نطمح في أن يكون العمود الفقري للنادي من منطقة باريس لإضافة الصبغة المحلية على الفريق، مع الانفتاح على ضم لاعبين من أماكن أخرى".

  • إعلان
  • FBL-FRA-LIGUE2-AUXERRE-PARIS FCAFP

    نعم باريس ولكن ليس مثل سان جيرمان

    وفقًا للعديد من التقارير فإن الهدف لدى النادي الباريسي، ليس الدخول في سوق الانتقالات لإنفاق الأموال الضخمة، حتى لو صعد الفريق من الدرجة الثانية إلى الأولى في الموسم القادم.

    الإدارة ترى أن الهدف في الوقت الحالي هو وضع النادي على ساحة الكرة الفرنسية من جديد بشكل مختلف عن جاره باريس سان جيرمان، رغم الأموال الغزيرة التي يتمتع بها الملاك من شركة ريد بول وعائلة أرنو.

    وهو ما يجعلنا ننظر إلى فريق السيدات بنادي باريس إف سي، والذي يحتل مكانة تبدو مناسبة للهدف الذي تسعى له نسخة الرجال، حيث يأتي بالمركز الثالث بجدول ترتيب الدوري الفرنسي بـ27 نقطة بفارق 7 نقاط عن ليون المتصدر بعد 12 جولة من موسم 2024/2025 حتى الآن.

    هدافة المسابقة حاليًا تأتي من باريس إف سي، وهي كلارا ماتيو، التي أحرزت 13 هدفًا مقابل 10 لكل من ميلتشي دومورناي وليندزي هوران.

    وبالعودة إلى فريق الرجال سنجد أن النادي يسعى للحفاظ على سمعته في إنتاج مواهب مميزة، مثل إبراهيما كوناتي نجم ليفربول وأكسيل ديساسي مدافع تشيلسي، ونوردي موكيلي لاعب باير ليفركوزن، حيث نشأ الثلاثي في صفوف باريس إف سي.

    وبجانب هذه المواهب يأتي دور كلوب، الذي سيلعب دورًا رئيسيًا في تطوير النادي، للاستفادة من خبرته في تكوين الفرق وبناءها من اللاشيء، مثلما فعل في تجربتيه الأبرز مع بوروسيا دورتموند وليفربول.

    شركة ريد بول التي تمتلك 11% من باريس إف سي، جلبت كلوب جنبًا إلى جنب مع نجم الكرة الألمانية المعتزل ماريو جوميز، لإدارة هذا المشروع من خلف الكواليس، ولكن يظل مدرب الريدز السابق هو الاسم الأبرز على الإطلاق بسبب خبرته الواسعة ورؤيته ونظرته الثاقبة في استهداف النجوم بمراحل سنية صغيرة.

    وهنا يكتمل المشروع "مواهب داخلية من باريس وصفقات أخرى سيجلبها كلوب بشكل أو بآخر إلى النادي الفرنسي" ليصبح النموذج مزيجًا من إنفاق الأموال والاعتماد على الشباب المحليين.

    ناصر الخليفي سبق أن رحب علنيًا بفكرة ظهور هذا المنافس القوي، لكن هناك بعض التقارير الفرنسية أشارت إلى أنه يشعر بالقلق بوجود منافس حقيقي له في الساحة الفرنسية، وذلك بعد سنوات من السيطرة على لقب الدوري منذ سنوات عديدة.

    باريس فقد مؤخرًا كيليان مبابي ومن قبله نيمار وليونيل ميسي، ولا يعيش أفضل فتراته مع لويس إنريكي خاصة في دوري أبطال أوروبا، لذلك الفرصة تبدو سانحة أمام الفريق المغمور للانقضاض على الساحة في باريس.

  • Jurgen KloppGetty Images Sport

    ليس نسخة من ليفربول

    عندما نتحدث عن المواهب الشابة والصفقات غير الضخمة، سيعتقد البعض أن باريس إف سي سيكون نسخة من النموذج الذي صنعه كلوب مع ليفربول وهذا أمر منطقي.

    ولكن فيراتشي رئيس النادي خرج لنفي ذلك سريعًا في حواره مع "بي بي سي"، حيث قال:"ما فعله ليفربول هو شيء يجب أن نتعلم منه، ولكننا لن نحاول تقليده".

    وأضاف:"كلوب يتمتع برؤية فنية مميزة وهالة وتأثير لا يُصدق ولا نطيق الانتظار لوصوله من أجل مساعدتنا".

    البعض الآخر قال إن ريد بول ستصنع من النادي أيضًا نسخة أخرى من سالزبورج ولايبزيج والفرق التي اشتهرت في مجموعتها بالاكتفاء بإخراج أبرز المواهب وبيعها لكبار أوروبا مثل إرلينج هالاند وداني أولمو وغيرهما.

    وفي هذا السياق قال فيراتشي:"لن ننجر إلى ملكية متعددة للأندية، لأن عائلة أرنو هي المساهمة بالأغلبية في هذه الصفقة".

    لذلك يبدو أن الهدف واضح للجميع، أن يكون النادي نسخة متفردة بذاتها ليست منسوخة من أي تجربة أخرى، وهو أمر يبدو ممكنًا في الوقت الحالي وفقًا لكل المعطيات.

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

  • FBL-FRA-LIGUE2-AUXERRE-PARIS FCAFP

    الحلم ليس بعيدًا

    في 28 ديسمبر الماضي، نشرت صحيفة "آس" الإسبانية تقريرًا يكشف استعدادت إدارة النادي الباريسي لسوق الانتقالات الشتوي الحالي، ليكون نقطة الانطلاق للقضاء على سيطرة سان جيرمان ورئيسه ناصر الخليفي على كل شيء.

    وقالت إن النادي رصد 10 ملايين يورو لضم لاعبين جدد، من أجل الصعود بالفريق إلى دوري الدرجة الأولى، وهي المنافسة التي لم يظهر بها باريس منذ 1979، عكس ما انتشر سابقًا عن إنفاق ما يقرب من 200 مليون يورو.

    هذا المبلغ الضخم لا يبدو منطقيًا، لأن إنفاق هذه الأموال سيذهب إلى لاعبين كبار ومن الطراز المميز، والذي من الصعب جلبهم إلى دوري الدرجة الثانية الفرنسية بفريق ليس معروفًا بالشكل الكافي حتى الآن.

    لذلك 10 ملايين يورو تبدو كافية، وسيكون من المثير رؤية النوعية التي سيلجأ لها النادي بعد قدوم كلوب خلال الميركاتو الشتوي الحالي.

    وحتى لو لم يقم النادي بصفقات بارزة، الأمور حاليًا تسير على ما يٌرام، حيث يحتل الفريق المركز الثالث بجدول ترتيب دوري الدرجة الثانية بـ31 نقطة، مقابل 32 لدونكيركي الثاني و33 للوريان المتصدر.

    نظام التأهل إلى دوري الدرجة الأولى يقضي بتأهل الأول والثاني، مع دخول المراكز "الثالث والرابع والخامس" في مرحلة إقصائية، لذلك الفرصة تبدو قوية للغاية لتحقيق هذا الحلم والهدف الأول.

0