إيفان فيرجسون: فتى برايتون الواعد الذي رفض الانضمام إلى ليفربول

وُلد فيرجسون في بيتيستاون، وكذلك ولدت كرة القدم في دمائه، فقد كان والده باري، جزءًا من تشكيلة كوفنتري سيتي في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين قبل أن ينتقل في نهاية المطاف إلى الدوري الأيرلندي.

كانت موهبة إيفان واضحة منذ سن مبكرة، شجعت من تابعوه على إقناع والديه بتسجيله في نادي سانت كيفينز بويز المرموق في دبلن الذي أنتج العديد من لاعبي الدوري الممتاز والدوليين، بما في ذلك ليام برادي وداميان داف.

وافقا، وعلى الرغم من أنها كانت رحلة ذهابًا وإيابًا لمسافة 60 ميلًا في كل مرة يحتاج فيها للتدريب أو لعب المباريات، إلا أن الجهد (وتكلفة البنزين) أثبتت جدواها.

حتى في سن 12 عامًا فقط، كانت موهبته واضحة، وقد قال آلان ماثيوز، لاعب ومدرب سابق في الدوري الأيرلندي وصديق لعائلة فيرجسون، لصحيفة "آيرش ميرور": "لقد كان ضخمًا وسريعًا وذو قدمين قويتين، وكان مدى تمريراته بالنسبة لمراهق رائعًا".

وأردف: "ذكرني بـ (ماركو) فان باستن من حيث الأسلوب، لأنه لم يكن مجرد آلة لتسجيل الأهداف ولكنه ناضج من الناحية التكتيكية، كان لديه كل شيء."

سرعان ما تم الحديث عن اسم فيرجسون في جميع أنحاء أيرلندا، لذلك لم يكن مفاجئًا رؤيته يدخل أكاديمية بوهيميانز مع دخوله سنوات مراهقته، وهو النادي الأقدم في دبلن.

تصدّر فيرجسون عناوين الصحف عندما كان يبلغ من العمر 14 عامًا، عندما حل من على مقاعد البدلاء لفريق بوهيميانز الأول عندما واجه تشيلسي في مباراة ودية قبل الموسم خلال صيف 2019.

يتذكر تريفور كرولي، مساعد مدرب بوهيميانز في ذلك الوقت: "لقد كان استثنائيًا ضد تشيلسي، كانت أول مباراة لفرانك لامبارد في القيادة وأنا متأكد من أن لاعبي تشيلسي كانوا حريصين على القيام بعمل جيد حقًا".

وأردف: "كان إيفان استثنائيًا، لقد فوجئت بأنهم لم يذهبوا إليه على الفور لأن تشيلسي لديه الكثير من الجودات".

في الواقع، قدم تشيلسي استفسارًا حول وضعيته لكنهم لم يكونوا النادي الوحيد في الدوري الإنجليزي الممتاز الذي فعل ذلك فقد طلبه كل من ليفربول وإيفرتون، بينما كان يسافر بانتظام للتدريب مع فرق الشباب في برايتون بتنسيق مع ناديه بوهيميانز الذي بات ضمن خيارات الفريق الأول له.

طوال الوقت، كان يظهر بشكل متقطع مع فريق بوهيميانز الأول، حيث استمر في لفت الأنظار كلاعب يتناقض حجمه مع حداثة سنه.

مع بلوغ فيرجسون 16 عامًا في أكتوبر 2020 ، كان من الواضح أن الوقت قد حان للانتقال الدائم إلى إنجلترا، حيث ظهر ليفربول وبرايتون كخيارين رئيسيين للمراهق للنظر فيهما.

قال لصحيفة "ذا أثليتيك": "ذهبت إلى ليفربول عدة مرات، إنه نادٍ جيد، لكنك ترى الكثير من الشباب في ليفربول ولا توجد فرصة دائمًا للانضمام إلى الفريق الأول، كنت أفكر أنني لا أريد فقط اللعب لمدة عامين تحت سن 18 عامًا ثم الانتقال إلى فريق تحت 23 عامًا والذهاب من هناك إلى وجهة لا أعرفها".

وبدلاً من ذلك اختار برايتون، وقد حقق قراره أكبر الفوائد حتى الآن، فمنذ وصوله في يناير 2021، سجل 16 هدفًا في 34 مباراة بالدوري الإنجليزي سواء مع الفريق الأول أو الرديف، وظهر لأول مرة مع الفريق في أغسطس 2021 كبديل متأخر ضد كارديف سيتي في كأس كاراباو.

سجل فيرجسون أول هدف له مع برايتون في نفس المسابقة بعد 12 شهرًا، حيث سجل أمام فورست جرين روفرز، وكان أول ظهور دولي له مع جمهورية أيرلندا خلال فترة التوقف الدولية في نوفمبر.

لكن منذ استراحة كأس العالم، بدأ في إظهار سبب وجود الكثير من الإثارة المحيطة به في ملعب فالمر، وكذلك في وطنه.

كان فيرجسون بديلًا أمام آرسنال في مشاركته الثانية فقط هذا العام في الدوري، تخطى ويليام ساليبا قبل أن يسجل هدفه الأول في الدوري الممتاز هذا الموسم، ليصبح أصغر هداف في الدوري الإنجليزي الممتاز عبر تاريخ برايتون.

وأوضح كرولي: "كانت لديه قوة وحشية في الصندوق، أتذكر أنه سجل هدفه الأول ضد سانت باتريك أتلتيك في ريتشموند بارك، اعتُبر خطأ لكنه لم يكن خطأ أبدًا، كان هذا من فرط قوته، لقد كاد يضع حارس المرمى في الشباك أيضًا".

وعزز اللاعب البالغ من العمر 18 عامًا ذلك بأداء حصد الفوز لفريقه في مباراة إيفرتون بعد أربعة أيام، مما أدى إلى إشادة زميله سولي مارش بتأثيره في هذا السن المبكرة ووصفه بأنه "استثنائي".

وعزز اللاعب البالغ من العمر 18 عامًا ذلك بأداء حصد الفوز لفريقه في مباراة إيفرتون بعد أربعة أيام، مما أدى إلى إشادة زميله سولي مارش بتأثيره في هذا السن المبكرة ووصفه بأنه "استثنائي".

على الرغم من أنه ليس بأي حال من الأحوال عملاقًا استثنائيًا إذ يبلغ طوله 188 سم، إلا أن حضور فيرجسون الجسدي كان دائمًا نقطة قوته الرئيسة، حتى منذ صغره.

بشكل عام، هو أضخم لاعب على أرض الملعب عندما يواجه من هم في سنه، فقد كان فيرجسون دائمًا قادرًا على استخدام قوته لصالحه، وتشير الدلائل المبكرة إلى أنه سيكون قادرًا على عمل ذلك على المستوى الاحترافي بسهولة طيلة سنوات لاحقة.

لديه أيضًا سرعة جيدة للغاية وقد أظهر القدرة على تحين الفرص خلف دفاعات الخصم، بينما يمتلك أيضًا قدرة تسديد ممتازة عبر طرق مختلفة من لمسات الإنهاء الأخيرة.

حين لا تكون الكرة في حوزته، أظهر الكفاءة عندما يتعلق الأمر بالضغط على أولئك الذين يمتلكونها، والذي ربما لا ينبغي أن يكون مفاجئًا نظرًا لأسلوب التدريب الحديث الذي يتطلع برايتون إلى الترويج له في جميع فرقه.

على الرغم من أنه مهاجم جيد من جميع النواحي، إلا أن فيرجسون لا يزال لديه الكثير ليتعلمه، خاصة عندما يتعلق الأمر بقراراته عندما يدخل منطقة الجزاء وحولها.

لديه ميل للتسديد خاصة من مسافات بعيدة في حين تكون هناك خيارات أخرى متاحة له، ومدرب برايتون روبرتو دي زيربي هو الرجل المكلف بتدريبه لاتخاذ خيارات أفضل خلال السنوات القليلة المقبلة.

كانت أيرلندا تطلب مهاجمًا غزير الأهداف منذ تقاعد هدافها التاريخي روبي كين في عام 2016، وهناك أمل في أن يجد فيرجسون الإجابة على كل هذه التساؤلات.

كلاعب، فيرجسون لديه قدرة تسديد شبيهة بالتي كانت عند كين، لكن طريقة اللعب بشمول مختلفة عندهما، كين كان أكثر ضآلة بكثير من فيرجسون، واستخدم السرعة بدلاً من القوة للتغلب على المدافعين خلال مسيرته اللامعة.

أسلوب اللعب الفعلي لفيرجسون أقرب إلى السلالة الجديدة من المهاجمين التي ظهرت على مدى السنوات الخمس الماضية، خصوصًا إرلينج هالاند الذي بات صاحب العلامة المميزة الآن للمهاجم رقم 9 السريع والقوي، وهو النموذج الذي يقتحم اللعبة بقوة مؤخرًا.

سوف يستغرق فيرجسون الكثير للوصول إلى مستوى هالاند، لكن لا تتفاجأ إذا تم إجراء مقارنات مع لاعب مانشستر سيتي على مدار الأسابيع والأشهر القليلة المقبلة.

تتمثل الخطوة التالية لفيرجسون في تأمين مكان منتظم بفريق برايتون الأول، وبعد أن وقع عقدًا جديدًا في أكتوبر يبقيه في النادي حتى عام 2026، فمن الواضح أنهم حريصون عليه لمواصلة التطور.

كانت هناك تقارير عن إعارة إلى عدد من أندية الدوري الإنجليزي في نافذة الانتقالات في يناير، لكن يبدو أن برايتون مستعد لرفض أي خيار نظرًا للطريقة التي بدأ بها فيرجسون عام 2023.

من وجهة نظر دولية، سيكون فيرجسون مؤهلاً للعب مع إنجلترا على الرغم من ظهوره لأول مرة في أيرلندا، مع وجود ثقة بأنه لن يقلد ديكلان رايس وجاك جريليش في تغيير ولائه إلى الأسود الثلاثة.

إذًا، يمكن أن يكون لكل من كرة القدم الأيرلندية والدوري الإنجليزي الممتاز هداف جديد قوي لبدء الإثارة على مدار العامين المقبلين.