Donald Trump 2026 World CupGetty Images

إنفانتينو على خطى زيلينسكي.. هالة دونالد ترامب تُخضع "ملك كرة القدم!"

لا يزور أحد هذا المكتب البيضاوي إلا ويعود بتأثير ما! ففي الأيام التي تلت عودة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) جياني إنفانتينو من حفل تنصيب دونالد ترامب، بدا السويسري متاثرًا بالغاية بما يسمى حاليًا "قوانين ترامب" في السياسة والمال والأعمال!.

منطق "ترامب" النفعي الذي يجتاح العالم، وصل إلى إنفانتينو الذي بات يُكثر من الحديث عن "الصفقات الكبرى"، تمامًا مثلما يتحدث ترامب عن كل الملفات السياسية والاجتماعية منذ بدء حملته الانتخابية.

  • BRUSSELS-EUROPEAN-COUNCIL-SUMMITAFP

    على خطى زيلينسكي!

    لقد وافق إنفانتينو ترامب علنًا بأن هناك ما يسمى "حربًا تجارية غير مسبوقة" بين الدول المُضيفة لكأس العالم 2026، الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك وأن هذه التوترات "ستجعلها أكثر إثارة".. في شيء غير مسبوق ربما على "فيفا".

    وأضاف الرئيس الأمريكي مستطردًا: "التوتر أمرٌ جيد" في إشارة إلى الخلاف السياسي العنيف بين أمريكا دونالد ترامب من جهة، وكندا بتوازناتها الاقتصادية والتي يهددها ترامب بأنها ستكون الولاية الحادية والخمسين من جهة، وبين المكسيك ومهاجريها غير الشرعيين والسور الفاصل من ناحية أخرى!.

    يحرص القائمون على "فيفا" على التأكيد على أن موافقة إنفانتينو على كلام ترامب لم تكن في الواقع تأييدًا لآرائه، بل يجب وضعها في سياق كونه ضيفًا في البيت الأبيض، شأنه شأن الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي الذي تلقى جرعة إحراج غير مسبوقة في التاريخ السياسي داخل المبنى البيضاوي.

  • إعلان
  • "تبييض رياضي!"

    تُعدّ بطولة كأس العالم 2026، التي تُقام لأول مرة على الإطلاق في ثلاث دول، بمشاركة 48 فريقًا، لحظةً فارقة للعبة كرة القدم، إذ يُظهر رئيس الفيفا تأييده الواضح لترامب بينما يواجه المسؤولون التنفيذيون في كرة القدم صعوبة في تذكر موقف يُشبه حضور إنفانتينو حفل تنصيب ترامب.

    صحيفة "إندبندنت" تشير عبر كاتبها ميجيل ديلاني، ونقلًا عن مصدر رفيع المستوى إلى أن ترامب "يخطط لاستغلال كأس العالم 2026 لترويج أيديولوجيته السياسية" واصفًا أهداف ترامب من البطولة بأنها "تبييض رياضي!".

    وبينما تبدي المنظمات الحقوقية في عموم الولايات المتحدة الأمريكية والعالم تناول ترامب لحقوق الكثير من الأقليات، لا يبدو إنفانتينو مستعدًا لدعم حقوق المثليين أو المهاجرين أو النساء بنفس القدر الصاخب الذي أعلنه قبيل مونديال قطر 2022، فقط لأن ترامب لم يضع تلك الحقوق على أجندته!.

  • Donald Trump Gianni InfantinoGetty Images

    "ملك كرة القدم!"

    صداقة إنفانتينو مع ترامب جديرة بالملاحظة، نظرًا لأن رئيس "فيفا" لم يكن قريبًا يومًا ما من قادة كندا والمكسيك أو من إدارة بايدن السابقة، التي لا يفتأ ترامب يتناولها بالسخرية حتى وصفها في جلسة زيلينسكي الشهيرة بأنها "كانت تتخذ القرارات من المرحاض!".

    من المؤكد أنهم لم يعلنوا إنفانتينو "ملك كرة القدم" كما قال ترامب، هذه اللغة لا يعرفها إلا الرجل البالغ من العمر 78 عامًا، والذي يفع العالم تحت رحمة أفكاره بشكل يومي سيستمر أربع سنوات.

    ديلاني يصر في مقاله على أن العلاقات القوية تعود ببساطة إلى فوز أمريكا باستضافة كأس العالم في عام 2018 حين كان ترامب رئيسًا، كما أنه ومع اقتراب موعد إقامة البطولة، هناك أيضًا شعورٌ بضرورة إرضاء الرئيس الأمريكي، حيث وصف إنفانتينو نفسه العلاقة الوثيقة بين الطرفين بأنها "ضرورية للغاية لنجاح كأس العالم".. عبارة تعكس بحد ذاتها مدى تدخل ترامب في صلب كل المجالات حتى كرة القدم التي لا يحبذها الرئيس الخامس والأربعون والسابع والأربعون أيضًا للولايات المتحدة الأمريكية، والذي يفضل عادة لعب الجولف وارتبط برياضات الملاكمة والمصارعة الحرة والتايكوندو في أوقات سابقة.

    كما تتوافق نظرة الرجلين، ترامب وإنفانتينو من ناحية أخرى، حول بطولة كأس العالم للأندية التي ستقام في الولايات المتحدة بنظامها الجديد، والتي جعلها حماس إنفانتينو "الأحادي ربما" حقيقة بعد رفض كبير من الأندية الأوروبية الكبرى، لكن جوائز هذه الفرق التي ستتخطى لكل فريق 90 مليون دولار على الأرجح قلبت الأمور رأسًا على عقب.

    "نعم هناك فرصة" .. إنفانتينو يخضع لترامب في اختياره لمرشح "بعيد" للفوز بكأس العالم 2026!

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

  • Trump InfantinoGetty Images

    خيال دونالد ترامب

    ماذا لو أصر إنفانتينو على إقامة كأس العالم للأندية بنظامه الجديد كل عامين؟ هذا من شأنه تعزيز الإيرادات بشكل كبير وضمان سخونة هذه البطولة وزيادة متابعتها، سيلاقي هذا هوى اقتصاديًا لترامب، الذي سيجني مليارات الدولارات من حقوق الرعاية والبث التليفزيوني للبطولة التي تحتكر بثها إلى الآن شبكة "DAZN" الأمريكية.

    صحيح أن إنفانتينو يملك أفكارًا رياضية ثورية منذ تنصيبه رئيسًا للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في 2016، وصحيح أن هذه الأفكار باتت واقعًا معيشًا الآن، لكن "ثورة كرة القدم" قد تشهد آفاقًا أخرى في السنوات القليلة المقبلة حينما تتعلق بخيال دونالد ترامب، الذي لا يستطيع أحد في العالم كبح جماحه!.

0