إنجاز ككوريا وإنصاف الملك .. أمنيات كروية للعرب في ليلة القدر

في 29 من مارس الماضي، تلقت الشعوب العربية كافة، والمصرية والجزائرية خاصة، صدمة كبيرة بعدما فشل الفراعنة ومحاربة الصحراء في الوصول لكأس العالم قطر 2022.

الفراعنة تلقوا الهزيمة على يد منتخب السنغال في ركلات الترجيح، فيما هُزم الجزائريون أمام الكاميرونيين.

وعقب المباراتين، طلب الاتحادان المصري والجزائري، إعادة اللقاءين، بداعي تعرضهما لظروف غيرطبيعية.

المصريون دعموا مطلبهم بالاعتداءات التي قامت بها الجماهير السنغالية على اللاعبين قبل المباراة وأثنائها وخلالها، فيما كانت شكوى الجزائريين في الأساس، بسبب ما تعرض له الفريق من ظلم تحكيمي في المباراة على يد الحكم الجامبي بكاري جاساما.

الشعوب العربية تمني نفسها أن يقبل الاتحاد الدولي "فيفا" مطالب المصريين والجزائريين وأن تعاد المباراتين من جديد، أملًا في رؤيتهما في قطر بأواخر العام الحالي.

المصري محمد صلاح؛ نجم ليفربول الإنجليزي، ليس هو العربي الوحيد الناشط بقوة في الدوريات الأوروبية الكبرى، لكن ما تعرض له من ظلم في حفل الكرة الذهبية 2021، تجعله هو تحديدًا من يتمنى له الجمهور العربي الحصول على هذه الجائزة في 2022.

صلاح قدم في 2021 عامًا استثنائيًا، لكنه في الأخير تواجد بالمركز السابع قائمة مجلة "فرانس فوتبول" لجائزة الكرة الذهبية.

هذه الجائزة فاز بها الأرجنتيني ليونيل ميسي؛ لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي، وسط اعتراضات من الكثيرين على اختياره، وكان البرتغالي كريستيانو رونالدو؛ لاعب مانشستر يونايتد الإنجليزي، أحدهم.

البوسني وحيد خاليلوزيتش؛ المدير الفني للمغرب، وحكيم زياش؛ محترف المغرب في تشيلسي الإنجليزي، الثنائي الذي كان مسار جدل كبير خلال الفترة الماضية.

المشكلة بدأت باستبعاد زياش وزميله نصير مزراوي من معسكرات أسود الأطلس، وسط اتهامات من خاليلوزيتش، لهما بعدم الاحترافية والتهرب من المباريات.

على إثر تصريحات المدرب، أعلن الثنائي اعتزاله اللعب الدولي، وسط غضب كبير من الشعب المغربي.

الصلح بين الثلاثي إحدى أمنيات العرب في هذا العام، خاصةً وأن المغرب مقبلة على المشاركة في كأس العالم قطر 2022.

تعرضت قطر لهجوم كبير وانتقادات من بعض الأوروبيين، منذ أن حصلت على تنظيم مونديال المنتخبات 2022، ورغم أن أوروبيين آخرين، قدموا إلى الدوحة، وأثنوا بشكل كبير على التجهيزات والاستعدادات وما أنجزته قطر لاستضافة الحدث العالمي إلا أن الرد الأكبر سيكون مع انطلاق المونديال في نوفمبر 2022.

نجاح التنظيم القطري للمونديال، لن يكون نجاحًا لقطر فقط، إنما للعرب بشكل عام، وسيفتح بابًا أمام استضافة الأراضي العربية لنسخ أخرى من كأس العالم.

حتى الآن تأكد تواجد أربعة منتخبات عربية في مونديال قطر 2022، هي: السعودية، تونس، المغرب، بجانب قطر صاحبة الأرض.

يطمح العرب أن يضاف لهم المنتخب الخامس ألا وهو الإمارات، التي تخوض مباراة الملحق الآسيوي أمام أستراليا في السابع من يونيو المقبل.

في عام 2002، أقيم كأس العالم في كوريا الجنوبية واليابان، كلتاهما عبر من دور المجموعات كأول المجموعة؛ الأولى تفوقت على منتخبات أمريكا، البرتغال وبولندا، فيما تفوقت الثانية على بلجيكا وروسيا وتونس.

لكن اليابان ودعت من دور الـ16، فيما كانت المفاجأة هي نجاح كوريا الجنوبية في الوصول لنصف النهائي، لولا أن أوقفتها ألمانيا بهزيمتها 1-0.

وقتها حققت صاحبة الأرض المركز الرابع في المونديال، بعدما خسرت مباراة المركز الثالث أمام تركيا بنتيجة 3-2.

العرب يحلمون بتحقيق قطر بصفتها صاحبة الأرض في مونديال 2022، لإنجاز يشبه إنجاز كوريا الجنوبية في 2002، يريدون تخطي مرحلة التمثيل المشرف وحتى مرحلة كون العبور لدور الـ16 إنجازًا، والوصول للمراحل النهائية.

في السنوات الأخيرة ومنذ عام 2012، تخلو الملاعب المصرية من الجماهير إلا فيما ندر، على خلفية الأحداث المؤسفة التي شهدتها الملاعب فيما عُرف بمذبحة بورسعيد وبعدها مذبحة الدفاع الجوي.

هذا الأمر انعكس سلبًا على المنتخبات المصرية عند المشاركة في البطولات القارية وسط حضور جماهيري ضخم، وهو ما ظهر جليًا في المباراة النهائية بالتصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال قطر 2022 بين مصر والسنغال، وكيف تأثر اللاعبون بشكل كبير بالحضور الجماهيري الكبير للمباراة بداكار.

يأمل المصريون والعرب بشكل عام أن تعود الهيبة لمنتخب مصر، والبداية بعودة الجماهير للملاعب بشكل كامل، لإعادة الروح للمنتخبات والفرق.

في 2021، كانت قارتا إفريقيا وآسيا تتزينان بالأفراح العربية، عندما توج الأهلي المصري والهلال السعودي بطلين لدوري الأبطال في كل قارة.

الآن الأهلي المصري ووفاق سطيف الجزائري والوداد المغربي، الثلاثي ينافس في نصف النهائي الإفريقي، فيما صعد الهلال والشباب والفيصلي السعوديون، الريان والدحيل القطريان، وشباب الأهلي الإماراتي لدور الـ16 الآسيوي.

الأمل العربي أن يكون بطلا إفريقيا وآسيا في 2022 فريقًا عربيًا أيضًا.