إنتر ميامي ضد بورتو | ليلة تاريخية معتادة من ميسي تطارد راموس.. ولتنتهي حدود صداقة سواريز خارج الملعب يا ليو!

كعادته كان ميسي كلمة السر وصاحب البصمة الأولى والأخيرة في كل لقطة مميزة لإنتر ميامي، حيث بث روحًا هائلة في فريقه الذي أنهى الشوط الأول متأخرًا بهدف من ركلة جزاء سجلها سامو أموروديون بالدقيقة الثامنة، ليعود الفريق الأمريكي في الشوط الثاني بهدف التعادل عبر سيجوفيا في الدقيقة 47.

وتكفل ميسي بتسجيل هدف الفوز من تنفيذ مثالي لركلة حرة مباشرة أسكنها بكل ثقة شباك الحارس كلاوديو راموس في الدقيقة 54، مسجلًا هدفه السادس في تاريخ منافسات كأس العالم للأندية بشكلها القديم والجديد.

وبالتخصص سجل ليو، الهدف رقم 68 من ركلة حرة، ليتقدم خطوة أخرى في قائمة الهدافين التاريخيين من الركلات الحرة، حيث يفصله هدفين فقط عن الأسطورة البرازيلية بيليه و9 أهداف عن مواطنه المتخصص جونينيو.

وسجل ميسي أيضًا هدفه رقم 50 مع إنتر ميامي بخلاف 24 تمريرة حاسمة وكل ذلك في 61 مباراة فقط، وإجمالًا مع كل الفرق وصل إلى 1250 مساهمة تهديفية بواقع 866 هدفًا و384 تمريرة حاسمة في 1106 مباريات.

أكثر ما يميز شخصية ليونيل ميسي هو صفة "الوفاء" سواء لناديه السابق برشلونة أو منتخب بلاده الأرجنتين، لكنه أيضًا هو "الخل الوفي" الذي اعتبره العرب من المستحيلات في تاريخهم، فهو لا يتخل أبدًا عن أصدقائه المقربين وعلى رأسهم بلا شك النجم الأوروجواياني لويس سواريز، الذي يرافقه في هجوم إنتر ميامي.

لكن بعد مباراتي الأهلي المصري وبورتو، يجب أن يفكر ميسي كثيرًا في جعل حدود هذه الصداقة تقف عند خط المستطيل الأخضر، خصوصًا أن سواريز يبدو بعيدًا تمامًا عن اللياقة أو القدرة الفنية، مع كامل الاحترام لتاريخه المشرف.

سواريز كان ثغرة واضحة في هجوم إنتر ميامي، عنده تنتهي كل المحاولات والآمال في التسجيل، حتى أن ميسي صنع له فرصة لا تضيع من انفراد صريح، وتعامل معها الأوروجواياني برعونة شديدة ليلعبها في جسد الحارس.

هذه اللعبة لم تكن الأولى الكاشفة في حاجة إنتر ميامي لمهاجم آخر يترجم ما يصنعه ميسي من هدايا، بل أيضًا لأداء أدوار مهمة في الضغط العالي على لاعبي المنافس واستعادة الكرات والالتحامات القوية والتي أثبت سواريز عدم قدرته على أدائها تمامًا.

رغم الملاحظات الكثيرة على أداء الفرق الكبرى في كأس العالم للأندية مع انتهاء تقريبًا ثلث مرحلة المجموعات، إلا أن أكثر ما يميز البطولة هو تألق النجوم الكبار أصحاب التاريخ الطويل في الملاعب، فرأينا ميسي يسجل من ركلة حرة، دي ماريا وأوتاميندي يتألقان بقميص بنفيكا ومولر يسجل ثنائية مع البايرن.

وبالطبع في وجود قائد محارب بقيمة سرخيو راموس في البطولة، على رأس فريق مونتيري، كان يجب أن نشاهد لقطة مميزة له بهدف من رأسية هزت شباك إنتر، ليتصدر عناوين الأخبار وتنتشر لقطة هدفه كالنار في الهشيم.

اليوم، رد ميسي على راموس، غريمه الأزلي منذ الصراع التاريخي بينهما في الكلاسيكو الإسباني، وسجل هدفًا تاريخيًا جعله ثاني أكبر لاعب يسجل في تاريخ مسابقة كأس العالم للأندية بعمر 37 عامًا و360 يومًا، ليواصل مطاردة النجم الإسباني المتصدر هذه القائمة بهدف الأخير أمام إنتر في عمر 39 عامًا.

ربما قدم إنتر ميامي أداءً ضعيفًا في الشوط الأول من المباراة الافتتاحية أمام الأهلي وكاد أن يتأخر بأكثر من هدف لولا الحارس أوستاري، لكن ما شاهدناه لهذا الفريق خلال الشوط الأول أمام الفريق المصري وكذلك في الشوط الثاني من مباراة الليلة، يؤكد أن ليونيل ميسي كان له مفعول السحر على هذا الفريق.

ميسي يلعب في هذه المرحلة من عمره بمجهود منظم يجعله يستمر في تقديم أفضل أداء له لما بعد الـ90 دقيقة، لكن أكثر ما يلاحظ هو نجاحه في جعل كل من حوله عوامل نجاح تساعده على تحقيق أهدافه، وهذا ما شاهده الجميع في منتخب الأرجنتين خلال كوبا أمريكا "آخر نسختين" وكأس العالم 2022 بقطر.

الجميع يلعب من أجل ميسي، ولن نبالغ إن قلنا أن عاطفة لاعبي الأرجنتين تجاه ميسي تجاوزت شعورهم بالوطنية، فالكل يريد أن يفوز حتى يفرح ليونيل ويحقق النجمة التي تنقصه، وهذا بالضبط ما نراه في إنتر ميامي حاليًا، فالفريق المكون من مجموعة شابة مع بعض عناصر الخبرة بقيادة ميسي، تحول إلى كتلة حماس من أجل تحقيق الهدف وجعل ميسي يظهر في أفضل صورة.