إصابة تهدم منظومة تشافي .. غياب دي يونج كشف عيوب وسط برشلونة أمام ريال مايوركا

منح دي يونج، فريق برشلونة ثقة كبيرة ببداية هذا الموسم، وأحي آمالهم في تكرار مسيرة النجم سيرجيو بوسكيتس، وشكل بوسكيتس ودي يونج شراكة رائعة في خط وسط الفريق، فكل لاعب يمتلك موهبة خاصة فبوسكيتس أكثر واقعية بينما دي يونج أكثر ميلًا إلى المغامرة، وكانوا ثنائيًا غريبًا، لكنهم قادوا برشلونة لتحقيق لقب الدوري الإسباني الموسم الماضي.

وبعد رحيل بوسكيتس، إلى إنتر ميامي هذا الصيف تحسن دي يونج، أكثر وشكل مع أوريول روميو، شراكة مميزة في خط وسط برشلونة.

وتطور دي يونج، كثيرًا وتم منحه دورًا محددًا فهو يبدأ في العمق، ويجيد التحرك بالكرة إلى الأمام.

برشلونة فريق مختلف جذريًا، حتى لو كان لدى تشافي قدر كبير من العمق ليتحول إليه هذا العام فقد تم حل الإصابة السنوية الإجبارية لبيدري من خلال ضم جواو فيليكس، بالإضافة إلى التعاقد مع الماكر إلكاي جوندوجان، ورفع الإيقاف عن رافينيا.

ولكن إصابة دي يونج سببت ضربة قوية لفريق برشلونة، وتكرر الأمر مع الفريق الموسم الماضي بعدما أصيب بيدري في أوتار الركبة، ضد مانشستر يونايتد في الدوري الأوروبي، وتسبب غيابه في خروج برشلونة من أوروبا ثم توديع بطولة كأس الملك أمام ريال مدريد في نصف النهائي، وعندما أصيب أراوخو، انهار برشلونة في دوري أبطال أوروبا.

ومع إصابة دي يونج، الآن سيكون الثلاثي فيليكس، وجافي، وجوندوجان، في اختبار حقيقي ويبدو أنهم سيفشلوا فيه، ومباراة ريال مايوركا بالأمس خير مثال على ذلك.

تحدث تشافي في مؤتمره الصحفي يوم الإثنين الماضي عن كيفية تأثير منتج الأكاديمية فيرمين لوبيز والظهير الأيمن المحول سيرجي روبرتو، عند الحاجة إليهم.

وقال تشافي: "لدينا بدائل وأحدهم هو سيرجي روبرتو، إنه لاعب هائل بالنسبة لي كمدرب، تمامًا مثل فيرمين، يمكنه مساعدتنا كثيرًا".

ورد فيرمين، على مدربه على أرض الملعب بتسجيله هدف التعادل لبرشلونة بالأمس في شباك ريال مايوركا.

وبدأ روبرتو 33 مباراة من آخر 50 مواجهة له في مركز الظهير الأيمن، و11 مباراة فقط كلاعب خط وسط، وعادًة ما يكون على الجانب الأيمن في خطة 4-3-3.

وتحدث تشافي سابقًا عن الغرائز الدفاعية لروبرتو، والتي تجعله لاعب خط وسط ممتاز يضغط لكنه ليس من النوع الذي يلعب على الجانب الأيسر من خط الوسط، ونفس الأمر بالنسبة لفيرمين هو لاعب خط وسط مهاجم، يتمتع بالتمريرة الحاسمة وشارك في فترة ما قبل الموسم، وقدم مستويات رائعة ضد فريقي آرسنال وريال مدريد ولكنه يفتقر إلى القدرات الدفاعية.

يستعد برشلونة لمواجهة قوية أمام فريق إشبيلية يوم الجمعة القادمة، ثم سيكون اختبارهم الأصعب في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا أمام بورتو، وسيلتقوا بعد ذلك ضد غرناطة، قبل فترة التوقف الدولي.

وبعد العودة، ستكون هناك مباريات لبرشلونة على أرضه ضد فريق أتلتيك بيلباو المقاتل وشاختار دونيتسك، قبل أن يقام أول كلاسيكو لهذا الموسم يوم 28 أكتوبر القادم.

وكشف التشخيص الأولي لإصابة دي يونج بأنه يحتاج إلى ستة أسابيع للتعافي يعني أنه سيغيب عن مباراة الكلاسيكو ضد ريال مدريد، حيث كان سيلعب دورًا أساسيًا في هذه المباراة الهامة، وهناك احتمال كبير أن يغيب أيضًا عن المباريات خارج الأرض ضد ريال سوسييداد وشاختار والتي تلي الكلاسيكو أيضًا، ولذلك سيحتاج تشافي إلى التأكد من أن الحل لمشكلته الجديدة هو حلًا قويًا.

يجب على مدرب برشلونة، أن يواجه احتمال الحاجة إلى تغيير الخطة، ورغم أن فريق تشافي كان في أفضل حالاته الموسم الماضي عندما استخدم خط وسط مستحوذ على الكرة وكان بوسكيتس ودي يونج بمثابة المحور المزدوج في الجزء السفلي، بينما احتل جافي وبيدري أعلى الملعب وخدمهم هذا النظام بشكل جيد في فترات هذا العام، مع تناوب جوندوجان بدلاً من بيدري.

لكن وصول فيليكس غيّر الأمور، فهو لا يعمل بنفس الطريقة وسواء كان ذلك بسبب الافتقار إلى الانضباط التكتيكي، أو إصرار المدرب على إتباع نفس النظام، ولكن أصبح فيليكس أكثر من مهاجم ثان، وشهد تحول خطة برشلونة إلى 4-3-3 الكلاسيكية، مع مهاجم معروف واثنين من الأجنحة وثلاثة لاعبي خط وسط محددين.

وربما تكون هذه الطريقة هي الأكثر منطقية في الوقت الحالي بفضل مستوى الظهيرين المهاجمين وأرقام خط الوسط، حيث فاز برشلونة بمباراته أمام سيلتا فيجو، بدون دي يونج، وإذا لعب الفريق بروميو وجوندوجان وجافي بخط الوسط، مع ليفاندوفسكي وفيليكس ورافينيا أو يامال في خط الهجوم، فسيتمتع البلوجرانا بجودة كبيرة للفوز بمعظم مبارياتهم القادمة.

وإذا أراد برشلونة أن يكرر لقب الدوري الأسباني، ويسعى للحصول على دوري أبطال أوروبا فقد يتعين عليه التكيف تكتيكيًا بدون أهم لاعب لديه ولا تزال هذه المراحل الأولى من حملته الطويلة.