Mohamed-Salah(C)GettyImages

إصابات ورحيل الُملهم وخلافات وطنية .. الموسم "الأسوأ" يهدد مسيرة صلاح في ليفربول!

محمد صلاح نجح في تسجيل 21 هدفًا وقام بصناعة 13 مع ليفربول هذا الموسم، مما يعني أنه ساهم في 34 هدفًا في 32 مباراة فقط، ولكن لا تدع الأرقام تخدعك!

لو نظرنا إلى الصورة بشكل أكبر بعيدًا عن الأرقام القياسية والأهداف الغزيرة، سنرى أن صلاح يُعاني مؤخرًا من عدة ظواهر غريبة لم يسبق لها التجمع في وقت واحد بهذه الطريقة.

اضغط هنا لتحميل تطبيق TOD TV من متجر جوجل أو أبل

الأمور لم تكن مشرقة كما تقول الأرقام، بل كانت حافلة بالعديد من المواقف غير السارة التي تُنذر بالموسم الأسوأ للنجم المصري منذ قدومه لليفربول، بل تهدد مسيرته بشكل كامل في أنفيلد.

  • Mohamed Salah Egypt Afcon 2023Getty

    كابوس الإصابات

    من أهم الأسباب وراء نجاح صلاح واستمراريته في البقاء على أعلى مستوى ممكن، هي لياقته العالية وعدم تعرضه للإصابة كثيرًا، وحتى لو حدث ذلك يغيب لفترة قصيرة للغاية.

    ولكن لقطة سقوط صلاح أمام غانا في كأس الأمم الإفريقية الأخيرة، كانت بمثابة بداية فترة من الأزمات عاشها المصري على كل المستويات.

    صاحب الـ31 سنة غاب عن الريدز في 10 مباريات منذ 19 يناير الماضي بمجموع 39 يومًا، وهو رقم لا يحدث كثيرًا للنجم المصري.

    المفارقة هنا أن ليفربول لم يتأثر كثيرًا بغياب صلاح سواء بسبب وجوده في أمم إفريقيا مع مصر أو حتى عند إصابته بعد العودة، وهو ما جعل الأصوات تتعالى بأن الوضع لن يكون كارثيًا بعد رحيله.

  • إعلان
  • Mohamed Salah Hossam Hassan EgyptGOAL AR / Getty

    خلافات وطنية

    مرة أخرى سنتحدث عن اللقطة التي سقط فيها صلاح أمام غانا في أمم إفريقيا، وقرر بعدها السفر إلى إنجلترا لتلقي العلاج في ليفربول، مع إمكانية عودته لخوض النهائي في حالة تأهل الفراعنة.

    الجماهير غضبت من صلاح كثيرًا لعدم استمراره بمعسكر مصر كقائد للفريق، وادعى البعض أنه يدعي الإصابة وقال البعض الآخر إن هناك مشكلة ولكنها لا تستدعي العودة إلى ليفربول.

    الأمر وصل لاتهام صلاح بافتقاد الشغف لتمثيل منتخبه الوطني وعدم تحمسه لارتداء قميص بلاده، وهو اتهام خطير يبدو أنه كان خاطئًا لأن إصابته كانت أسوأ من المتوقع بالفعل وأبعدته عن بعض المباريات الهامة للريدز حتى بعد انتهاء أمم إفريقيا.

    وتشاء الأقدار بأن يكون أحد أشد المهاجمين لصلاح هو حسام حسن، أسطورة كرة القدم المصرية والمدير الفني الجديد لمصر بعد رحيل البرتغالي روي فيتوريا.

    وهو الأمر الذي تسبب في انفجار حالة من الجدل حول عداوة بين الثنائي وغضب صلاح من هجوم حسام حسن عليه، ليأتي غيابه عن المعسكر الدولي الحالي ليزيد من حدة التكهنات.

    وبذلك تثبت كارثية لقطة غانا بكل المقاييس، لأنها أبعدته عن ليفربول، وتسببت في توجيه أصابع الاتهام بعدم الانتماء له، بل أفسدت علاقته بالمدرب الحالي لمصر.

  • klopp(C)Getty Images

    رحيل المُلهم

    لا يوجد أدنى شك حول أن صلاح ساعد نفسه بنفسه في العديد من الفترات، وإصراره على النجاح يعتبر من أهم أسباب ما وصل إليه، بداية المقاولون العرب وبازل وصولًا بليفربول.

    ولكن لا يمكن إنكار الدور الذي لعبه الألماني يورجن كلوب في تطوير صلاح ليصبح بهذا الشكل، عند ضمه للريدز من روما الإيطالي في 2017.

    صلاح كان لاعبًا مميزًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولكن كانت لديه بعض المشاكل في إنهاء الفرص والاستمرارية، وهو الأمر الذي تغير تمامًا مع كلوب.

    الألماني نقل صلاح من خانة "المميز" إلى "نجم الصف الأول" ببراعة شديدة، وبفضل الثلاثية التي كونها مع روبرتو فيرمينو وساديو ماني قبل رحيلهما.

    رحيل كلوب الذي لعب دور المُلهم يعتبر بمثابة أسوأ خبر ممكن لصلاح سماعه في الوقت الحالي، خاصة وأننا نعيش فترة من الجدل حول مستقبل اللاعب المصري نفسه، وسط اهتمام قوي من الثنائي السعودي الهلال والاتحاد بضمه.

    الخبر المحبط الذي سمعه صلاح برحيل كلوب، يضيف حالة من الغموض لم يكن اللاعب بحاجة لها الآن، لأن أي اختيار خاطىء في المدرب القادم قد يُعيد الفريق للعصور المُظلمة من جديد.

  • Klopp Salah Liverpool Sparta Praha 2024 Europa LeagueGOAL AR / Getty

    رباعية في الهواء

    منذ إعلان كلوب لرحيله عن ليفربول، خرجت جماهير الفريق بمصطلح "الرباعية التاريخية" من أجل توديع المدرب الألماني بأفضل صورة ممكنة.

    ومن الطبيعي أن يتحمس صلاح لهذا المصطلح لأنه يعشق الفوز عمومًا، كما أنه لو لعب دورًا هامًا بالرباعية قد يكون مُرشحًا لتحقيق حلمه الفردي الأكبر بالحصول على الكرة الذهبية.

    الفريق حصد كأس الرابطة "كاراباو كب" بغياب صلاح عن النهائي ضد تشيلسي، كما أنه لم يلعب أي دور هام على مدار البطولة سوى بالتسجيل مرة واحدة فقط.

    الفريق خرج مؤخرًا بشكل كارثي في حضور صلاح من كأس الاتحاد الإنجليزي، بالخسارة التاريخية من مانشستر يونايتد 4/3، في واحدة من أكثر القمم الدراماتيكية في تاريخ الثنائي.

    وهو ما يعني أن الرباعية تم تقليصها إلى "الثلاثية"، التي يُهددها كذلك مانشستر سيتي وآرسنال في الدوري الإنجليزي، بتواجدهما الشرس في صراع المنافسة على لقب البطولة هذا الموسم.

    وأما بالنسبة للدوري الأوروبي، فبعد عدة مواجهات سهلة مع سبارتا براج وفرق أخرى مغمورة، حان وقت المباريات الصعبة باللعب ضد أتالانتا في دور الثمانية، وهو الخصم الذي يمكنه المساهمة مع آرسنال وسيتي في تدمير حلم الرباعية.

    وحتى لو عبر ليفربول من أتالانتا، سيجد أمثال روما وباير ليفركوزن أمامه، لتهديد النهاية السعيدة لكلوب وإفساد أحلام صلاح.

  • Mohamed Salah Liverpool 2023-24Getty

    هل يكون موسم الرحيل؟

    من المتوقع أن تعود شائعات الدوري السعودي من جديد مع نهاية هذا الموسم، وسط ترقب لما سيسفر عنه مستقبل صلاح.

    الطريقة التي سينتهي بها موسم الدولي المصري ستحدد الكثير من الأشياء، لأن الصحف الإنجليزية تحدثت بالفعل عن مغادرته للفريق مع فيرجيل فان دايك وبعض اللاعبين الآخرين بسبب رحيل كلوب.

    النهاية السعيدة للموسم قد تكون حافزًا لصلاح للخروج بأفضل صورة ممكنة من النادي كأحد أساطير الريدز، وأي شيء غير ذلك قد يدفعه للبقاء لفترة أطول حتى لا يخرج بنهاية لا تليق به وبتاريخه الذي صنعه على مدار السنوات الماضية.

    عنصر آخر سيحسم بشكل كبير مصير صلاح، وهو المدرب القادم للريدز، لأن عمره 31 سنة وليس أمامه الكثير في مسيرته الكروية، لذلك لا يوجد مجال للتجربة.

    لو كان اسمًا لامعًا من نوعية تشابي ألونسو مدرب ليفركوزن، أو يوليان ناجلسمان ربما يبقى صلاح، ولو تم اختيار مدرب آخر ليس بنفس الجودة أو الشعبية مثل مساعد كلوب بيب ليندرز ربما يقرر اللاعب الرحيل.