لكن اختزال أداء سانشيز في ركلة جزاء سيكون إجحافًا كبيرًا بحقه، فالشوط الأول كان بمثابة درس متكامل في كيفية قيادة خط الهجوم.
أرقامه كانت شاهدًا على تأثيره العميق: 21 لمسة للكرة، ونسبة تمريرات صحيحة بلغت 90%، وهي نسبة تعكس هدوءه وقدرته على اتخاذ القرار السليم تحت الضغط، صحيح أن تلك النسبة انخفضت في الشوط الثاني لكن عامل الإرهاق كان كبيرًا.
لم يكن مجرد لاعب ينتظر الكرة في الصندوق، بل كان محطة رئيسية في بناء اللعب، وهو ما أظهرته تحركاته التي كشفت عن تواجده في مختلف مناطق الثلث الهجومي.
الدليل الأبرز على رؤيته وقيمته كصانع لعب جاء في الدقيقة 35، عندما مرر كرة حريرية إلى زميله إسحاق روميرو، وضعه بها في انفراد شبه تام، وهي فرصة كادت أن تضاعف النتيجة لولا غياب اللمسة الأخيرة، وهذا النوع من التمريرات هو ما يميّز اللاعب ذو الجودة العالية عن غيره.
ولم يكتف سانشيز بالتألق الهجومي، بل جسّد مقولته بأنه يعمل ليلعب "كشاب في العشرين" من خلال مجهوده الدفاعي.
إحصائياته الدفاعية في الشوط الأول وحده - 3 تدخلات ناجحة واعتراض للكرة ووصلت إلى خمسة تدخلات في نهاية اللقاء - تروي قصة لاعب يدرك أن كرة القدم الحديثة تتطلب الالتزام من المهاجم قبل المدافع، كان أول خط دفاع لفريقه، يطارد لاعبي برشلونة ويجبرهم على ارتكاب الأخطاء.