Spain FranceGoal Ar / Social

إسبانيا وفرنسا .. لقد حان وقت زيدان و"منتخب الأطفال" هو الأحق باليورو!

في ليلة كانت الإثارة حاضرة في أغلب فتراتها، قررت كرة القدم أن تبتسم للكرة الجميلة، لتمنح منتخب إسبانيا بطاقة التأهل إلى نهائي يورو 2024.

البداية لم تكن كما تمناها المدرب لويس دي لا فوينتي، بهدف مباغت من راندال كولو مواني، ولكن الرد جاء قاسيًا بهدف تاريخي وأسطوري من لامين يامال.

إسبانيا قررت إكمال الريمونتادا السريعة بهدف آخر من داني أولمو في الدقيقة 25، بمساعدة جول كوندي الذي تطوع وقام بتأكيد الكرة ووضعها في مرمى مايك ماينان.

النتيجة تعني تأهل الماتادور إلى النهائي لمواجهة المنتصر من إنجلترا وهولندا، في فشل جديد للمدرب ديدييه ديشان، يبعث بالكثير من الرسائل والتساؤلات التي نستعرضها كالتالي..

  • Randal Kolo Muani France Spain Euro 2024Getty

    النصف ساعة الأجمل في اليورو

    بطولة يورو 2024 شهدت العديد من المباريات القوية والممتعة، ولكن الأمور كانت أمتع بكثير في موقعة إسبانيا وفرنسا في نصف النهائي.

    البداية كانت بتهديد من إسبانيا بعرضية من لامين يامال فشل فابيان رويز في ترجمتها إلى هدف، لتسجل فرنسا من هدف عكس السير تمامًا عن طريق كولو مواني من عرضية ناجحة لمبابي.

    البعض ظن أن الديوك فرضوا سيطرتهم على زمام الأمور، لتأتي الصاعقة بثنائية يامال وداني أولمو، في نصف ساعة شاهدنا فيها كل شيء يمكن رؤيته في مباراة كرة قدم.

    تسديدة خيالية وهدف أسطوري، مهارات فردية خاصة من الجانب الإسباني، أخطاء دفاعية كارثية، وعودة وريمونتادا في غضون دقائق معدودة.

    ولذلك قد تكون النصف ساعة الأولى من مباراة الليلة هي الأجمل، بسبب التقلبات التي شهدتها والكرة الممتعة التي قدمها الفريقان، قبل أن تنفرد إسبانيا بالمتعة وتفرض شخصيتها على الخصم في ما تبقى من اللقاء.

  • إعلان
  • Yamal RabiotGetty

    رابيو .. أنت آخر من يتحدث

    بعد الصورة الباهتة التي ظهرت بها فرنسا أمام البرتغال من ناحية الإبداع وخلق الفرص، بتواجد الثلاثي إدواردو كامافينجا وأوريليان تشواميني ونجولو كانتي، ومن أمامهم أنطوان جريزمان، قرر ديدييه ديشان تغيير هذه التوليفة تمامًا.

    مدرب الديوك استبعد كامافينجا وجريزمان، وقرر الاعتماد على أدريان رابيو وعثمان ديمبيلي خلف راندال كولو مواني وكيليان مبابي، والنتيجة كانت واحدة، إن لم تكن أسوأ.

    ثلاثي الوسط الذي خاض هذه المباراة افتقر الإبداع، وفشل في السيطرة على الكرة في مواجهة وسط بتناغم وكفاءة إسبانيا، يتواجد به رودري وفابيان رويز وداني أولمو.

    المثير للسخرية والشفقة في نفس الوقت، أن رابيو دونًا عن جميع لاعبي الديوك، خرج قبل المباراة لتحدي لامين يامال البالغ من العمر 16 سنة فقط، مشيرًا إلى أنه يحتاج لفعل أكثر مما قام به في المباريات الماضية لصناعة الفارق أمام فرنسا.

    نجم برشلونة رد على رابيو بأقسى صورة ممكنة، عندما مر منه وفتح زاوية التسديد لنفسه لتسجيل أحد أجمل أهداف البطولة حتى الآن، ليوجه صفعة قوية على وجه اللاعب الفرنسي الذي كان أحد أسوأ اللاعبين في المباراة.

  • JESUS NAVAS-spain-20231012(C)Getty Images

    نقطة ضعف لم يستغلها مبابي

    خبران كانا هما الأهم بالنسبة لكيليان مبابي قبل هذه المباراة، الأول هو إمكانية اللعب بشكل طبيعي من دون القناع، والثاني هو غياب داني كارباخال للإيقاف ودخول خيسوس نافاس صاحب الـ38 سنة بدلًا منه.

    مبابي بدأ اللقاء أفضل حالًا من اللقاءات السابقة، واستغل ضعف خيسوس الدفاعي بالمرور منه ولعب عرضية لمواني سجل منها الهدف الأول.

    وكاد أن يتسبب نافاس في كارثة أخرى في الدقيقة 19، عندما ترك مكانه على الجانب الأيمن ودخل إلى عمق الملعب، ولكن الكرة لم تصل إلى مبابي بنجاح عن طريق رابيو الذي وقع بعد التعرض للعرقلة.

    وحتى مع دخول مبابي في عمق الملعب، وذهاب باركولا إلى الجناح الأيسر، لم يتحسن الشكل الهجومي لفرنسا واستمر العجز في الوصول إلى مرمى أوناي سيمون.

    مبابي وصلت له المزيد من الكرات في حضور نافاس وفشل في استغلالها، وحتى بعد خروجه ونزول داني فيفيان استمرت المشكلة، لتأتي له كرة سانحة سددها في المدرجات بالدقيقة 87 من المباراة، حيث كانت كفيلة لإعادة فريقه للصورة والذهاب إلى شوطين إضافيين.

  • Didier Deschamps France trainingGetty

    لقد حان وقت زيدان

    حالة العجز الهجومي التي عاشتها فرنسا في هذه البطولة لا يمكن توجيه اللوم فيها على لاعب بعينه، أكثر من ضرورة توجيه أصابع الاتهام نحو ديشان.

    المدرب الفرنسي يمتلك كل شيء، لديه كيليان مبابي وعثمان ديمبيلي وأنطوان جريزمان وبرادلي باركولا وكينجسلي كومان وماركوس تورام، مجموعة يتمناها أي مدرب في العالم وأوروبا على وجه التحديد.

    ومع ذلك وجدنا أن الفريق افتقد الهوية الهجومية الواضحة خلال اليورو، وهو الأمر الذي نتج عنه وجود صعوبة شديدة جدًا في الوصول إلى مرمى الخصوم رغم المواهب الموجودة بالفريق.

    ربما ظهر الفريق بصورة أفضل بكثير في الشوط الثاني، ولكنه لم يظهر بصورة الطرف الذي يقاتل بقوة من أجل العودة، وعجز تمامًا عن تهديد إسبانيا بشكل حقيقي، وبدا أنه لن يسجل حتى لو امتدت المباراة لساعة أخرى.

    الصورة الباهتة التي ظهرت بها فرنسا في البطولة، تأخذنا إلى حقيقة أنه حان وقت انتهاء رحلة ديشان مع فرنسا، وبداية رحلة جديدة مع أسطورة الديوك زين الدين زيدان.

    مدرب ريال مدريد السابق يحلم بتدريب فرنسا، والفريق في أشد الحاجة له قبل كأس العالم 2026، لذلك المعادلة سهلة وبسيطة، مع كل الاحترام والتقدير لديشان بطل العالم لاعبًا ومدربًا.

    رحلة ديشان بدأت في 2012 والآن نحن في 2024، لذلك 16 سنة تبدو كافية جدًا، لمنح الفرصة لمدرب آخر يمكنه إعادة الديوك إلى الطريق الصحيح.

  • Lamine Yamal Spain France Euro 2024Getty

    امنحوا اليورو لإسبانيا

    قبل مواجهة ألمانيا وإسبانيا في دور الثمانية، قرر ينس ليمان أسطورة آرسنال والمانشافت استفزاز الخصم ووصفهم بمجموعة من الأطفال، وكان الرد قاسيًا بإقصاء بلاده من البطولة.

    مرة أخرى تظهر مجموعة الشباب التي قام لويس دي لا فوينتي بتكوينها بقيادة نيكو ويليامز ولامين يامال وداني أولمو، ونجح عن طريقها في الوصول إلى نهائي اليورو.

    الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، دي لا فوينتي الذي تقتصر إنجازاته على فرق الشباب، يقدم كرة ممتعة من دون تعقيدات الكرة الحديثة التي كان ينتهجها لويس إنريكي مع الفريق.

    ربما العيب الأكبر في إسبانيا هي عدم امتلاكها للاعب مهاجم قدير يمكنه ترجمة الكرة الجميلة التي يقدمها الفريق، لأن ألفارو موراتا لا يمتلك الجودة الكافية لمساعدة نيكو ويليامز ويامال، وهو الأمر الذي ظهر في العديد من اللقطات.

    لو نظرنا إلى جميع فرق اليورو ومنها أطراف نصف النهائي، فرنسا وهولندا وإنجلترا، سنجد أن إسبانيا هي الفريق الأمتع والأحق والأكثر توازنًا دفاعيًا وهجوميًا، لذلك هي الأحق وبجدارة بالصعود إلى منصة التتويج في برلين يوم 14 يوليو الجاري.