Erling Haaland HIC 2-1GOAL

إرلينج هالاند .. كابوس الفانتازي و"الجليتش" الذي دمر المنافسة في الدوري الإنجليزي!

نجح بيب جوارديولا في فرض سيطرته على الدوري الإنجليزي منذ سنوات، ولكن عندما وصل إرلينج هالاند إلى ملعب الاتحاد، أصبحت الأمور غاية في الصعوبة على جميع المنافسين.

الأمر يشبه كثيرًا بما كان يحدث مع برشلونة أيام ليونيل ميسي، وكريستيانو رونالدو في ريال مدريد، عندما امتلك كل منهما سلاحًا يمنحهما الأفضلية بمسافة كبيرة عن الجميع، مهما ظهر أي منهما بصورة متواضعة.

الكتيبة التي يمتلكها بيب تجعله يقدم منظومة كروية شبه متكاملة، ولكنها أحيانًا تتعطل مثل أي شيء في الحياة لأنه من المعروف أن "دوام الحال من المُحال"، ومع ذلك نرى هالاند في كل مرة يجعل حال مانشستر سيتي كما هو على القمة لـ4 مواسم على التوالي في إنجلترا، ويبدو أن الخامس في الطريق.

البريميرليج شهد العديد من الأساطير مثل كريستيانو رونالدو وديدييه دروجبا وتييري هنري ومحمد صلاح وهاري كين وروبي فاولر وآلان شيرر وسيرخيو أجويرو وواين روني، ولكن لم يكن أي منهم بهذا التوحش الغريب دون بذل أي مجهود في التسجيل!

هو لا يفعل الكثير، ولا يلمس الكرة مثلما يفعل أي مهاجم آخر، ولكن 3 لمسات تكفي لتسجيل هاتريك أو ثنائية ليصبح بمثابة الـ"Glitch" أو الخطأ الذي يطرأ على أي نظام ليفسده تمامًا.

  • erling haaland(C)Getty Images

    دوري أسوأ من توم وجيري

    عشاق الدوري الإنجليزي ظلوا لسنوات عديدة يتهكمون على باقي المسابقات المحلية الأخرى، وبالتحديد الإسباني الذي أطلقوا عليه دوري "توم وجيري" لأن المنافسة تقتصر لسنوات على ريال مدريد وبرشلونة.

    ولكن في الواقع أصبح البريميرليج أسوأ من الليجا وأقل تنافسية منه، لأنه أصبح دوري توم فقط دون جيري، أحيانًا يظهر ليفربول وآرسنال ولكن الأفضلية الساحقة تظل لسيتي وهو ما ظهر في آخر 4 مواسم.

    قبل قدوم هالاند إلى البريميرليج في 2022 قادمًا من بوروسيا دورتموند مقابل 60 مليون يورو، كان ليفربول هو المنافس الأشرس لسيتي، وامتلك وقتها محمد صلاح وروبرتو فيرمينو وساديو ماني، وهي ثلاثية كانت قادرة على إزعاج بيب ورفاقه.

    ولكن مع تبقي صلاح فقط من هذه الثلاثية التي تفككت، وقدوم كودي جاكبو وداروين نونيز، أصبح هجوم الريدز أقل قوة، ليكون آرسنال هو المنافس الحقيقي لمانشستر سيتي في البريميرليج، وهي المهمة التي فشل فيها المدفعجية في آخر موسمين للعديد من الأسباب أهمها وجود هالاند.

    لو لم يكن هناك هالاند في سيتي، لنجح آرسنال في الفوز بلقب واحد على الأقل من الموسمين الضائعين، لأن النرويجي تخصص في إنقاذ سيتي في كل مرة يفشل فيها جوارديولا بتهديد مرمى الخصم بالشكل اللازم.

    الأمر حدث في العديد من المناسبات خاصة الموسم الماضي ضد برينتفورد ونوتنجهام فورست وغيرها من المواجهات، وكأن سيتي استعان بـ"جليتش" يمكنه قرصنة اللعبة عندما يحتاج ذلك.

    هالاند يمنح سيتي أفضلية غريبة، رغم أن لمساته للكرة قليلة للغاية، وإسهاماته خارج منطقة الجزاء ضعيفة، ولكن ما يفعله جعل فريقه يمدد هيمنته على البريميرليج بـ4 ألقاب متتالية، وهو رقم لم يفعله ميسي نفسه مع برشلونة، لأن أقصى عدد من المرات حصد فيها الفريق الكتالوني للدوري بشكل متتالي بوجود الأرجنتيني كان 3 مرات ، مع الوضع في الاعتبار أن النرويجي ساهم في لقبين خلال الحالية لسيتي، لكنها كان السبب الرئيسي لوصولها إلى 4 مواسم متتالية!

    الأمر ليس كراهية في هالاند، ولكن لأن الأفضلية التي يمنحها لسيتي تقتل المنافسة تمامًا، وتجعله بعيدًا بسنين ضوئية عن أي فريق آخر، خاصة آرسنال الذي يعاني في خط هجومه بتواجد كاي هافيرتس وجابرييل خيسوس، وكلاهما لا يمكن أن يدخل في مقارنة بأي شكل من الأشكال مع نجم سيتي.

  • إعلان
  • Erling Haaland Manchester City Ball 2024Getty Images / Instagram @erling.haaland

    كابوس الفانتازي

    إحصائية غريبة وعجيبة انتشرت مؤخرًا، حول تسجيل هالاند هاتريك "3 أهداف في مباراة واحدة"8 مرات في 69 مباراة فقط مع مانشستر سيتي، وذلك بعد إحرازه ثلاثيتين على التوالي ضد إبسويتش تاون ووست هام هذا الموسم.

    الرقم يجعله في المرتبة الرابعة بين عظماء الدوري الإنجليزي خلف روبي فاولر "9 في 379 مباراة"، آلان شيرر "11 في 441 مباراة" وسيرخيو أجويرو "12 في 275 مباراة".

    إحصائية مرعبة تعكس تأثير صاحب الـ24 سنة الذي سجل 97 هدفًا في 102 مواجهة مع سيتي بكل البطولات، منهم 70 في 69 مباراة فقط بالبريميرليج.

    وهو ما يجعل عشاق لعبة فانتازي أمام صداع من العيار الثقيل، لأن هذه الأرقام لا يمكن تجاهلها، وأهداف هالاند لن تتوقف لأن النرويجي سجل 7 أهداف في 3 مباريات فقط بالدوري هذا الموسم، مقابل 5 لآرسنال بأكمله، الفريق الأقرب لمنافسة سيتي على اللقب.

    ولكن سعر يصل إلى 15.2 مليونًا في اللعبة، مما يجعل الحصول عليه في غاية الصعوبة، ويعني التضحية ببعض المراكز الأخرى للاستفادة منه، وهو ما يؤثر بالسلب على الفريق بأكمله.

    وحتى لو قرر أحدهم خسارته والاستعانة بمحمد صلاح وبوكايو ساكا وغيرهما، سيخسر بذلك اللاعب الأهم على الإطلاق في الفانتازي، مما يجعلهم أقل حظوظًا في الدوريات المجمعة التي تتضمن مواجهات فردية.

    وفي النهاية سنجد أن هذا النرويجي أصبح بمثابة الجليتش الذي قام بقرصنة كرة القدم في إنجلترا، وأصبح لسان حال الجميع: متى يأتي ريال مدريد أو برشلونة لتخليصنا منه؟

    ربما تحدث هذه الخطوة قريبًا، ولكن حتى حدوث ذلك، سيكون على الجميع معاينة الأضرار، ويبقى مانشستر سيتي هو أحد أكثر الأندية حظًا لامتلاك هذا النرويجي الذي يمكنه تحطيم جميع الأرقام القياسية التهديفية الممكنة لو بقى في إنجلترا لبضعة مواسم قليلة واستمر على هذا المنوال!