What's happened to ViniciusGetty

أوفييدو وريال مدريد | تشواميني يبني المجد بثلاث رئات.. وفينيسيوس ينفجر غضبًا وإبداعًا في ليلة واحدة!

واصل ريال مدريد بدايته المثالية في الدوري الإسباني لموسم 2025-2026، بعدما عاد بفوز ثمين من ملعب كارلوس تارتيير معقل ريال أوفييدو بنتيجة 3-0، في مباراة أظهرت العمق التكتيكي للفريق تحت قيادة مدربه الجديد تشابي ألونسو. 

بهذا الفوز، حصد النادي الملكي نقطته السادسة من مباراتين، ليحتل المركز الثالث في جدول الترتيب بفارق الأهداف فقط عن فياريال وبرشلونة.

المباراة لم تكن مجرد ثلاث نقاط، بل كانت مسرحًا لأداء فردي لافت للاعبين كانا محور الحديث: أوريلين تشواميني الذي قدم مباراة متكاملة في وسط الملعب، وفينيسيوس جونيور الذي حول الشكوك التي حامت حوله إلى لمسة حاسمة وهدف رائع وصرخة كادت تُفسد الليلة.

  • FBL-ESP-LIGA-OVIEDO-REAL MADRIDAFP

    تشواميني بالأرقام: هيمنة مطلقة في وسط الميدان

    قدم أوريلين تشواميني أداءً استثنائيًا انعكس بوضوح في أرقامه التفصيلية التي ترسم صورة لاعب وسط متكامل. 

    منذ صافرة البداية، فرض تشواميني هيمنته المطلقة على وسط الميدان، وكان تجسيدًا للاعب الارتكاز الحديث.

    لم يكتفِ بواجباته الدفاعية، بل بادر هجوميًا بتسديدة قوية في الدقيقة 11 تحولت إلى ركنية، دفاعيًا، كان صخرة حقيقية؛ ففي الدقيقة 21، انقض على الأرض وانتزع الكرة ببراعة، ثم عاد في الدقيقة 30 ليمنع المهاجم الخطير روندون من تشكيل أي خطورة داخل منطقة الجزاء.

    واصل تشواميني حضوره الهجومي بتسديدة أخرى في الدقيقة 57 ورأسية في الدقيقة 78، قبل أن يشارك في الضغط العالي الذي أثمر عن الهدف الثاني، ليختتم أداءً مثاليًا أظهر قيمته كعمود فقري لا غنى عنه في خطة تشابي ألونسو.

    على مدار 90 دقيقة، لمس تشواميني الكرة 85 مرة، وأكمل 68 تمريرة بدقة 94%، وعلى الصعيد الدفاعي، كانت أرقامه بمثابة جدار صد منيع؛ حيث نجح في 4 اعتراضات حاسمة و3 تدخلات ناجحة، والأهم من ذلك أنه لم تتم مراوغته ولو لمرة واحدة طوال المباراة، كما أظهر تفوقه البدني بفوزه في 8 من أصل 10 التحامات ثنائية.

  • إعلان
  • مخاطرة ألونسو.. وتأمين تشواميني

    كانت هذه الأرقام هي الأساس الذي بنى عليه المدرب تشابي ألونسو مخاطرته التكتيكية بترك تشواميني كلاعب ارتكاز وحيد، لكن وصفه كوحيد لا يجوز نظرًا لأنه يملك ثلاث رئات!

    الخريطة الحرارية لأداء اللاعب أظهرت بوضوح سيطرته على منطقة وسط الملعب، حيث كان العقل المدبر دفاعيًا وهجوميًا. 

    هذه الهيمنة تجلت في اللقطة الأهم في الدقيقة 38 عندما نجح في افتكاك الكرة في وسط الملعب لتبدأ الهجمة التي أسفرت عن هدف مبابي الأول، ليثبت أنه اللاعب القادر على تنفيذ أكثر الخطط جرأة.

  • FBL-ESP-LIGA-OVIEDO-REAL MADRIDAFP

    نهاية الكابوس.. فينيسيوس يعود بهدف وصناعة في 31 دقيقة

    دخل فينيسيوس جونيور أرض الملعب في الدقيقة 63 دخل فينيسيوس جونيور أرض الملعب في الدقيقة 63، محملاً بإحباط الجلوس على مقاعد البدلاء وعبء صيامه الطويل عن التسجيل خارج الديار لمدة 10 شهور.

    دخل عازمًا على إثبات الذات، فبدأ بمجهود فردي رائع في الدقيقة 77 حصل منه على ركنية، ورغم حصوله على بطاقة صفراء قاسية بداعي التمثيل في الدقيقة 80، إلا أن انفجاره الحقيقي كان وشيكًا.

    وفي 31 دقيقة فقط، قلب النجم البرازيلي المباراة رأسًا على عقب وأعلن عن عودته الحقيقية بأداء استثنائي توّجه بصناعة وهدف.

    في الدقيقة 84، تحولت كل طاقته السلبية إلى إبداع خالص، ضغط مع تشواميني على دفاع أوفييدو، فخطف الكرة بنفسه وانطلق بشكل عمودي مباشر نحو المرمى، وقبل أن يغلق عليه الدفاع الزوايا، قدم تمريرة "هدية" لكيليان مبابي الذي سجل الهدف الثاني. 

    لم يكتفِ بذلك، بل عاد وسجل الهدف الثالث بنفسه ليكسر العقدة أخيرًا، حتى في الدقيقة 91، كاد أن يصنع هدفًا آخر بتمريرة ساحرة بوجه القدم الخارجي.

    لقد كانت نصف ساعة كافية لفينيسيوس ليحول الإحباط إلى احتفال، ويرسل رسالة واضحة بأنه لاعب اللحظات الحاسمة.

    أرقامه في هذه الدقائق القليلة كانت مذهلة: سجل هدفًا وصنع آخر، وسدد على المرمى، وصنع فرصتين محققتين للتسجيل، قد تكون هذه المباراة هي البداية الجديدة التي كان ينتظرها فينيسيوس مع ريال مدريد، حيث حوّل الإحباط والضياع إلى انفجار في الملعب، مرسلًا رسالة قوية للمدرب ألونسو بأنه لا يزال لاعبًا حاسمًا لا يمكن الاستغناء عنه ولو بوضعه على مقاعد البدلاء.

  • FBL-ESP-LIGA-OVIEDO-REAL MADRIDAFP

    انفجار ما بعد الهدف: حين تدخل مبابي لتهدئة فينيسيوس

    بعيدًا عن لغة الأرقام، حملت لحظة الهدف الثاني الذي صنعه فينيسيوس جونيور مشهدًا دراميًا خطف الأنظار. 

    فمباشرة بعد أن مرر الكرة الحاسمة لكيليان مبابي، لم يتجه فينيسيوس للاحتفال بشكل تقليدي، بل استدار نحو مقاعد البدلاء بعد أن كان قد ذهب للاحتفال وبدأ يصرخ ويوجه إشارات غاضبة بيديه. 

    الكثيرون فسروا هذا الانفجار العاطفي بأنه رسالة مباشرة للمدرب تشابي ألونسو، الذي أبقاه على دكة البدلاء في بداية المباراة، والبعض الآخر أكد أن تلك الكلمات كانت للحكم، لا شيء أكيد حتى لحظة كتابة هذه الكلمات.

    في تلك اللحظة المشحونة، وقبل أن تتطور الأمور، أظهر مبابي نضجًا كبيرًا كقائد في الملعب، فعلى الفور، ركض المهاجم الفرنسي نحو فينيسيوس ووضع يده على فمه ليمنعه من مواصلة الكلام، في محاولة واضحة لتهدئته واحتواء الموقف قبل أن يتحول إلى أزمة، سواء مع ألونسو أو الحكم.

    كانت تلك اللقطة تجسيدًا حيًا لحالة الضغط التي كان يعيشها النجم البرازيلي، والتي حولت فرحة صناعة الهدف إلى انفجار من المشاعر المكبوتة التي كادت أن تضعه في موقف صعب لولا تدخل زميله السريع.

  • بيت القصيد

    في ليلة واحدة على ملعب كارلوس تارتيير، قدّم ريال مدريد ملخصًا وافيًا لما يمكن أن يكون عليه هذا الموسم تحت قيادة تشابي ألونسو.

    الفوز لم يكن مجرد ثلاث نقاط، بل كان عرضًا حيًا لفريق يمتلك عمودًا فقريًا صلبًا متمثلًا في لاعب استثنائي مثل تشواميني القادر على منح الفريق الأمان والتوازن لتطبيق أجرأ الخطط التكتيكية.

    وفي الوقت نفسه، أظهر الفريق أنه يمتلك أسلحة فتاكة قادرة على الانفجار في أي لحظة، كما فعل فينيسيوس جونيور الذي أثبت أن الجودة العالية قادرة على تحويل الإحباط إلى إبداع في دقائق معدودة. 

    بين صلابة الأساس الذي يمثله تشواميني، وانفجار الموهبة التي يمثلها فينيسيوس، يكمن سر القوة التي يطمح بها ريال مدريد للمنافسة بقوة على كل الألقاب هذا الموسم.

0