Unai Hernandez Ittihad Barcelona GFXGOAL AR / Getty

صدق القائل "الحياة لا تنتهي بعد برشلونة" .. خضعت أوروبا للعائدين من الدوري السعودي ولا عزاء لـ"المينتاليتي"!

"mentality" أو "العقلية" كلمة قالها النجم محمد صلاح قبل سنوات موضحًا بلهجته المصرية مختلطة بالإنجليزية "المينتاليتي متعلمنهاش في المدارس"، وقوبل وقتها حديثه بسخرية كبيرة في العالم العربي والمصري بشكل خاص..

ومنذ ذلك الحين، أصبحت تلك الكلمة رائجة في الوسط الرياضي العربي، يستحضرها الكثيرون في مختلف المواقف، فلا مانع من أن نستحضرها نحن الآن أيضًا لكن بطريقة مختلفة بعض الشيء!

فبينما كان "مو" يتحدث منتقدًا "عقلية" بعض من جماهيره، نحن هنا لنُسقط تلك الكلمة على ما يحيط بدوري روشن السعودي..

  • "مينتاليتي" بعض الأوروبيين ومنتقدي دوري روشن

    لنبدأ بالجزء السلبي في النظرة للثورة السعودية .. تلك النظرة الخاصة ببعض الأوروبيين وقلة من العرب!

    في البداية قالوا "هذا دوري العجزة؛ الراغبين في جني الأموال في نهاية مسيرتهم"، فجاءهم الرد بانضمام لاعبين شباب لدوري روشن كجابري فيجا للأهلي وأوناي هيرنانديز للاتحاد.

    ثم علت الانتقادات بنبرة "شماتة" مع قرار الإنجليزي جوردان هندرسون بفسخ عقده مع الاتفاق بعد ستة أشهر فقط من التعاقد معه، مفضلًا العودة إلى أوروبا، ومن بعده نيمار دا سيلفا جونيور بعد موسم ونصف مع الهلال وغيرهما.

    وبدأت تلك الفئة تستبشر خيرًا بفشل الثورة السعودية على غرار نظيرتها الصينية، متحدثة عن رحيل عدد من اللاعبين القادمين من أوروبا مع مرور الأشهر..

    فبالحديث عن الميركاتو الصيفي الجاري فقط، غادر جابري فيجا، بيير إيميريك أوباميانج، روبرتو فيرمينو، جون دوران وغيرهم، بخلاف من على قائمة انتظار الرحيل كأليكساندر ميتروفيتش، إيمريك لابورت، أوتافيو مونتيرو وغيرهم.

    إن كنت من نفس "مينتاليتي" أو عقلية تلك الفئة، فمعك كل الحق في الانتقاد والشماتة في الثورة السعودية، فالصورة من الخارج تبدو وكأنها تفشل مع مرور الأشهر.. لكن دعنا نوضح لك الصورة من الداخل أكثر بعيدًا عن "سطحيتك" يا عزيزي - مع الاعتذار لك -..

  • إعلان
  • Gabri Veiga Ahli PortoGetty

    "المينتاليتي الإيجابية" .. الصورة الحقيقة للثورة السعودية!

    إن أراد صلاح في حديثه السخرية من "العقلية المصرية" مطالبًا إياهم بالاقتداء بـ"المينتاليتي الأوروبي"، فالسير وراء الفئة الأخيرة ليس دائمًا صحيحًا يا مو..

    هذا ما أكده تعاطي جزء من الأوروبيين وقلة من العرب مع الثورة السعودية في ظل رحيل النجوم عنها، لكن إن أردت النظر للصورة كاملة، فما يحدث مؤخرًا دليل على بطلان النظرية الأوروبية ونجاح الخطة السعودية بشكل ما.

    الجزء الأول من الصورة يقول "رحل الشاب الإسباني جابري فيجا بعد عامين فقط في السعودية ممثلًا الأهلي، واستجاب لنصيحة توني كروس" .. أما الحقيقة فهي أنه "عاد للقارة العجوز من بوابة نادٍ بحجم بورتو البرتغالي؛ المشارك في النسخة المقبلة من الدوري الأوروبي، والذي شارك بالفعل في كأس العالم للأندية 2025".

    هناك أيضًا – على سبيل المثال لا الحصر – أوباميانج الذي غادر القادسية مؤخرًا بعد عام وحيد من التوقيع له، لكنه عاد للعملاق الفرنسي مارسيليا، وينتظر الظهور في النسخة المقبلة من دوري أبطال أوروبا 2025-26.

    أما عن القادم، فمن المتوقع انضمام لابورت لأتلتيك بيلباو خلال الأيام القليلة المقبلة، في انتظار فسخ عقده مع النصر، وسط تقارير تتحدث عن اهتمام من العملاقين موناكو ومارسيليا الفرنسيين.

    هذا المدافع الإسباني تحديدًا، والذي قضى موسمين في النصر، أحد أكبر الأدلة على نجاح الدوري السعودي في الحفاظ على مسيرة نجوم أوروبا وليس هدمها؛ فقد كان لابورت عنصرًا أساسيًا في تتويج لاروخا بطلًا لأوروبا "يورو 2024"، مقدمًا أداءً أبهر الجميع.

    وعطفًا على ما قدمه لابورت في يورو 2024، فكر ريال مدريد في استعارته في صيف العام ذاته، بحسب عدة صحف عالمية، لولا تمسك النصر به.

  • FBL-EUR-NATIONS-POL-PORAFP

    انتقادات أوروبا أبطلتها أنديتها بنفسها .. وشهادة برناردو سيلفا "السرية" تفضحهم

    هذه النظرة ليس لكوننا داعمين للثورة السعودية، إطلاقًا!، فكل ما في الأمر أن هذه هي حقيقة الوضع .. فالراحلون عن الدوري السعودي تتهافت عليهم أندية أوروبا، للتعاقد معه، بل كبار القارة العجوز يفعلون.

    وهذا أكبر دليل على أن دوري روشن ساهم – على الأقل – في الحفاظ على مستوى هؤلاء اللاعبين، إن لم يكن طوّر بعضهم في بعض الجوانب.

    "هناك فرقًا كبيرًا في مستواك" .. اعتراف قاله برناردو سيلفا؛ نجم مانشستر سيتي، لمواطنه روبن نيفيش خلال مشوار تتويج المنتخب البرتغالي بدوري الأمم الأوروبية 2025، كشفه الأخير في تصريح رسمي لتليفزيون بلاده، لكن هذا ما لا يجرؤ الكثيرون على إعلانه في العلن!

    لكن الأمر يتوقف فقط على "عقليتك" وكيفية تفاعلك مع الأحداث .. فالصورة دائمًا لها وجهان، وأنت من تحدد على أيهما ستنظر، وفي الأخير نظرتك تكون نابعة من "المينتاليتي" الخاصة بك؛ إما أن تكون عقلية عقيمة وسطحية أو موضوعية ومستنيرة!

  • Al Raed v Al Ittihad - Saudi Pro LeagueGetty Images Sport

    صدق أوناي هيرنانديز .. صاحب السن الصغير بـ"مينتاليتي" كبيرة!

    أما ختام هذا الجدل وباعتراف أوروبي آخر بل أقوى كونه واحد من الصفقات التي هزت العملاق الإسباني "برشلونة"..

    الحديث هنا أوناي هيرنانديز؛ لاعب الاتحاد الذي انضم له في شتاء 2025 قادمًا من رديف برشلونة، مقابل 4.5 مليون يورو، وبعقد يمتد لنهاية يونيو 2028، في صفقة فاجأت الجميع في أوروبا بلا استثناء، وفي الوطن العربي كذلك.

    في حوار صاحب الـ20 عامًا قبل أيام مع صحيفة "Esportiu Maresme"، قالها صراحةً: "المشروع السعودي الرياضي والعرض المالي كانا من الصعب رفضهما، وقد تعلمت أن (الحياة لا تقف بعد برشلونة)، الحياة مليئة بالتحولات، ويجب أن تتخذ القرار الذي يخدمك في كل مرحلة".

    وزاد بعدها في تصريحات لصحيفة "ماركا": "كما أقول دائمًا كرة القدم لا تنتهي بعد برشلونة، وليس لدي هوس بالعودة للبرسا من جديد، فأنا أعلم أن لكل شيء وقته، والعودة دائمًا ممكنة، فلا أحد يعرف ما قد يحدث، لكن الأكيد أنني تاقلمت في السعودية ولم أعد أفكر كثيرًا في العودة للملاعب الأوروبية كما كان يحدث في بداية انتقالي لدوري روشن".

    تصريحات تكشف عن عقلية اللاعب الشاب الكبيرة، ويدعمها مصير من تحدثنا عنهم قبل أسطر .. والآن علينا انتظار ما تخبئه السعودية لمستقبل أوناي من تطور ومزيد من النجاحات بعدما حقق لقبي دوري روشن وكأس خادم الحرمين الشريفين مع الاتحاد في 2024-25!