تعاون مع عدوه السابق لإحراج أنطونيو كونتي أمام سبورتنج لشبونة .. انتقام كيفين دي بروينه في نابولي يصعد به على أكتاف تشافي!

كما هي العادة قبل الكثير من المباريات في دوري أبطال أوروبا، يسيطر الشغب الجماهيري خارج الملعب على الحدث، لحين إطلاق صافرة البداية داخل المستطيل الأخضر، ومواجهة نابولي وسبورتنج لشبونة لم تخرج عن "شبه القاعدة" تلك.

وقد انتشرت فيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي للجماهير الإيطالية والبرتغالية وهما يتبادلان الضربات وإلقاء الأشياء على بعضهم البعض في شوارع إيطاليا، وسط غياب السيطرة الأمنية.

لكن تلك الأعمال لم تلق بظلالها على اللقاء، بينما ترقب البعض شغب من نوع آخر على خلفية ما جرى في قمة نابولي وميلان الأخيرة بالدوري الإيطالي..

الجميع ترقب في لقاء نابولي وسبورتنج لشبونة الليلة، المواجهة بين الإيطالي أنطونيو كونتي؛ المدير الفني للفريق الإيطالي، ولاعب وسطه البلجيكي كيفين دي بروينه، على خلفية الأزمة التي وقعت بينهما في مواجهة ميلان..

في مواجهة الروسونيري، استبدل كونتي النجم البلجيكي في الدقيقة 72 من عمر اللقاء، بعد 12 دقيقة فقط من إحرازه هدف تقليص الفارق من (2-0) إلى (2-1).

وقتها غضب صاحب الـ34 عامًا، وقرر عدم مصافحة مدربه أثناء خروجه، بل وقال في حينها: "اللعنة عليك يا رجل، نحن مهزومون"، في تصرف فسرته الصحافة الإيطالية والكثيرون ممن تابعوا المباراة أنه استغراب من قرار استبداله، بينما نابولي مهزومًا.

في المقابل، لم يكن كونتي أقل حدة في المؤتمر الصحفي عقب المباراة، عندما سُئل عن الواقعة، إذ علق محذرًا دي بروينه: "أتمنى أن يكون غضبه بسبب النتيجة، لأنه إن كان منزعجًا من شيء آخر فهو يعبث مع الشخص الخطأ".

لكن يبدو أن الواقعة لم تأخذ أكبر من حجمها عقب انتهاء المؤتمر الصحفي، حيث ورغم أن البعض توقع أن يعاقب المدرب الإيطالي دي بروينه باستبعاده من مواجهة نابولي في دوري الأبطال، دفع به في التشكيل الأساسي، ولكن!

أما بالحديث عما دار داخل المستطيل الأخضر، فقد أبدع البلجيكي المخضرم وصال وجال على الجانبين الدفاعي والهجومي، وخاصةً الأخير، حتى أحرج مدربه بأفضل طريقة ممكنة..

نابولي افتتح التهديف في اللقاء في الدقيقة 36 من عمر الشوط الأول، بفضل هجمة قادها دي بروينه من أمام منطقة جزاء فريقه وصولًا لوسط ملعب سبورتنج لشبونة، ثم مرر الكرة إلى زميله الدنماركي راسموس هويلوند، الذي سددها في الشباك بنجاح من على حدود منطقة الجزاء.

ثنائية دي بروينه وهويلوند تكررت من جديد لإنقاذ الفريق الإيطالي من خسارة نقطتين بالخروج بالتعادل، إذ بينما كانت تشير النتيجة للتعادل الإيجابي (1-1)، وفي وقت يتفوق به سبورتنج لشبونة فنيًا، ظهر النجم البلجيكي بعرضية إلى داخل منطقة الـ18 للخصم، استقبلها هويلوند برأسية متقنة في الشباك.

هذا الثنائي الذي تولى مهمة الصناعة والتسجيل في لقاء الليلة، كانا أعداء داخل الملعب قبل أشهر قليلة فقط، حيث كانا يتنافسان في أحد أقوى الديربيات بالعالم بين مانشستر سيتي ويونايتد، قبل أن يرحل دي بروينه نهائيًا عن الأول، ويعير مسؤولو الشياطين الحمر هويلوند لنابولي .. لكنه اتحد الليلة لإحراج كونتي في صراعه المصغر مع البلجيكي.

وتعد هذه هي المرة الأولى التي يصنع بها دي بروينه هدفًا لصاحب الـ22 عامًا، فيما هي أول مرة يحرز بها هويلوند هدفًا لنابولي في دوري الأبطال، بينما ارتفع رصيده بقميصه لثلاثة أهداف بشكل عام.

لكن ورغم واقعة ميلان إلا أن كونتي لم يتردد في استبدال دي بروينه للمباراة الثانية على التوالي..

لم يستبدل الإيطالي النجم البلجيكي في الدقيقة 72 كما حدث أمام الروسونيري، إنما مرت تلك الدقيقة وبعدها بتسع دقائق، اتخذ كونتي قراره بسحبه من الملعب.

لم يكن استبدال دي بروينه إلا للتأمين الدفاعي بعض الشيء في الدقائق الأخيرة من اللقاء في ظل ضغط سبورتنج في هذا التوقيت، حيث نزل لاعب الوسط المدافع بيلي جيلمور بدلًا منه، وبالفعل انتهت المباراة بفوز  الطليان (2-1) بسلام.

فيما رصدت الكاميرات رد فعل دي بروينه أثناء خروجه من الملعب إلا أنه لم يصدر أي فعل غير معتاد، بل صافح أنطونيو كونتي بصورة طبيعية، ويبدو أنه راضٍ تمامًا بعدما صنع هدفين وقدم مباراة فنية كبيرة بشكل عام.

بفضل الهدفين اللذين صنعهما دي بروينه أمام الفريق البرتغالي الليلة، فقد رفع رصيد مساهماته في دوري أبطال أوروبا بشكل عام مع مختلف الفرق إلى 31 مساهمة، ليتخطى الثنائي توماس مولر وتشافي هيرنانديز (30 مساهمة لكل منهما).

فيما تساوى صاحب الـ34 عامًا مع ريان جيجز، محتلًا المركز الخامس في قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف بتاريخ دوري الأبطال، خلف كل من كريستيانو رونالدو (42)، أنخيل دي ماريا (41)، ليونيل ميسي (40)، نيمار دا سيلفا جونيور (33).

أما لمحبي إحصائيات المباريات، فقد خلق دي بروينه ثلاث فرص لزملائه في لقاء الليلة أمام سبورتنج لشبونة، وصنع هدفين.

بينما سدد البلجيكي تسديدتين، وأرسل ست عرضيات، فيما نجح بنسبة 100% في المراوغات، وتفوق في 7 من أصل 12 ثنائية، ولم يفقد الكرة إلا 13 مرة فقط.