"أنتم القتلة"!.. الهتافات المسيئة شوهت نجاح مانشستر يونايتد العظيم على ليفربول

إن ذكر مأساة ليفربول ليس جديدًا فقد تكرر الأمر سابقًا ويتحمل عدد من مشجعي ليفربول مسؤولية ذلك بسبب هتافاتهم لكارثة ميونخ الجوية التي قُتل فيها ثمانية من لاعبي مانشستر يونايتد في عام 1958.

واضطرت إحدى مجموعات جماهير الريدز إلى الاعتذار بعد أن تم تصوير المشجعين وهم يهتفون "ميونخ" خلال مواجهة في عام 2009.

ويستغل مشجعي الشياطين الحمر ذلك فى تبرير هتافاتهم المأساوية، ضد ليفربول.

قال دانى ميرفى، لاعب ليفربول السابق في كتاب "أحمر على أحمر": "عندما بدأنا فى اللعب ضد اليونايتد، كنا تسمع الأغاني المسيئة التي تم غنائها عن كارثة ميونخ والراحل بيل شانكلي، تلك العداوة والكراهية كانت موجودة دائمًا".

وأكد جارى نيفيل، على ذلك قائلًا: "لقد شعرت أن طفولتي بأكملها قد دمرها ليفربول، فقد فازوا بكل شيء لذلك شعر الكثيرون بالغضب والأفكار السيئة".

إن الكراهية بين فريقين أمر أساسي فى كل منافسة قوية من مانشستر يونايتد وليفربول إلى ريفر بليت وبوكا جونيورز وبرشلونة وريال مدريد، ولكن عندما تصبح كرة القدم وسيلة للسخرية من أشخاص ماتوا في ظروف مأساوية، فيجب التوقف عن ذلك فورًا لأن أهداف المنافسة بذلك ستكون تغييرت.

استخدم مشجعى مانشستر يونايتد "حيلة" سخرية بعض جماهير ليفربول من كارثة ميونخ في الماضي كمبرر لهم للغناء ضد كارثة هيلزبورو.

ويقيم عدد من جمهور مانشستر يونايتد مراسم تأبين خارج أولد ترافورد لإحياء كل ذكرى لكارثة ميونخ ويسافر العديد من المؤيدين إلى ألمانيا سنويًا لحضور حفل التأبين في موقع الحادث.

يكرم ليفربول أيضًا ضحايا مأساة هيلزبره، كل عام على ملعب أنفيلد وخاضت العائلات المتضررة من الكارثة معركة استمرت 35 عامًا لتحقيق العدالة.

وقاطعت مدينة ليفربول صحيفة "ذا صن" بسبب نشرها ادعاءات كاذبة حول سلوك المشجعين يوم الكارثة، وأثار عدد من جماهير اليونايتد الجدل خلال مواجهة ليفربول عندما رددوا: "ذا صن كانت على حق، أنتم القتلة".

إن مشجعي مانشستر يونايتد على حق في التعبير عن غضبهم عندما يسمعون السخرية من كارثة ميونخ الجوية، ولكن يجب أن ينتهى هذا الأمر سريعًا.

وشعر العديد من المشجعين بالاشمئزاز عندما حضر أحد جماهير اليونايتد فى نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي 2023 وهو يرتدي قميصًا يسخر من مأساة هيلزبورو، وتحرك يونايتد بسرعة لمنعه من حضور المباريات بعد ذلك، لكن الهتافات ضد ليفربول الأخيرة كشفت الكثير عن سلوكيات الجمهور فى هذه الفترة.

يرى بعض المشجعين أن هذه الهتافات جزء لا يتجزأ من التنافس في كرة القدم ويعتقدون أنه لا ينبغي أن تؤخذ هذه الهتافات على محمل الجد، ولكن فى الحقيقة إن هذه الهتافات والأغانى تؤثر بشدة على عائلات الضحايا.

وقال ستيف كيلي، الذي فقد شقيقه مايكل في مأساة هيلزبورو، لصحيفة "ذا أتلتيك" :"أريد أن يعلم الناس أنه ليس من الصواب الغناء عن الكوارث هيلزبورو أو ميونخ، هؤلاء المشجعين بما في ذلك مشجعي ليفربول، الذين غنوا عن ميونخ كانوا مخطئين".

كيلي، الذي أثنى عليه السير بوبي تشارلتون وأليكس فيرجسون، بسبب حملته الانتخابية في هيلزبورو، لم يعد يتحمل مشاهدة مباريات كرة القدم خوفًا من سماع تلك الهتافات وقال: "أريد فقط أن أذهب إلى المباراة بدون سماع هذه الأغاني، أنا لا أذهب إلى المباريات الآن أو أستمع إلى الراديو أو أشاهدها على شاشة التلفزيون، لقد فقدت حبي للمباريات وهذا أمر محزن لأن هؤلاء المشجعين تسببوا فى ذلك".

كان من الممكن أن تحدث كارثة هيلزبورو، لجماهير مانشستر يونايتد ففي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، تعرضت جماهير كرة القدم لسوء المعاملة بشكل مستمر وتم دفعهم والاعتداء عليهم في الملاعب.

ومع وقوع كارثة هيسل، عام 1985 كان يجب أن تتحسن الأمور ولكن بدلاً من ذلك استمر سوء المعاملة للمشجعين وبعد أربع سنوات حدثت كارثة هيلزبره.

ولكن الآن أصبح الذهاب إلى مباراة كرة قدم أكثر أمانًا مما كان عليه سابقًا كما أن الأجواء أصبحت أكثر متعة ولكن الهتافات المسيئة شوهت الكثير من المباريات.

وقبل مباراة العام الماضي على ملعب أنفيلد، وجه يونايتد وليفربول نداءات إلى المشجعين لإنهاء الهتافات المأساوية وقال تين هاج: "نحن جميعًا نحب شغف الجماهير لكن هناك خطوطًا لا ينبغي تجاوزها ومن غير المقبول استخدام الخسائر في الأرواح وأى مأساة لتسجيل الفوز على حساب الأخر وحان الوقت لكي يتوقف ذلك، إن المسؤولون عن ذلك لا يشوهون سمعة أنديتنا فحسب، بل يشوهون سمعة أنفسهم".

وبعد مرور عام، تجاهل العديد من المشجعين كلمات مدرب مانشستر يونايتد وأفسدوا الفوز التاريخى والممتع لكتيبة تين هاج ضد ليفربول.

وسيعود ليفربول إلى ملعب أولد ترافورد الشهر المقبل في مواجهة القمة بالدوري الإنجليزي، ونأمل فى أن تنتهى الهتافات المؤسفة بين جماهير الفريقين والاستمتاع بكرة القدم فقط.