الانتقال إلى برشلونة يحمل الكثير من المميزات لويليامز، أبرزها الشعور بالرضا والسلام النفسي واللعب للفريق الذي يريده ويحلم به، مما يحفزه بطبيعة الحال للظهور بأفضل مستوى ممكن والتطور من جناح مميز إلى لاعب من صفوة نجوم العالم.
اللعب بجوار صديقه لامين يامال كذلك يأتي بمثابة أهم العوامل التي تخاطب عاطفة ويليامز، وكذلك عقله، بسبب التفاهم الواضح بينهما مع منتخب إسبانيا، وإمكانية تكرار الثنائية المرعبة لجميع الخصوم التي ظهرت في اليورو، مما يعود بالفائدة للجميع، ويجعل من برشلونة قوة هجومية استثنائية مع روبرت ليفاندوفسكي، يمكنها التنافس مع ريال مدريد بكتيبته المرعبة التي تضم جود بيلينجهام ورودريجو وفينيسيوس جونيور والمنضم حديثا كيليان مبابي.
إذن ويليامز يحتاج برشلونة والنادي الكتالوني يحتاجه، ولكن هل لو فشلت الصفقة ستكون نهاية العالم للاعب على وجه التحديد؟
بالتأكيد لا، لأنه حتى لو خرجت رسالة من كتالونيا إلى اللاعب الباسكي كان فحواها "قطر برشلونة يأتي مرة واحدة فقط"، إلا أن هذا لا يعني انتهاء الحلم، بل مجرد تأجيله فقط.
برشلونة ليس في أفضل حال، وهناك حالة من الفوضى وعدم وضوح الرؤية فيما يخص الراحلين والوافدين الجدد وقواعد اللعب المالي النظيف الخاصة بالاتحاد الإسباني.
الفريق كذلك يدخل في مرحلة مختلفة مع مدرب جديد بعقلية تختلف كثيرًا عن هوية النادي الكتالوني وهو هانز فليك، لذلك "رب ضارة نافعة"، لأن نجاحه غير مضمون ولو فشل قد يؤثر هذا الأمر على ويليامز ويجعله يلقى مصير رافينيا وفيتور روكي.
الاستمرار ليس الخيار الأسوأ كما يعتقد البعض، لأن مشاكل برشلونة المالية تجعل الوضع في غاية الصعوبة سواء بالاتفاق مع بيلباو أو تسجيل اللاعب، خاصة مع الاقتراب من ضم داني أولمو لاعب لايبزيج، مما يعطي الكثير من الوجاهة لفكرة الانتظار حتى تنتهي كل هذه الأزمات، ورؤية ما سيسفر عنه مشروع فليك.
لذلك تأجيل الحلم قد يبدو صعبًا على الجناح الشاب، ولكنه لا يعني أن فرصه في الوصول للقمة قد انتهت بالنسبة لصاحب الـ22 سنة، بل قد يأتي في صالحه لأن نجاح مشروع برشلونة الحالي ليس مضمونًا على الإطلاق.