ألبرتو موليرو.. كيف يشبه إنسان بيدري إلى هذا الحد؟

وُلد موليرو في سانتا كروز دي تينيريفي - عاصمة الجزر - لأب كوبي وأم كنارية، وجاءت الغالبية العظمى من تعليم موليرو لكرة القدم في نادي سوبراديلو للهواة.

لم يكن هناك أي شيء رسمي حتى عام 2018 عندما كان يبلغ من العمر 15 عامًا، حينها لتقطه لاس بالماس والتحق بأكاديمية النادي.

بعد أكثر من عام بقليل، ظهر لأول مرة مع الفريق الرديف في النادي، لاس بالماس أتليتكو، الذي يلعب في الدرجات الأدنى لكرة القدم الإسبانية، لكن هذه ستكون واحدة من مرتين فقط شارك فيهما مع أتليتيكو في موسم 2019-2020 قبل أن يجذب الأنظار على نطاق أوسع.

لم يكن موليرو قد بدأ بالفعل في موسم 2020-21، حيث شارك في مباراتين أخريين فقط مع أتلتيكو، ولكن مع بداية الموسم التالي لم يكن فقط في تشكيلة الفريق الأول، ولكن بدأ بانتظام في حسابات المدرب بيبي ميل.

قال ميل لـ"موندو ديبورتيفو" بعد وقت قصير من التحاق موليرو بالفريق الأول لأول مرة: "منذ اليوم الأول الذي رأيته فيه يتدرب، أدركت أن لديه شيئًا مختلفًا، رأيته طفلاً، لكن منذ ذلك الحين نما كثيرًا جسديًا".

وضع ميل موليرو في فريقه باعتباره رقم 10، ولكن بعد إقالته في منتصف الموسم، أبعد المدرب الجديد جارسيا بيميينتا المراهق بعض الشيء، وكان يبدأ في الغالب من الجناح الأيسر.

كان موليرو لا يزال قادرًا على التأثير، حيث سجل ثلاث مرات على مدار الموسم مع وصول لاس بالماس إلى الأدوار الفاصلة للتأهل، وكان مثيرًا للإعجاب بما يكفي لتبدأ التقارير عن اهتمام برشلونة بالظهور.

لم تكن مجرد تقارير، بل كشف موليرو منذ ذلك الحين أن هناك عرضًا على الطاولة من برشلونة لإحضاره إلى كتالونيا خلال الصيف، لكن الصفقة فشلت عندما أدت المشاكل المالية لبرشلونة إلى عدم تمكنهم من تجاوز سقف الرواتب.

وأوضح لمنصة ريليفو: "كان ذلك بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع من نهاية الموسم، أخبرني وكيل أعمالي أن العرض موجود، ولكن كان هناك أيضًا العديد من الشائعات والأشياء التي لم تكن صحيحة".

موليرو، أحد مشجعي برشلونة في طفولته، وضع أي خيبة أمل لديه بشأن قرار عدم بيعه خلف ظهره في الأسابيع الأولى من الموسم.

تسلم القميص رقم 10 وعاد إلى دور أكثر مركزية في المنتصف، وقدم بالفعل ثلاث تمريرات حاسمة في دوري الدرجة الثانية وحصل على أول مباراة دولية له مع منتخب إسبانيا تحت 21 عامًا.

قد تشعر أحيانًا حين تشاهد موليرو وكأنك تشاهد أكثر من لاعب بفعل إمكانياته العديدة والمتشعبة والمختلفة في الوقت نفسه.

إنه يمتلك التحكم الدقيق والوعي للخروج من الضغط وهي ميزات لاعب الوسط المعاصر، بينما يتمتع أيضًا بالسرعة الفائقة وقدرة المراوغة التي يتمتع بها الجناح.

إنه مزيج قوي يجعله بعيد المنال للغاية بغض النظر عما إذا كان يلعب في العمق أو على الأروقة.

لديه أيضًا تسديدات جيدة، لكن قدرته على إخراج المدافعين من اللعبة إما عن طريق الاحتفاظ بالكرة بنفسه أو اللعب للآخرين، هو ما يجعله مميزًا حقًا.

على الرغم من كونه ممررًا رائعًا، إلا أن هناك أوقاتًا يمكن أن يحسن فيها موليرو هذا الجانب من لعبه، خاصة في اللعب الجماعي عندما يغلب عليه الطابع الحماسي أكثر.

يمكن أن تعني طريقة اللعب السريعة هذه أنه يجد نفسه خارج مركزه في بعض الأحيان، يطارد الكرة أحيانًا دون وعي حينما تكون خارج استحواذ فريقه، مما يؤدي إلى ترك مساحة خلفه ليستغلها الخصم.

هناك أيضًا أشياء جسدية يجب العمل عليها كي يواصل التفوق في هذه اللعبة البدنية بالمقام الأول لكن هذا الجانب هو الأقل أهمية في الوقت الراهن نظرًا لعمره الصغير.

من السهل إجراء مقارنة لاعب خط وسط كناري ذي مهارات عالية وصل إلى صفوف لاس بالماس وربما يكون الآن على وشك الانتقال إلى برشلونة، هذه المعطيات تجعل بيدري المقارنة الأساسية لموليرو.

وعلى الرغم من وجود أوجه تشابه واضحة في أسلوب لعبهما، إلا أن الاختلافات الرئيسية بينهما يوضحها المدرب ميل الذي أعطى الفرصة لأول مرة لهما فيقول: "بيدري هو اللاعب الذي يتحكم في إيقاع المباراة ويضمن عدم فقدان الاستحواذ، من ناحية أخرى، يتطلع موليرو دائمًا إلى المضي قدمًا والاشتباك مع دفاع الخصم".

ويوجز الفارق بينهما قائلًا: ""موليرو يصنع الفرص ، لكن بيدري هو المسؤول عن بدء التحركات".

يبدو أنه من غير المتوقع أن يظل موليرو لاعبًا في لاس بالماس في نفس الفترة من العام المقبل، حيث لم يختف اهتمام برشلونة، في حين تم ربط مانشستر سيتي وآرسنال منذ ذلك الحين أيضًا باللاعب الشاب.

السعر هو الذي سيحسم كل شيء، وقع موليرو عقدًا جديدًا مدته أربع سنوات في يوليز شهد زيادة الشرط الجزائي إلى 30 مليون يورو.

سيكون هذا هو الإنفاق الذي يطلبه لاس بالماس، وقد تضطر الفرق إلى التصرف بسرعة والقيام بتحركاتها في يناير بسبب بند آخر موجود في عقد موليرو والذي من شأنه أن يضاعف الشرط الجزائي في حالة صعود لاس بالماس إلى الليجا.

على الرغم من أن الموسم لا يزال في بدايته، إلا أن لاس بالماس يتصدر حاليًا دوري الدرجة الثانية وقد تحصل احتمالية الاضطرار إلى دفع ما يصل إلى 60 مليون يورو للاعب لم يتم اختباره في دوري الدرجة الأولى، على الرغم من كونه موهوبًا للغاية، وهو أمر يبدو مبالغًا به بالنسبة للبعض.