FBL-ESP-BARCELONAAFP

أقساط متأخرة وملعب تاريخي معطّل.. ديون برشلونة تتجاوز حاجز الموسم الماضي وتثير القلق حول الأزمة الاقتصادية!

كشفت التقارير المالية الأخيرة الصادرة عن نادي برشلونة الإسباني عن حجم أزمة مالية متفاقمة، حيث بلغت ديون النادي الخاصة بصفقات الانتقال 159 مليون يورو (ما يعادل 138 مليون جنيه إسترليني)، في أحدث مؤشر على استمرار الأزمة الاقتصادية التي تضرب أركان النادي الكتالوني منذ سنوات.

ووفقًا لما أعلنه النادي خلال اجتماع الجمعية العمومية للأعضاء يوم الإثنين، فقد تمت الموافقة على التقرير المالي والميزانية الجديدة، إلا أن التفاصيل التي تضمنها التقرير أثارت تساؤلات كبيرة حول استدامة الوضع المالي للنادي على المدى الطويل. والأخطر أن برشلونة ملزم بسداد 140 مليون يورو (121 مليون جنيه إسترليني) من إجمالي هذه الديون قبل نهاية الموسم الجاري، مقارنة بـ45 مليون يورو فقط كانت مستحقة في نفس الفئة الموسم الماضي.

  • Corinthians v Palmeiras - Brasileirao 2025Getty Images Sport

    أقساط متأخرة

    ويعود الجزء الأكبر من هذه الديون إلى صفقات ضخمة أبرمها النادي في صيف عام 2022، حين أنفق برشلونة نحو 150 مليون يورو (130 مليون جنيه إسترليني) للتعاقد مع الثلاثي روبرت ليفاندوفسكي ورافينيا وجول كوندي، إلا أن النادي لم يسدد سوى أقل من نصف القيمة حتى الآن. ووفقًا للتقرير المالي الأخير، لا يزال النادي مدينًا بـ 42 مليون يورو (36.5 مليون جنيه إسترليني) من صفقة رافينيا القادمة من ليدز يونايتد، و25 مليون يورو (22 مليون جنيه إسترليني) من صفقة كوندي مع إشبيلية، إضافة إلى 10 ملايين يورو (8.5 ملايين جنيه إسترليني) من انتقال ليفاندوفسكي من بايرن ميونيخ.

    ولا تتوقف الالتزامات المالية للنادي عند هذا الحد، إذ يتوجب على برشلونة كذلك دفع 18 مليون يورو (15.5 مليون جنيه إسترليني) لنادي لايبزيج الألماني كجزء من صفقة انتقال داني أولمو إلى كامب نو عام 2024، بالإضافة إلى 13.5 مليون يورو (12 مليون جنيه إسترليني) لصالح مانشستر سيتي مقابل صفقة فيران توريس.

    وما يزيد الوضع تعقيدًا أن النادي لا يزال يسدد أقساطًا عن صفقات لاعبين رحلوا بالفعل عن صفوفه، وعلى رأسهم البرازيلي فيتور روكي، الذي تم بيعه إلى بالميراس عام 2024 مقابل 25 مليون يورو، ومع ذلك لا يزال برشلونة مدينًا لناديه السابق أتلتيكو باراناينسي بـ 17 مليون يورو (15 مليون جنيه إسترليني) من المبلغ الأصلي الذي دفعه لضمه في 2022.

  • إعلان
  • تعطيل "كامب نو"

    وتشير التقارير إلى أن تأخر افتتاح ملعب "سبوتيفاي كامب نو" الجديد كان له أثر بالغ في إضعاف الوضع المالي للنادي خلال الأعوام الأخيرة. فبعد أن كان من المفترض أن يتم افتتاحه مع بداية الموسم الجديد، تسببت التأخيرات المتكررة في أعمال البناء في استمرار اضطرار الفريق إلى خوض مبارياته بعيدًا عن ملعبه التاريخي، ما أدى إلى تراجع حاد في إيرادات المباريات وزيادة الضغوط الاقتصادية على الإدارة.

    يأتي هذا رغم منح بلدية برشلونة النادي الكتالوني أول ترخيص إشغال للمرحلة الأولى (1A) من مشروع تجديد الاستاد العملاق، ما يمهد الطريق لافتتاح جزئي طال انتظاره.

    وبحسب ما أورده "راديو كتالونيا" فإن الترخيص الجديد يتيح للنادي إعادة فتح مدرج المرمى الجنوبي والمدرج الرئيسي (الجراند ستاند) بسعة تصل إلى نحو 27 ألف متفرج.

    ويُعد هذا القرار خطوة بيروقراطية حاسمة كان النادي ينتظرها منذ فترة طويلة ليتحرك رسميًا نحو المرحلة التالية من العودة إلى الملعب الذي يشهد عملية تطوير هي الأكبر في تاريخه.

  • FBL-ESP-BARCELONAAFP

    لابورتا متفائل

    وعلى الرغم من الصورة القاتمة التي رسمها اجتماع أعضاء برشلونة، فإن رئيس النادي جوان لابورتا أبدى تفاؤله بشأن التقدم الذي تحقق في إنقاذ الوضع المالي، مؤكدًا أن النادي يسير في الطريق الصحيح رغم الصعوبات. وقال لابورتا في تصريحات رسمية سابقة: "نحن في وضع أفضل بكثير مما كنا عليه قبل أربع سنوات ونصف. هناك بعض الانتقادات التي أستغربها، فبالتأكيد يمكننا التحسن، لكننا اليوم في موقع أقوى بكثير مما كنا عليه عندما توليت رئاسة النادي".

    يُذكر أن لابورتا كان قد لجأ في نهاية السنة المالية 2024-2025 إلى ما يُعرف بـ "الرافعات الاقتصادية" لإنقاذ النادي من خسائر بلغت نحو 17 مليون يورو (15 مليون جنيه إسترليني)، في خطوة أثارت حينها جدلًا واسعًا داخل الأوساط الرياضية الإسبانية، لكنها سمحت للنادي بتجاوز أزمة السيولة مؤقتًا، وفقًا لصحيفة "دايلي ميل".

  • الأزمة بعيدة عن النهاية

    وبينما يواصل برشلونة مساعيه لاستعادة عافيته المالية، يبقى السؤال المطروح داخل الأوساط الاقتصادية والرياضية: إلى أي مدى يمكن للنادي الحفاظ على توازنه في ظل التزامات مالية متراكمة، وتراجع في الإيرادات، وتأجيل لمشاريع رئيسة مثل كامب نو؟ الإجابة تبدو مؤجلة حتى إشعار آخر، لكن الواضح أن الأزمة لا تزال بعيدة عن نهايتها.

0