أفضل لحظات روبيرتو فيرمينو في ليفربول: إسقاط آرسنال، التفوق على كيليان مبابي وسحر سان سيرو

كانت الأشهر الأولى لفيرمينو في ليفربول صعبة.

تم التوقيع معه خلال الأسابيع الأخيرة من فترة إدارة بريندان رودجرز لليفربول، ورغم أنّه جاء بمقابل 29 مليون جنيه استرليني (36 مليون دولار)، لم يبرز اللاعب بالصورة الجيدة مع الفريق.

كل ذلك تغير حينما جاء يورجن كلوب لقيادة ليفربول في أكتوبر 2015 وجاء ظهوره الأبرز حينما سافر الفريق إلى ملعب "اتحاد" ليشارك وقتها في مركز الرقم 9 ويُظهر إمكانياته الحقيقية بالضغط على دفاع مانشستر سيتي مع فيليبي كوتينيو.

واستطاع ليفربول تسجيل 3 أهداف في 32 دقيقة فقط، وصنع هدفًا لكوتينيو قبل أن يسجل الثالث بنفسه لتنتهي المباراة بعد ذلك بنتيجة 4-1 ويسجل بوبي أول أهدافه بقميص الريدز.

كانت هناك بعض الأهداف المصنوعة الرائعة في تاريخ ليفربول الطويل، ولكن هل كان هناك تمريرة أفضل من التي قدمها فيرمينو لمو صلاح ضد نيوكاسل في سبتمبر 2019؟

تلقى البرازيلي تمريرة من المصري، على بعد حوالي 30 ياردة، وأظهر فيرمينو لحظة من الجرأة والابتكار، حيث حرّك الكرة بين القدمين، ومر من مدافعين ووضعها في طريق صلاح.

صلاح ، بالطبع ، فعل الباقي ، وتوجه نحو المرمى لحسم الفوز 3-1 لصالح ليفربول.

فيرمينو قام بتكرار الحركة في الموسم التالي على ملعب ليستر، وكان صلاح مستفيدًا مرة أخرى، وأبدع أيضًا في بداية الموسم الحالي عندما قدم تمريرة حاسمة رائعة لداروين نونيز ضد رينجرز.

هناك بعض اللاعبين الذين يجيدون صناعة الفرص مرضيًا تمامًا كالتسجيل ، وفيرمينو دائمًا ما يظهر هذا الانطباع.

لا يمكن أن يكون هناك شك فيما يتعلق بخصم فيرمينو المفضل خلال فترته في ليفربول.

في 18 مباراة ضد آرسنال، سجل البرازيلي 11 هدفًا. فقط هاري كين وواين روني، سجلوا المزيد من الأهداف ضد المدفعجية في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز.

وجاء هاتريك فيرمينو الأول مع ليفربول، بالطبع، ضد آرسنال، في ديسمبر 2018. فقد كان الريدز المنافس على اللقب متأخر في النتيجة، ولكن هدفين في غضون ثلاث دقائق من الرقم 9 قلبت الأمور؛ الأول كان بتسديدة بسيطة بعد دفاع كوميدي، والثاني كان من جهد فردي بإسقاط ثلاثة لاعبين من آرسنال على ظهورهم.

أكمل الهاتريك من نقطة الجزاء، وفاز ليفربول بنتيجة 5-1، ولن يكون هذا هو آخر مرة التي يؤذي فيها رجال شمال لندن.

لا شك في أن الثلاثي الهجومي فيرمينو ومحمد صلاح وساديو ماني هو واحد من أفضل ما شهدته كرة القدم الأوروبية في الآونة الأخيرة، وربما كان ذروته خلال مشوار ليفربول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في موسم 2017-2018.

جميعهم سجلوا أكثر من 10 أهداف في التشامبيونزليج، وجميعهم سجلوا في مباراة ليفربول الرائعة ضد بورتو في دور الـ16، وسجل الثلاثي في فوز ليفربول بنتيجة 5-1 أمام مانشستر سيتي في ربع النهائي.

ثم جاءت مباراة نصف النهائي ضد روما، وكان فيرمينو في المقدمة حيث تقدم ليفربول بنتيجة 5-2 في المباراة الأولى. صنع البرازيلي الهدفين الأولين لصلاح، والثاني كان تمريرة عظيمة تعكس جميع مهاراته ووعيه الكروي، ثم سجل هدفين في المباراة الأولى.

في المباراة الثانية في روما، قام فيرمينو بصناعة هدف لماني حيث فاز ليفربول بنتيجة 7-6 على مجموع المباراتين.

لم يكن هناك نهاية سعيدة بعد خسارة المباراة النهائية، ولكن هذا كان الموسم الذي عاد به ليفربول للعب في دوري أبطال أوروبا، وذلك بفضل الثلاثي الهجومي الذي كان الأساس للفريق.

كانت أول مباراة ليفربول في مجموعة دوري أبطال أوروبا لموسم 2018-2019 مباراة كلاسيكية، حيث جاء باريس سان جيرمان إلى أنفيلد بوجود نيمار وكيليان مبابي، لكنهم سقطوا ضحية لبراعة فيرمينو.

سجل مهاجم الريدز هدف الفوز في الأسبوع السابق ضد توتنهام في ويمبلي، لكنه لاحقًا تعرض لإصابة في العين بعد تصادم مع جان فيرتونجن، مما أدى إلى عدم قدرته على البدء في المباراة ضد باريس سان جيرمان.

أعطى بديله دانيال ستوريدج ليفربول تقدمًا مبكرًا، وبعدها سجل جيمس ميلنر ضربة جزاء بوقت قصير، بدا أن الريدز في طريقه إلى فوز سهل. لكن توماس ميونييه سجل هدفًا ليعيد الأمل، وفي الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع، سجل كيليان مبابي هدفًا ليعادل النتيجة.

لكن فيرمينو كان له الكلمة الأخيرة، حيث جاء بديلًا لستوريدج، وفي الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع وعلى حدود منطقة الجزاء، تلاعب بماركينوس وسدد الكرة إلى الزاوية البعيدة بقوة لتسكن الشباك. كان الاحتفال تقريبًا مثل الهدف، حيث غطى فيرمينو عينه اليسرى بيده تنويهًا إلى تصادمه مع فيرتونجن.

كان موسم 2020-21، صعبًا بصورة عامة على ليفربول. فجائحة فيروس كورونا أدت إلى لعب المباريات بدون جماهير معظم الوقت، في حين انهار دفاع ليفربول بسرعة بسبب التعرض للإصابات.

ومع ذلك، كان هناك بعض اللحظات المشرقة، مثل ليلة وصول فريق توتنهام هوتسبير لأنفيلد في ديسمبر 2020، بحثًا عن الصدارة في الجدول. حضر 2000 شخص وشاهدوا ليفربول يتقدمون عن طريق إحراز صلاح لهدف بتسديدة منحنية قبل أن يتعادل سون هيونج مين لصالح توتنهام هوتسبير.

ثم، في الوقت المحتسب بدل الضائع، حصل الريدز على ضربة ركنية. قرر تيم شيروود، مدرب فريق توتنهام السابق والذي قام بتغطية المباراة لـ BT Sport، أن الوقت قد حان للتنبؤ الجريء. "لست قلقًا بشأن هذه الركنيات"، قال للمشاهدين. "أعتقد أن توتنهام لديهم الهيمنة في الهواء، لذلك لست متأكدًا مما إذا كان أي شخص يستطيع الوصول للكرة الأولى لفريق ليفربول برأسه..."

لا تحتاج لي أن أخبركم بما حدث بعد ذلك، ولكن يكفي القول إن المباراة انتهت بفوز ليفربول 2-1، وأكبر ابتسامة في نهاية المباراة كانت للبرازيلي الذي يرتدي القميص رقم 9.

في فترة 13 شهرًا بين عامي 2019 و2020، تمكن ليفربول من الفوز في أوروبا وإنجلترا والعالم - "أبطال كل شيء" ، كما قال يورجن كلوب.

لعب فيرمينو، بالطبع، دورًا حاسمًا في تتويجات الريدز، وظهر ذلك بشكل واضح في انتصارهم الأول على الإطلاق في كأس العالم للأندية في ديسمبر 2019.

بعد أن سجل الهدف الفائز في الدقيقة القاتلة في الدور نصف النهائي ضد الفريق المكسيكي مونتيري، كرر نفس الحركة في النهائي ضد فلامنجو البرازيلي، وحافظ على هدوئه في حرارة قطر ليسجل هدفًا في الوقت الإضافي.

كان سجل أحد الأهداف الحاسمة لفيرمينو خلال موسم 2019-20، الذي انتهى بفوز ليفربول وانتهاء انتظار 30 عامًا للفوز بلقب الدوري.

تم تقليل دور فيرمينو في أنفيلد خلال الموسمين الماضيين، حيث تم إحضار لاعبين مثل ديوجو جوتا ولويس دياز وداروين نونيز وكودي جاكبو لتجديد هجوم ليفربول.

ومع ذلك، فقد تمكن دائمًا من تسجيل الأهداف في الوقت المناسب عندما يحتاج فريقه إليها، خاصةً عند اللعب خارج الديار. وكان ذلك واضحًا خلال مباراة دور الـ16 في دوري أبطال أوروبا ضد إنتر في فبراير 2022. تم إدخال فيرمينو بدلاً من جوتا في الشوط الثاني، وكان هو الذي افتتح التسجيل قبل 15 دقيقة من نهاية المباراة، حيث تمكن من تسجيل هدف رائع من ركلة ركنية من أندي روبرتسون.

أضاف صلاح الهدف الثاني بعد ذلك بقليل، وعلى الرغم من هزيمة غير متوقعة في المباراة الثانية، تأهل ليفربول بأمان إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، وكانوا ممتنين مرة أخرى لمهارات فيرمينو في المباريات الكبيرة.

قد يكون موسم 2020-2021 صعبًا على ليفربول، ولكن على الأقل كان لها نهاية سعيدة حيث تواجد الفريق ضمن المراكز المؤهلة إلى دوري أبطال أوروبا، وللوصول إلى ذلك فاز الفريق بثماني مواجهات من آخر 10 مباريات في الدوري.

ومن بين تلك المباريات كانت مباراة ضد مانشستر يونايتد، حيث سجل فيرمينو هدفين في الفوز 4-2 في ملعب أولد ترافورد.

تقدم فيرمينو في الدقيقة الـ45 برأسية بعد عرضية من ترينت أليكساندر-أنولد، وثم تابع الكرة في الشباك بعد متابعة الكرة التي تصدى لها هندرسون.

عادةً لم يكن مانشستر يونايتد خصمًا مفضلًا للفريق - حيث سجل فيرمينو أربعة أهداف فقط في 18 مباراة ضدهم - ولكنه استمتع بنفسه في تلك الليلة من مايو.

كان في أوائل مارس عندما ظهرت أخبار نية فيرمينو مغادرة ليفربول بالمجان.

بعد يومين، استضاف الريدز مانشستر يونايتد في أنفيلد في مباراة هي الأشهر في الآونة الأخيرة.

كان فريق كلوب لا يقهر، وسجل ستة أهداف في الشوط الثاني في فوز 7-0. وبطبيعة الحال، جاء السابع من فيرمينو، الذي أحرز هدفًا بتمريرة صلاح أمام جماهير أنفيلد السعيدة.

يمكن القول إنه كان توديعًا مثاليًا، على الرغم من أن فيرمينو أضاف لحصيلته من الأهداف الكثير مع تسجيل هدف التعادل المثير ضد آرسنال في أبريل، كما رفض المغادرة دون ترك بصمة أخيرة حينما أحرز هدف التعادل ضد أستون فيلا في الدقائق الأخيرة.