"أفضل من سانشو" .. "لاعب الموسم" فودين ينفجر في مانشستر سيتي!

عندما تم الإعلان عن مباريات الدوري الإنجليزي في الصيف الماضي، كان سانشو يتوقع مواجهة فودين في ديربي يونايتد، ولكن في اليوم السابق لتألق فودين ضد مانشستر يونايتد، تعرض سانشو، لخيبة أمل في الدورى الألماني حيث تم استبداله فى مواجهة فريقه بوروسيا دورتموند ضد أونيون برلين، بعد أن فشل في تسجيل أى هدف للمباراة الخامسة على التوالي.

ومن غير المرجح أن يحظى سانشو، بفرصة المشاركة فى ديربي مانشستر مجددًا، بعد أن وصل إلى مرحلة اللاعودة مع اليونايتد، حيث انتقد تين هاج، على وسائل التواصل الاجتماعي ورفض الاعتذار، ليتم إعارته لفريق بوروسيا دورتموند بعد استبعاده لفترة طويلة.

ولكن قد نتساءل عما كان يمكن أن يحدث لو أظهر سانشو، نفس صبر فودين وواصل مسيرته في السيتي بدلاً من المغادرة إلى دورتموند في عام 2017 بحثاً عن فرصة مشاركة بشكل منتظم.

وانضم سانشو، لأكاديمية السيتي من واتفورد في عام 2015، مقابل رسوم أولية قدرها 60 ألف جنيه إسترليني ثم ارتفعت لاحقًا إلى 500 ألف جنيه إسترليني وكان يبلغ من العمر 15 عامًا في ذلك الوقت، وانضم سريعًا إلى فودين في فريق النادي تحت 18 عامًا، وشكل الثنائي شراكة مدمرة على أرض الملعب، وسجل كل منهما 15 هدفًا.

وتألق الثنائي في التعادل 2-2 مع فريق يونايتد تحت 18 عامًا في عام 2016، حيث قدم سانشو تمريرتين حاسمتين بينما سجل فودين هدفًا، وبعد فترة قليلة قام رئيس السيتي خلدون المبارك، بالتركيز مع الثلاثي فودين وسانشو وبراهيم دياز، ونصحهم بالاستمرار مع السيتى وقال: "هؤلاء لاعبون موهوبون للغاية ولديهم فرصة جيدة جدًا للصعود إلى الفريق الأول، وإذا سألت جوارديولا سيخبرك أنهم قادرون على أن يكونوا لاعبين بالفريق الأول في مانشستر سيتي".

قرر سانشو، الرحيل عن السيتي في الصيف التالي، بينما غادر براهيم دياز، إلى ريال مدريد في يناير 2019 ورغم إشادة خلدون، ولكن ذكرت تقارير صحفية أن سانشو، شعر بأن فودين، هو اللاعب المفضل لدى السيتي وقد شق طريقًا نحو الفريق الأول.

وكان سانشو، يرى أنه مستعد للعب مع الفريق الأول لكن الفريق به العديد من النجوم وفرصته ستكون صعبة مع احتمال أن يتقدم عليه فودين، في الترتيب بالإضافة إلى اللاعبين الأساسيين رحيم ستيرلينج، ورياض محرز وليروي ساني.

وعرض السيتي على سانشو، عقدًا مع الفريق الأول بقيمة 30 ألف جنيه إسترليني أسبوعيًا في عام 2017، لكن سانشو أراد ضمانات بشأن اللعب مع الفريق الأول وهو أمر لم يتمكن النادي من منحه له.

وعندما علم جوارديولا بفشل المفاوضات مع سانشو، قرر عدم ضمه في جولة النادي التحضيرية للموسم الجديد في أمريكا بينما ضم فودين، ولم يتقبل سانشو هذا القرار ورفض الحضور إلى التدريبات وبعد فترة قليلة وافق على الانتقال إلى بوروسيا دورتموند مقابل 8 ملايين جنيه إسترليني فقط.

وقال جوارديولا في ذلك الوقت: "لقد بذلنا قصارى جهدنا لمساعدته على اللعب معنا كان يريد اللعب في الفريق الأول وكان هناك العديد من الفرق المهتمة به لأنه لاعب كبير وموهبة كبيرة ولهذا السبب عرضنا عليه أفضل عقد ممكن للاستمرار معنا، لكنه قرر المضي قدمًا وبهذا لا يمكننا القتال".

وتابع: "لا أستطيع أن أؤكد حتى لأفضل اللاعبين لدينا مثل أجويرو، وآخرين أنهم سيلعبون بشكل منتظم لن أقول لك "أؤكد لك أنك ستلعب جميع المباريات في الموسم" لتوقيع العقد سأكون كاذبًا هذا ليس صحيحًا".

نجح سانشو، فى اللعب مع الفريق الأول لبوروسيا دورتموند سريعًا حيث شارك فى 685 دقيقة بالدوري الألماني فى 7 مباريات على عكس فودين، الذي لعب 45 دقيقة فقط في الدوري الإنجليزي.

وبدأ سانشو، موسمه الثاني مع دورتموند وسجل 13 هدفًا وصنع 15 تمريرة حاسمة في الدوري الألماني ودوري أبطال أوروبا وظهر لأول مرة مع منتخب إنجلترا في أكتوبر 2018 ضد كرواتيا وبدأ في جذب اهتمام مانشستر يونايتد.

وفي هذا الوقت كان فودين، يتطور مع مانشستر سيتي ويشارك ببطء مع الفريق الأول، ومقارنة بمعدل النجاح المذهل الذي كان يحققه سانشو، كان تقدم فودين بطيئًا، حيث شارك في 10 مباريات في الدوري الإنجليزي، ثلاث منها فقط كان أساسيًا لكنه فاز بالبطولات مع السيتى حيث رفع جميع الألقاب المحلية الثلاثة.

ولكن سانشو، كان يتصدر عناوين الأخبار، حيث سجل 17 هدفًا وقدم 16 تمريرة حاسمة في الدوري الألماني عام 2019-20.

على الرغم من مستوى سانشو، الرائع في ألمانيا ولكن قد أثارت مشاكل انضباطه أزمات كثيرة، حيث عانى من أزمة سوء الوقت مع السيتي، مما أدى إلى استبعاده من مباراة كأس الاتحاد الإنجليزي للشباب ضد آرسنال، وفى الدوري الألمانى تم استبعاده من مباراة ضد بوروسيا مونشنجلادباخ في عام 2019 بعد أن عاد لدورتموند متأخرًا عقب فترة التوقف الدولي.

وقال مايكل زورك، المدير الرياضي لدورتموند: "جادون فتى جيد، لكنه صغير جدًا ويصل إلى القمة وقد يختبر حدوده ولهذا السبب قررنا عدم استدعائه اليوم".

وتحدى سانشو، في عام 2020 قواعد إغلاق فيروس كورونا في ألمانيا لرغبته فى حلاقه شعره مما أدى إلى تغريمه من جانب الاتحاد الألماني لكرة القدم، وقال زميله إيمري تشان تعليقًا على هذه الواقعة: "عليه فقط أن يكون أكثر ذكاءً ولا يمكنه ارتكاب مثل هذه الأخطاء في المستقبل، عليه أن يسير فى الطريق الصحيح".

وتوصل المدرب إدين ترزيتش، إلى حل مثير لهفوات سانشو، حيث شجع اللاعب على البقاء بالقرب من هالاند، المحترف النموذجي والتعلم منه.

لكن مشاكل سانشو، مع عدم الانضباط عادت لتطارده مجددًا في مانشستر يونايتد وكشف نيمانيا ماتيتش، العام الماضي أن النجم الإنجليزي الشاب كان "متأخرًا دائمًا" عن التدريبات، إلى جانب بول بوجبا، واتهمه تين هاج، بعدم تقديم كل ما لديه في التدريبات قبل مباراة هذا الموسم أمام آرسنال، مما أدى إلى خلافهما وعودة سانشو في النهاية إلى دورتموند على سبيل الإعارة.

لم يكن سانشو، الوحيد الذى عانى من مشاكل انضباطية، ففي سبتمبر 2020 تم القبض على فودين، وهو ينتهك لوائح فيروس كورونا من خلال دعوة امرأتين إلى فندق فريق إنجلترا مع ميسون جرينوود، قبل مباراة أيسلندا، وتم استبعاده من المنتخب بعد ظهوره لأول مرة.

ولكن على عكس جرينوود، شعر فودين، بالخجل من أفعاله وقرر الالتزام وبعد شهرين عاد إلى تشكيلة منتخب إنجلترا ومن المقرر أن يكون أحد أهم لاعبي الأسود الثلاثة في بطولة أمم أوروبا 2024 هذا الصيف، في المقابل لم يتم اختيار سانشو، من قبل جاريث ساوثجيت منذ عام 2021.

وفي هذا الوقت من العام الماضي كان فودين، يكافح من أجل المشاركة أساسيًا مع السيتى وكان له دورًا هامشيًا في فوز الفريق بالثلاثية وهذه ليست المرة الأولى التي يضطر فيها فودين، إلى التحلي بالصبر مع السيتى حيث لم يكن طريقه للوصول إلى القمة سهلًا ولكنه نجح فى الاستفادة من الفرص والقتال على حلمه.

وقال كايل ووكر: "لقد كان فيل، صبوراً وانتظر وقته وهو الآن يجني الثمار، لقد كان أمامه الكثير من اللاعبين مثل ليروي ساني وستيرلينج وبرناردو ورياض محرز، لقد وصل إلى 24 عامًا وهو ليس فتى صغيرًا والآن يلعب بشكل جيد للغاية وأتمنى أن يستمر كذلك لفترة طويلة".

من السابق لأوانه إعلان نهاية سانشو، لأنه لا يزال يبلغ من العمر 23 عامًا، لكن من الواضح أن مسيرته متوقفة منذ أن غادر دورتموند إلى مانشستر يونايتد في عام 2021.

ففى خلال ثلاثة مواسم منذ انتقاله إلى أولد ترافورد مقابل 74 مليون جنيه إسترليني سجل سانشو، 12 هدفًا فقط وصنع ثماني تمريرات حاسمة، بينما أحرز فودين 18 هدفًا وقدم 10 تمريرات حاسمة خلال الأشهر الثمانية الماضية.

ولم تساعد عودة سانشو، إلى دورتموند على إعادة مسيرته للطريق الصحيح، فعلى الرغم من صناعته تمريرة حاسمة في أول مباراة له بعد العودة وحصوله على ركلة جزاء في مباراته التالية، إلا أنه لم يكن له أي تأثير في مباراة الذهاب لدورتموند بدور الـ16 لدوري أبطال أوروبا أمام آيندهوفن، وتعرض لانتقادات قوية بعد هزيمة الفريق الأخيرة بنتيجة 3-2 أمام هوفنهايم، فى الدوري الألماني حيث وصفته صحيفة دير فيستن الألمانية بأنه "أسوأ لاعب على أرض الملعب".

وقال سيباستيان كيل، المدير الرياضي لدورتموند: "جادون ليس جادون القديم لكنه لا يمكن أن يكون كذلك بعد عدم اللعب لمدة ستة أشهر وعليك أن تمنحه الوقت، فهو يصنع الفارق وسيكون مهمًا جدًا بالنسبة لنا هذا الموسم".

ولكن اعترف كيل، أيضًا بأن فرص دورتموند في التعاقد مع سانشو بشكل دائم صعبة وقال: "الأمر سيتطلب أموالاً كثيرة، وبالتأكيد أكثر مما لدينا في الوقت الحالي".

ويبدو من المحتمل أن سانشو، سيضطر إلى الانتقال لرابع مرة خلال سبع سنوات والبدء في العمل تحت قيادة مدرب سابع وسيواجه المزيد من الاضطرابات، بينما يمكن لفودين، أن يحظى بمزيد من الاستقرار في النادي الذي صنعه ومع مدرب يؤمن به دائمًا.