"أسوأ ملعب في أمريكا"!.. قرار الفيفا بشأن ملعب نهائي كأس العالم 2026 قد يدمر البطولة

يقع ملعب ميتلايف في ميدولاندز، وليس غريبًا على هذا الملعب استضافة المباريات الكبيرة فسابقًا لعب عليه أسطورة البرازيل الراحل بيليه وتحول فريق نيويورك كوزموس إلى بطل عالمى فيه.

وجاء الكثير من الأفراد إلى الملعب لمشاهدة أمثال بيليه وفرانز بيكنباور وجورجيو شيناجلينا، وهم يحاولون السيطرة على كرة القدم الأمريكية باعتبارهم ضمن الفريق الذي شارك لأول مرة في دوري أبطال أوروبا.

وبعد انهيار الدوري جذب ملعب العمالقة الاهتمام مرة أخرى نتيجة بطولة كأس العالم 1994 التاريخية واستضاف الملعب سبع مباريات بما في ذلك مباراة نصف النهائي بين إيطاليا وبلغاريا.

وتم استبدال ملعب ميتلايف بملعب العمالقة القديم في عام 2010، بتكلفة تبلغ حوالي 1.6 مليار دولار، مما جعله أغلى ملعب تم بناؤه في الولايات المتحدة واستضاف الملعب مباراة سوبر بول وWrestlemania، وعلى مدار تاريخه كان مكانًا للعديد من الأحداث الكبرى في كرة القدم.

وسجل ليونيل ميسي، ثلاثية للأرجنتين ضد البرازيل في مباراة ودية عام 2012، في هذا الملعب واستضاف الكثير من المباريات الاستعراضية الأخرى منذ افتتاحه لكن أبرزها نهائي بطولة كوبا أمريكا المئوية في عام 2016، حيث فازت تشيلي على الأرجنتين بركلات الترجيح وتوجت بالبطولة.

لقد مر أكثر من عام ونصف منذ الإعلان عن المدن المضيفة لكأس العالم 2026، وكان ستاد دالاس قريبًا من الحصول على الموافقة، وشوهد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو، في الملعب ولكن أشارت التقارير الصادرة من أوروبا إلى أنه سيتم اختيار ملعب A&T، المعروف باسم "Jerry World" تكريماً للمالك جيري جونز.

واستضاف ملعب "Jerry World" الكثير من الأحداث الكبيرة، بما في ذلك اثنين من بطولة "Wrestlemanias"، والكثير من المباريات الدولية، ونهائي بطولة الرابطة الوطنية لرياضة الجامعات "NCAA" للرجال، وسوبر بول، ويتميز الملعب بأكبر لوحة نتائج في العالم ويتسع لـ 80.000 شخصًا وإمكانية التوسع إلى أكثر من 100.000.

وتكمن مشكلة ملعب دالاس في الانتقالات بسبب موقعه في أرلينجتون.

لا تتميز مدينة دالاس مثل نيويورك أو لوس أنجلوس، التي وصلت إلى التصفيات النهائية واستضافت المدينة نهائي كأس العالم 1994.

ويعتبر ستاد SoFi، ملعب فريقي لوس أنجلوس من بين أجمل الملاعب في العالم وتم افتتاحه في عام 2020 وتبلغ تكلفته حوالي 6 مليارات دولار، واستضاف الكثير من الأحداث البارزة، بما في ذلك بطولة سوبر بول في عام 2022، والبطولة الوطنية لكرة القدم الجامعية لعام 2023، وقريبًا دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2028.

ولكن كان هناك مخاوف بشأن أبعاد الملعب وربما لعبت هذه المخاوف دوراً في الاختيار النهائي لملعب نهائي كأس العالم على الرغم أنه احتضن اثنتين من مباريات المنتخب الأمريكي الثلاث في دور المجموعات لكن بالنسبة للحدث الأكبر اختار الفيفا ملعب ميتلايف.

يشتهر عشب ملعب ميتلايف منذ سنوات بأنه يقضي على مسيرة العديد من لاعبي كرة القدم وقد عانى عدد كبير من اللاعبين الأمريكيين من إصابات صعبة في هذا الملعب وأبرزهم آرون رودجرز.

وفي استطلاع رأي للاعبي الدوري الأميركي أجرته صحيفة "ذا أتلتيك" العام الماضي، تم التصويت على أن ملعب ميتلايف أسوأ ملعب في أمريكا بسبب العشب والجماهير.

إن النقاش حول عشب الملاعب ليس ظاهرة جديدة في كرة القدم فكل عام سواء كان ذلك في الدوري الأمريكي أو المباريات الدولية أو الودية يتم طرح مشكلة العشب ويدرك الفيفا ذلك جيدًا، ولهذا السبب طلب من الملاعب وضع العشب قبل انطلاق كأس العالم 2026.

وسنرى ما إذا كان المسؤولين عن ملعب ميتلايف، سيركبون العشب الدائم، وهو الخيار المكلف، أو العشب المؤقت، وهو الخيار الأقل تكلفة ولكن انتقده اللاعبين بسبب زيادة خطر الإصابات وبالنظر إلى تاريخ الملعب الحافل بالإصابات، فمن المؤكد أن هذا الأمر سيسبب جدلًا كبيرًا قبل البطولة.

إن الملاعب في هذه الفترة تحتاج إلى أشياء تميزها، ويتميز ملعب Allegiant Stadium في لاس فيجاس بشاشة عملاقة ويحتوي على لوحة نتائج ضخمة، بينما يتميز ملعب مرسيدس بنز في أتلانتا بسقف يمكن فتحه وإغلاقه ويحتوي ملعب TIAA Bank Field في جاكسونفيل على حوض سباحة.

بينما ملعب ميتلايف، لا يحتوي على أي شيء وليس متقدم تكنولوجيًا مقارنة بالملاعب الأحدث ويوجد به الكثير من المطاعم ولكن جميعها بأسعار باهظة.

تعانى أمريكا من أزمة المرور في جميع ملاعبها لأنها دولة ليست معروفة بالنقل العام، ومباشرًة بعد إعلان "الفيفا" يوم الأحد الماضي عن ملعب نهائي البطولة بدأ السخرية والتساؤل حول كيفية وصول المسافرين الذين سيشاركون في كأس العالم والذين سيضطرون إلى التنقل من نيويورك إلى نيوجيرسي.

وهناك خيارات متاحة للتنقل مثل القطارات ولكنها ليست موثوقة وخاصة في الأحداث الكبيرة أو القيادة ولكن كم عدد مشجعي كأس العالم الأجانب الذين سيمتلكون سيارات؟، أو التنقل عبر جسر جورج واشنطن أو نفق لينكولن للانتقال من المدينة إلى الملعب وهو أمرًا ليس مناسب للجميع.

ولا شك أن الاتحاد الدولى لكرة القدم، يدرس تلك المشاكل وسيحاول حلها قبل انطلاق البطولة.

لقد قيل الكثير عن الطقس قبل بطولة كأس العالم 2022 بقطر، وتم إقامة البطولة في الشتاء لضمان ألا تكون درجات الحرارة شديدة.

والخبر السار هو أن العديد من ملاعب كأس العالم في عام 2026 ستحتوي على أسقف قابلة للطى أو دائمة لكن ملعب ميتلايف ليس ضمن هذه الملاعب.

ومع عدم وجود سقف فإن الملعب معرض للعوامل الجوية وهناك احتمال أن يتم لعب المباراة النهائية لكأس العالم تحت المطر.

والقلق الأكبر سيكون درجة الحرارة حيث يمكن أن تصل متوسط درجة الحرارة في نيوجيرسي في شهر يوليو إلى أقل من 30 درجة مئوية مما يعني أن نهائي كأس العالم قد يكون في جو حار مع عدم وجود سقفًا مما قد يؤثر بالسلب على الجماهير.

لا يزال يتبقى الكثير من الوقت لإزالة أي قلق أو مشاكل قبل انطلاق بطولة كأس العالم 2026، ويجيد الاتحاد الدولى لكرة القدم "الفيفا" تنظيم الأحداث الكبرى وستنجح مدينة نيويورك وملعب ميتلايف، في هذا الاختبار فهذه ليست البطولة الأولى في هذا الملعب، واستضاف سابقًا مباراة السوبر بول، وسوف يستضيفون خمس مباريات في دور المجموعات بكأس العالم ومباراتين في الأدوار الحاسمة.

وعلى الرغم من المخاوف الشديدة ولكن ليس هناك شك أن نهائي كأس العالم 2026 سيكون رائعًا لأن هذه النسخة من البطولة هي الأكبر في التاريخ داخل الملعب.