Chelsea FC v FC Barcelona - UEFA Champions League 2025/26 League Phase MD5Getty Images Sport

"ما فعلوه جنون وهناك أربع دمى في الدفاع!".. أسطورة إنجلترا يفتح النار على برشلونة بعد هزيمة تشيلسي

وجّه أسطورة الكرة الإنجليزية آلان شيرار انتقادات لاذعة لدفاع نادي برشلونة، بعدما تلقّى الفريق هزيمة ثقيلة بثلاثة أهداف دون رد أمام تشيلسي في دوري أبطال أوروبا، في اللقاء الذي أُقيم على ملعب ستامفورد بريدج وشهد تفوقًا كاملًا من الفريق اللندني على حامل لقب الدوري الإسباني. 

وجاءت تصريحات شيرار لتزيد من حجم الأزمة الفنية التي يعيشها النادي الكتالوني هذا الموسم، خصوصًا على مستوى التنظيم الدفاعي الذي بدا هشًا ومترهلًا أمام الضغط والسرعات الإنجليزية.

ولم يُخفِ شيرار دهشته من الطريقة التي لعب بها برشلونة دفاعيًا، واصفًا ما شاهده بأنه "جنون كامل" وأن الفريق بدا بلا أي قدرة على قراءة تحركات لاعبي تشيلسي أو إغلاق المساحات خلف خط الدفاع. 

وقال شيرار في تحليله لـ"أمازون برايم" بتعليق حاد: "تشيلسي يخترقهم في كل مرة، يكررون نفس الأخطاء، ويستقبلون نفس الكرات. لقد شاهدت الكثير من محاولات تطبيق مصيدة التسلل، لكن ما يفعله برشلونة الليلة هو جنون بكل معنى الكلمة".

وأضاف شيرار: "كأن هناك أربع دمى واقفة في الخط الخلفي، يسألون المهاجمين: كيف تريدون تسجيل الهدف؟ من الصعب جدًا أن أفهم كيف أصبح المرور بهذا الشكل السهل ممكنًا ضد فريق مثل برشلونة".

وشكّلت هذه التصريحات صدى واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، باعتبارها من أشد الانتقادات التي يوجهها النجم الإنجليزي المخضرم تجاه فريق أوروبي كبير في مناسبة رسمية.

  • chelsea(C)Getty Images

    تشيلسي كشف برشلونة

    ولم يكن تحليل شيرار منفصلًا عن واقع المباراة، إذ بدا تشيلسي الطرف الأفضل منذ اللحظة الأولى، ونجح لاعبوه في استغلال المساحات الشاسعة خلف دفاع برشلونة الذي اعتمد على خط دفاع متقدم دون انسجام أو تواصل بين عناصره. وتعرض برشلونة للاختراق مرارًا عبر الكرات البينية والتمريرات الطولية، وهي الطريقة نفسها التي اعتمد عليها تشيلسي في كل أهدافه تقريبًا.

    وجاء الهدف الأول لتشيلسي عند الدقيقة 27 بطريقة تعكس حالة الارتباك في دفاع برشلونة، حيث اضطر المدافع الفرنسي جول كوندي لتحويل كرة عرضية منخفضة إلى داخل شباكه تحت ضغط كثيف من مهاجمي تشيلسي. وكان ذلك الهدف إيذانًا بانهيار تدريجي لأداء الفريق الإسباني، الذي بدا عاجزًا عن التعامل مع سرعة التحول الهجومي للبلوز.

    وزادت الأمور سوءًا بالنسبة لبرشلونة قبل نهاية الشوط الأول، بعدما تلقى القائد رونالد أراوخو بطاقة حمراء مباشرة، ليكمل الفريق الكتالوني الشوط الثاني كاملًا بعشرة لاعبين. وكانت لقطة الطرد نقطة تحول حاسمة، ليس فقط في مجريات اللقاء، بل في الحالة النفسية للفريق الذي بدا بلا حلول وبلا قدرة على مجاراة الإيقاع الإنجليزي السريع.

  • إعلان
  • تشيلسي يستغل النقص

    في الشوط الثاني، ظهر تشيلسي أكثر شراسة وانضباطًا، بينما بدا برشلونة مرتبكًا وغير قادر على الخروج بالكرة من مناطقه. واستغل تشيلسي النقص العددي بشكل مثالي، فسجل البرازيلي الشاب إستيفاو الهدف الثاني بعد اختراق جديد للمساحة خلف الظهير، ثم أنهى الفرصة بلمسة فنية رائعة داخل الشباك.

    واستمرت معاناة برشلونة أمام التمريرات البينية، ليأتي الهدف الثالث عبر ليام ديلاب الذي حسم النتيجة بعد متابعة ناجحة لتمريرة وضعت دفاع برشلونة في موقف محرج من جديد، لتكتمل ثلاثية فريق المدرب إنزو ماريسكا الذي قدم أحد أفضل عروضه هذا الموسم.

    ورغم محاولات برشلونة لإحداث ردة فعل من خلال الدفع بماركوس راشفورد ورافينيا، فإن الفريق لم يظهر أي قدرة على صناعة الخطر الحقيقي على مرمى تشيلسي. وظلت طريقة لعب الفريق هي نفسها دون تعديل من المدرب هانزي فليك، الذي بدا عاجزًا عن إيجاد الحلول سواء على المستوى التكتيكي أو النفسي.

  • Hansi Flick Barcelona 2025-26Getty Images

    فليك في مرمى الانتقادات

    لم ينجُ فليك من الانتقادات التي اتجهت صوبه مباشرة بعد المباراة، خاصة أن برشلونة حقق فوزين فقط من أصل خمس مباريات في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، ليتراجع إلى المركز الخامس عشر في جدول مرحلة الدوري للبطولة. ويقف الفريق الآن أمام اختبار صعب في الجولات المتبقية، وسط علامات استفهام كبيرة حول قدرته على التأهل إلى الأدوار الإقصائية ضمن المراكز الأولى.

    أما تشيلسي، فقد ارتقى بهذا الفوز المستحق إلى المركز الخامس في نفس الجدول محققًا فوزه الثالث من خمس مباريات، في وقت يعيش فيه الفريق حالة من الثقة الكبيرة تحت قيادة ماريسكا، سواء في الدوري الإنجليزي حيث يحتل المركز الثاني، أو في أوروبا حيث يظهر الفريق تطورًا واضحًا على مستوى التنظيم والتوازن بين الدفاع والهجوم.

  • أزمة دفاعية مستمرة في برشلونة

    شكلت هذه المباراة مؤشرًا جديدًا على عمق الأزمة الدفاعية التي يعاني منها برشلونة منذ بداية الموسم، إذ يُعد الفريق من بين أكثر الفرق تعرضًا للأهداف السهلة نتيجة أخطاء فردية وسوء تمركز جماعي. كما أن اعتماد فليك على خط دفاع متقدم دون وجود ضغط فعال في الوسط أو انسجام بين قلوب الدفاع جعل برشلونة عرضة للانهيار أمام أي فريق يمتلك سرعة هجومية جيدة، وهو ما جسده تشيلسي بشكل واضح في هذه المواجهة.

    ويبدو أن النادي الكتالوني بحاجة إلى مراجعة شاملة، سواء على مستوى الخيارات الدفاعية أو النهج التكتيكي، إذا أراد تجنب موسم أوروبي كارثي. أما الهزيمة بثلاثية أمام خصم مباشر في أوروبا، فتمثل جرس إنذار مدويًا للفريق وجماهيره التي باتت تشعر بالقلق من استمرار هذا الأداء المتذبذب.