rodgers-slot

هل يعيد التاريخ نفسه؟ أرني سلوت على خطى رودجرز في ليفربول وريال مدريد يعزز الفأل السيئ!

يبدو أن المدير الفني لليفربول آرني سلوت يواجه خطر تكرار الخطأ ذاته الذي ارتكبه بريندان رودجرز قبل نحو عقد من الزمان، عندما أدت قراراته الجدلية في التشكيل والأولويات إلى زعزعة استقرار الفريق في مرحلة دقيقة.

المدرب الهولندي يعيش حاليًا واحدة من أصعب فتراته منذ توليه قيادة "الريدز"، بعد أن تلقى الفريق ست هزائم في آخر سبع مباريات، كان آخرها السقوط المدوي بثلاثية نظيفة أمام كريستال بالاس في كأس الرابطة الإنجليزية.

  • Arne SlotGetty Images

    قرار محفوف بالمخاطر

    أثار سلوت موجة من الجدل بعد قراره إراحة معظم لاعبيه الأساسيين في مباراة كريستال بالاس، مفضلًا الحفاظ عليهم لمواجهة أستون فيلا في الدوري الممتاز.

    القرار بدا وكأنه مقامرة على مستقبل الفريق في المسابقات المحلية، إذ دخل اللقاء بتشكيلة يغلب عليها الطابع الشبابي والبدلاء، ضمت لاعبين دوليين من إنجلترا واسكتلندا والمجر واليابان وإيطاليا والأرجنتين، إلى جانب موهبتين صاعدتين.

    غير أن المشكلة لم تكن في الأسماء فحسب، بل في الرسالة التي بعثها المدرب قبل المباراة، إذ أوضح عمليًا أن كأس الرابطة ليست أولوية بالنسبة له هذا الموسم.

    تلك البطولة التي طالما كانت مصدرًا للبهجة لجماهير ليفربول على مدار تاريخه، بحصيلة بلغت 15 نهائيًا و10 ألقاب، تحوّلت الآن إلى مجرد عبء إضافي في نظر البعض داخل النادي.

  • إعلان
  • سقوط مكرر وأجواء باهتة

    بمجرد أن سجل إسماعيلا سار هدف التقدم لكريستال بالاس، بدا واضحًا أن الفريق الزائر في طريقه للتأهل، وهو ما حدث بالفعل بسهولة تامة.

    غابت روح المنافسة عن لاعبي ليفربول، وبدت مدرجات "أنفيلد" خالية في مشهد صادم لجماهير النادي، بينما فرض لاعبو المدرب أوليفر جلاسنر سيطرتهم الكاملة على اللقاء، في واحدة من أبرز فترات التألق لناديهم.

    الأداء الباهت أعاد إلى الأذهان نهائي كأس الرابطة ضد نيوكاسل في مارس الماضي، حين خسر الفريق وسط حضور جماهيري باهت وأداء متواضع. ويبدو أن الدرس لم يُستفد منه، إذ تكرر السيناريو نفسه بعد أشهر قليلة، ما جعل الانتقادات تنهال على سلوت من الإعلام والجماهير على حد سواء.

  • FBL-ENG-PR-LIVERPOOL-SWANSEAAFP

    مقارنة لا مفر منها!

    الموقف الحالي أعاد إلى أذهان الكثيرين موسم 2014-2015، حين دخل ليفربول في دوامة من النتائج السلبية عقب رحيل لويس سواريز إلى برشلونة، وبدأ المدرب حينها بريندان رودجرز رحلة إعادة بناء الفريق عبر سلسلة من التعاقدات التي لم تؤتِ ثمارها.

    ففي ذلك الصيف، ضم النادي أسماء مثل ماريو بالوتيلي، ريكي لامبرت، آدم لالانا، ديان لوفرين، ألبرتو مورينو، ديفوك أوريجي ولازار ماركوفيتش، في حين فشل ضم صفقات محتملة مع نجوم كبار مثل توني كروس وراداميل فالكاو ولويك ريمي.

    لكن رغم الإنفاق الكبير، تدهورت النتائج سريعًا، وخسر الفريق سبع مباريات من أول ست عشرة مواجهة، ليدخل رودجرز مرحلة حرجة من الضغط الجماهيري والإعلامي.

  • Real Madrid CF v Liverpool FC - UEFA Champions LeagueGetty Images Sport

    ليلة مدريد الشهيرة

    بلغ التوتر ذروته عندما قرر رودجرز إراحة نجومه الأساسيين في مباراة دور المجموعات بدوري الأبطال أمام ريال مدريد في ملعب "سانتياجو برنابيو"، مفضلًا التركيز على مواجهة تشيلسي في الدوري بعد أيام قليلة.

    كانت المباراة أمام ريال مدريد بمثابة "العودة الكبرى" لليفربول إلى دوري الأبطال بعد غياب خمس سنوات، لكن رودجرز رأى أن الحفاظ على اللياقة من أجل الدوري أهم.

    تشكيلته التي خلت من أسماء مثل ستيفن جيرارد، فيليبي كوتينيو، جوردان هندرسون ورحيم ستيرلينج أثارت غضب الجماهير، رغم أن الفريق قدّم أداءً مقبولًا وخسر بهدف وحيد حمل توقيع كريم بنزيما. لكن الضرر المعنوي كان كبيرًا، إذ فُسّر القرار على أنه استهانة بمكانة النادي الأوروبية.

    وفي المباراة التالية، لم تحقق حسابات رودجرز ما أراده، حيث خسر أمام تشيلسي بنتيجة 2-1، ليجد نفسه في مرمى نيران الانتقادات، ومعه بدأ العد التنازلي لرحلته مع ليفربول.

    ومع اقتراب مباراة أخرى أمام ريال مدريد لحساب دوري أبطال أوروبا ولكن في موسم 2025-2026، تتحسس الجماهير الحمراء قلقها من جديد حيال مصير مجهول!.

  • التاريخ يعيد نفسه؟

    اليوم، يبدو أن آرني سلوت يسير على الخط نفسه: قرارات فنية مثيرة للجدل، تراجع في النتائج، وضغط متزايد من جمهور لا يقبل إلا بالمنافسة على كل الألقاب.

    قد يرى المدرب الهولندي أنه يُعيد بناء الفريق وفق رؤيته الخاصة، لكن في نادٍ بحجم ليفربول، المجد لا ينتظر، والجماهير لا تعرف كلمة "مرحلة انتقالية".

    التاريخ في "أنفيلد" علّم الجميع درسًا واضحًا: من يستهين ببطولة صغيرة اليوم، قد يجد نفسه خارج الباب غدًا.