"أتحدث معه كل أسبوع ولكن".. جاتوزو يكشف سبب استبعاد كييزا من معسكر إيطاليا

يعيش النجم الإيطالي فيديريكو كييزا فترة مميزة في مسيرته مع ليفربول، حيث يسعى جاهداً لتحويل بدايته القوية هذا الموسم إلى دقائق لعب منتظمة، واضعًا نصب عينيه هدفًا واضحًا وهو العودة لارتداء قميص منتخب إيطاليا.

فبعد موسم ماضٍ صعب قضاه في التأقلم والعودة تدريجيًا من الإصابة، انفجرت موهبة كييزا في الأسابيع الأخيرة، حيث قدم أداءً لافتًا مع تسجيل هدفين، ليثبت جودته كلاعب حاسم.

ورغم هذا التألق، لا يزال كييزا يبحث عن مكان أساسي في تشكيلة المدرب آرني سلوت، ويعلم أن الحصول على دقائق لعب أكثر هو السبيل الوحيد لإقناع مدرب "الآتزوري" جينارو جاتوزو، باستدعائه مجددًا.

مع أن جاتوزو استبعده من قائمة أكتوبر الحالية لمباراتي تصفيات كأس العالم، إلا أن الأبواب لا تزال مفتوحة، حيث يتحول كل ظهور لكييزا مع ليفربول إلى اختبار حقيقي لإثبات جاهزيته البدنية والفنية، وأمل في العودة لتمثيل بلاده في الاستحقاقات القادمة.

وعن ذلك قال جاتوزو في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء: "أجري محادثة طويلة مع كييزا كل أسبوع. إنه لا يزال لا يشعر بأنه جاهز بنسبة 100%، ولديه بعض المشاكل الصغيرة التي تعيقه عن العودة إلى أفضل مستوياته. هو يعرف ما أفكر به بشأنه، لكنني أيضًا بحاجة إلى احترام ما يخبرني به اللاعب".

بدأ فيديريكو كييزا يستعيد لياقة المباريات مع ليفربول هذا الموسم، وأظهر أنه سلاح هجومي مميز للغاية، ففي 6 مشاركات، بدأ كييزا أساسيًا في واحدة منها فقط، وبإجمالي 153 دقيقة لعب، نجح في المساهمة بـ 4 أهداف مباشرة (سجل هدفين وصنع هدفين).

ويترجم هذا الرقم إلى مساهمة تهديفية (هدف أو تمريرة حاسمة) كل 40 دقيقة تقريبًا، وهو معدل استثنائي يوضح خطورته.

وتبرز دقة كييزا أمام المرمى، حيث سجل هدفيه من تسديدتين فقط على المرمى، محققًا نسبة نجاح 100%.

أما الموسم الماضي بأكمله، فقد شارك كييزا في 14 مباراة فقط، بدأ في 4 منها كأساسي، بإجمالي 466 دقيقة لعب، وهي فترة كان يتم فيها إدارته بحذر لاستعادة لياقته. وخلال هذه الدقائق، سجل كييزا هدفين وقدم تمريرتين حاسمتين، بمساهمة تهديفية كل 116 دقيقة. وتكمن أهمية هذه الأرقام في أنها تبرز الفارق الهائل والتطور الكبير في أدائه هذا الموسم، حيث تحسن معدل مساهماته التهديفية بشكل جذري ليصبح أكثر حسماً وفعالية.

يواجه منتخب إيطاليا موقفًا صعبًا وحرجًا في تصفيات كأس العالم 2026، حيث أصبح شبح الغياب عن المونديال للمرة الثالثة على التوالي يلوح في الأفق.

يحتل المنتخب الإيطالي حاليًا المركز الثاني في المجموعة التاسعة من التصفيات الأوروبية برصيد 9 نقاط، بعد أن لعب 4 مباريات (فاز في 3 وخسر واحدة)، علمًا بأن المنتخب النرويجي  يتصدر المجموعة برصيد 15 نقطة من 5 مباريات، ما يجعل مهمة إيطاليا في التأهل المباشر صعبة للغاية.

ويتأهل صاحب المركز الأول فقط في المجموعة مباشرة إلى كأس العالم، بينما يخوض صاحب المركز الثاني ملحقًا قاريًا معقدًا، وهو السيناريو الذي تسبب في حرمان إيطاليا من المشاركة في نسختي 2018 و2022.

وللحفاظ على آماله في التأهل للملحق على الأقل، يحتاج "الآزوري" لضمان إنهاء التصفيات في المركز الثاني، وتجنب كارثة الغياب عن المحفل العالمي مرة أخرى.

يُعد فيديريكو كييزا أحد أبرز الأجنحة في كرة القدم الإيطالية، بمسيرة حافلة بدأت بالبزوغ في نادي فيورنتينا، حيث تدرج من فريق الشباب ليصبح النجم الأول للفريق الأول، مسجلاً 34 هدفًا و26 تمريرة حاسمة في 153 مباراة.

هذا التألق قاده للانتقال إلى يوفنتوس عام 2020، وهناك واصل رحلة حصد الألقاب بفوزه بكأس إيطاليا مرتين وكأس السوبر الإيطالي مرة واحدة.

ووصل كييزا إلى ذروة مجده في عام 2021، حين قاد منتخب إيطاليا للفوز ببطولة أمم أوروبا (يورو 2020)، وهو إنجاز تُوّج باختياره أفضل لاعب كرة قدم في إيطاليا لذلك العام.

وفي صيف 2024، بدأ كييزا فصلاً جديدًا في مسيرته بالانتقال إلى نادي ليفربول الإنجليزي مقابل 12 مليون يورو، حيث نجح في موسمه الأول بالتتويج بلقب الدوري الإنجليزي. وعلى الصعيد الدولي، يمتلك كييزا 51 مباراة مع منتخب إيطاليا، سجل خلالها 7 أهداف وقدم 8 تمريرات حاسمة.