من الواضح أن إشراك أنشيلوتي لكل نجومه الهجومية ضد برشلونة كان قرارًا غير حكيم. فالدفع بمبابي وبيلينغهام وفينيسيوس ورودريغو حمّل فالفيردي وكامافينجا عبئًا كبيرًا في خط الوسط، وظهر الأخير بمستوى متواضع في أسوأ مباراة له بقميص ريال مدريد.
ولم يكن الظهير الأيسر فيرلان ميندي أفضل حالًا من فاسكيز على الجانب الآخر، وحتى أنتونيو روديغر ظهر مهتزًا أمام لامين يامال. في ظل هذه الظروف، التعاقد مع ألكسندر-أرنولد أو حتى ألفونسو ديفيز في يناير لن يُحلّ المشكلة (حتى لو كانت هذه الصفقات ممكنة، وهو أمرٌ مستبعد).
صحيح أن التعاقد مع ظهير أيمن سيُريح فالفيردي، أفضل لاعب وسط في ريال مدريد، من اللعب في غير مركزه. لكن ألكسندر-أرنولد أفضل هجوميًا منه دفاعيًا، ولن يمنع الخصوم من استهداف الجبهة اليسرى لريال مدريد حتى لو انضم للفريق. الحقيقة أن أنشيلوتي يحتاج للاعب قادر على فرض النظام في خط الوسط، فلا تشواميني ولا كامافينجا يُجيدان هذه المهمة.
الأهم من ذلك كله، أن ريال مدريد يحتاج بشدة إلى مدافع مركزي قوي، ويبدو أنه لن يحصل على واحد قبل نهاية الشهر. أفضل خيار متاح لأنشيلوتي هو إراحة أحد مهاجميه لإشراك لاعب إضافي في خط الوسط لحماية الدفاع "الهش".
أشار لوكا مودريتش إلى أن ريال مدريد محظوظ لأن الهزيمة المُذلة لم تحدث في مباراة أكثر أهمية، لكن لا يمكن التقليل من أهمية الأداء المُخيّب في السعودية. رغم ادعاء أنشيلوتي بأنه أجرى مراجعة "واضحة" وشاملة، إلا أنه لم يتعلم أي دروس من هزيمة أكتوبر أمام برشلونة. وإذا لم يتدارك الموقف بعد الهزيمة الثانية في الكلاسيكو، فسيواجه ريال مدريد هزائم أكثر قسوة قبل نهاية الموسم. في الوقت الحالي، أي فريق كبير في أوروبا سيُرحّب بمواجهة ريال مدريد بهذا الضعف.
لذلك، سيكون من الحكمة أن ينتظر ألكسندر-أرنولد قبل التوقيع مع ريال مدريد. فما لم يتم تعزيز خط الدفاع، سيعاني أكثر في البرنابيو مما كان يعاني في أنفيلد.