Raya Odegaard Arsenal GFXGetty/GOAL

آرسنال وبورتو .. برشلونة كان محقًا يا كونسيساو، أنت لا تلعب ولا تكسب!

TOD TV UCL R16 1920x300TOD TV

ربما نجح سيرجيو كونسيساو مدرب بورتو في الحصول على إعجاب الجميع منذ بضعة أسابيع، فاز على آرسنال وخرج أمام الصحفيين من أجل قصف الجبهة.

"آرسنال جاء حتى يلعب، ولكن نحن أردنا الفوز" جملة حازت على إعجاب كميات ضخمة من المشجعين والمتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد فوز كونسيساو وفريقه على آرسنال بهدف دون رد في ذهاب دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا.

وفي العودة على ملعب الإمارات، صدق كونسيساو مرة أخرى، فكان من الواضح أن فريقه لم يأت بهدف اللعب ولكن لسوء حظه فهو لم يلعب ولم يكسب!

تابع مباريات دوري أبطال أوروبا مباشرة على منصة TOD

هدف من لياندرو تروسار وضع المدفعجية في المقدمة، ولكن بورتو استدرج الفريق اللندني إلى شوطين إضافيين وركلات ترجيح، ليتحقق لهم ما أردوا ولكن التوفيق والجدارة والجودة كلها عناصر رجحت كفة أصحاب الأرض.

الدرس المستفاد هنا، هو ألا تتحدث كثيرًا قبل أن تحسم الأمور يا كونسيساو، نعم فريقك لم يكن الخصم السهل أمام آرسنال، ولكن من يضحك أخيرًا، يضحك كثيرًا!

  • David Raya Arsenal Porto 2023-24Getty Images

    ارفعوا القبعة لمن هاجمتموه

    آرسنال لم يظهر بالشكل المُعتاد اليوم بسبب نجاح بورتو في تعطيل كافة الأوراق الرابحة مثل بوكايو ساكا وديكلان رايس ومارتين أوديجارد وتروسار، لذلك كان بحاجة إلى معجزة من أجل التأهل.

    المدفعجية كانوا على وشك الدخول في سيناريو مشابه لمواجهة الذهاب، عندما نجح الفريق البرتغالي في الفوز بهدف قاتل في اللحظات الأخيرة، ولكن من حسن حظ ميكيل أرتيتا ورفاقه أن الضيوف لم يكونوا في أفضل حالة بدنية لهم، كما أنهم لا يمتلكوا الجودة الكافية لإسقاطهم.

    ومن هنا كان الفريق بحاجة إلى معجزة، كان بطلها دافيد رايا، الحارس الإسباني الذي تعجب الجميع من توقيع لآرسنال قادمًا من برينتفورد على سبيل الإعارة، بدلًا من آرون رامسديل الذي كان من النجوم المفضلين للجماهير الموسم الماضي.

    في أسبوع واحد، يسقط رامسديل في هدف قاتل أمام برينتفورد وكاد أن يُكلف المدفعجية الفوز بالدوري الإنجليزي، ويتمكن رايا من إنقاذ فريقه ويعبر به إلى دور الثمانية من دوري أبطال أوروبا.

    رايا ظهر بشكل جيد خلال المباراة في الوقتين الأصلي والإضافي، وتوج ذلك بأداء بطولي في ركلات الترجيح، بتصديه لركلتين واقترابه الشديد من إنقاذ ركلة أخرى.

    وبذلك يتم إغلاق ملف الحراسة في آرسنال تمامًا، رايا أثبت نفسه، ورامسديل يجب عليه المغادرة في أقرب وقت ممكن، كما يجب الاعتذار للإسباني ومنحه حقه.

  • إعلان
  • Mikel Arteta 2023-24Getty Images

    علامة استفهام

    وسط كل الأفراح وحالة النشوة التي تعيشها الجماهير، يجب الإشارة إلى نقطة سلبية تهدد مشروع آرسنال بالكامل رغم هذا الصعود الذي طال انتظاره.

    آرسنال سبق له الخروج أمام أولمبياكوس وسبورتينج لشبونة وفياريال من الدوري الأوروبي بمراحل مختلفة تحت قيادة أرتيتا، والآن كان على حافة الخروج مرة أخرى لولا المعجزة التي صنعها رايا في ركلات الترجيح وإجادة ديكلان رايس ومارتين أوديجارد وبوكايو ساكا وكاي هافيرتس في التسديد.

    المدرب الإسباني يواجه مشكلة حقيقية في التعامل مع سيناريو الذهاب والإياب، كما يعاني من مشكلة عامة في مراحل خروج المغلوب، بتوديعه لجميع المسابقات المحلية منذ فوزه بكأس الاتحاد الإنجليزي بالموسم الأول له.

    هل لا يمتلك آرسنال الجودة الكافية للتعامل مع هذا النوع من السيناريو؟ ربما يكون هذا أحد الأسباب لأن أرتيتا قام بالتبديل مرة واحدة فقط على مدار 90 دقيقة بنزول جابرييل جيسوس في الدقائق الأخيرة، كما أن دخول إيدي نكيتيا وأوليكساندر زينتشينكو لم يُغير الكثير.

    هجوم آرسنال الفتاك كان بمثابة الفريسة السهلة لبيبي البالغ من العمر 41 سنة، حيث نجح نجم ريال مدريد السابق في تضييق الخناق على الخط الأمامي للفريق اللندني بمساعدة أوتافيو وكأنه لا يزال في مطلع العشرينيات من عمره.

    ربما ما حدث اليوم هو إشارة إلى أن مشروع المدفعجية لم يكتمل، وسيكون عليهم إبرام المزيد من الصفقات الكبرى لتعزيز حظوظ هذا الفريق في الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا، كما يحتاج أرتيتا للحصول على المزيد من الخبرة مع مرور الوقت لصقل موهبته التدريبية.

  • 20240221 Sergio Conceicao(C)Getty Images

    رسالة إلى لابورتا .. لا تقع في الفخ

    ظهر اسم سيرجيو كونسيساو كثيرًا ضمن الأسماء المقترحة لتدريب برشلونة، بسبب الإنجازات التي حققها مع بورتو، بالإضافة لإمكانية التعاقد معه بعد نهاية عقده في يونيو القادم.

    العديد من التقارير البرتغالية والإسبانية ربطته ببرشلونة، ولكن هناك أنباء أخرى عن عدم ترحيب جوان لابورتا رئيس النادي الكتالوني بهذه الفكرة، لأن كونسيساو لا يُناسب هوية الفريق.

    برشلونة يعتمد على الكرة الهجومية الممتعة، ويحتاج إلى صلابة دفاعية مناسبة لتتويج هذه الكرة بالمزيد من البطولات، وهذا ما يعجز عنه تشافي هذا الموسم.

    كونسيساو يمكنه خلق الصلابة الدفاعية بسبب الإمكانيات الجيدة لبرشلونة، ولكنه لا يمكنه الذهاب بعيدًا بالفريق الكتالوني، لأن طريقة لعبه التي أظهرها اليوم لا تناسب عشاق البلوجرانا وإدارته.

    بورتو كان يمكنه الفوز على آرسنال اليوم والعبور إلى دور الثمانية، لأن دفاع أصحاب الأرض كان يُظهر الكثير من لمحات الارتباك، ولكن كونسيساو لم يمتلك الجرأة الكافية للمجازفة ولو لدقائق.

    الأسلوب الدفاعي البحت الذي لعب به بورتو في كلتا المباراتين بالذهاب والإياب، يجعله يستحق تمامًا ما حدث له، لأنهم جاءوا من أجل ركلات الترجيح وخرجوا في النهاية عن طريقها!

    كونسيساو يستطيع النجاح مع فريق بحجم بورتو، لأن كل ما يحتاجه هو جعل الأمور صعبة على الفريق الخصم وتعقيد المهمة عليهم طمحًا في أن يخدمه التوفيق والأخطاء، وهذا ما فعله اليوم باقتدار ومنح آرسنال الاختبار الأصعب له هذا الموسم.

    ولكن في برشلونة الأمور مختلفة تمامًا، سيكون عليه السيطرة والهيمنة على المباريات وإمتاع الجماهير، وهذا ما لا يستطيع المدرب المميز فعله، لأن كل ما يمكنه فعله هو تقديم نسخة مصغرة من أتلتيكو مدريد مع دييجو سيميوني.

  • Martin Odegaard Arsenal 2023-24Getty Images

    الكوابيس قادمة

    السيناريو الذي تأهل به آرسنال اليوم كان بمثابة الحلم، ولكن سيأتي بعده الكابوس، لأن المدفعجية صعدوا إلى دور الثمانية في مواجهة محتملة أمام أحد العمالقة.

    الكابوس القديم بايرن ميونخ يمكنه الاصطدام بآرسنال، وكذلك الكابوس الآخر برشلونة الذي سيظهر هذه المرة من دون نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي.

    هناك أيضًا ريال مدريد وإنتر ومانشستر سيتي وباريس سان جيرمان، لذلك سيكون هذا الأمر بمثابة الاختبار الحقيقي لشخصية آرسنال، وذلك لمعرفة إلى أي مدى نجح أرتيتا في تغيير عقلية هذا النادي.

    آرسنال بحاجة إلى الوقوع أمام هؤلاء، ليختبر نفسه ويصقل مواهب لاعبيه المبهرة بالمزيد من الخبرة الأوروبية، وحتى لو كان الأمر بمثابة الكابوس لو تكررت النتائج الكارثية، ستكون له الكثير من الفوائد في المستقبل.

    وعلى الجانب الآخر لو عبر المدفعجية إلى الدور نصف النهائي، سيكون الفريق من كبار المرشحين للفوز باللقب وسيتأكد لنا أن أرتيتا نجح في إعادة هذا العملاق وإيقاظه من غفوته الطويلة.

    TOD TV UCL R16 1920x700TOD TV