شهدت المباراة تباينًا تكتيكيًا واضحًا بين شوطيها، وإن كانت النتيجة تصب في مجرى واحد؛ ففي الشوط الأول، فرض آرسنال حصاراً خانقاً واستحواذاً سلبياً على خصمه وصل إلى 69%، مانعاً توتنهام من تسديد أي كرة على المرمى، قبل أن يترجم هذا التفوق بانفجار تهديفي في الدقائق الخمس الأخيرة عبر لياندرو تروسارد وإيزي، مستغلاً حالة التوهان التي أصابت دفاع السبيرز.
أما الشوط الثاني، فقد بدأ بصدمة مبكرة للضيوف بهدف ثالث لإيزي في الدقيقة 46، قبل أن يأتي هدف حفظ ماء الوجه عبر ريتشارليسون في الدقيقة 55 بذكاء هائل في تنفيذ تسديدة بعيدة المدى. تقدم توتنهام إلى الأمام، لكنه كشف عن مساحات شاسعة في الخطوط الخلفية، عاقبهم عليها آرسنال بالهدف الرابع، لتتحول المباراة من "سيطرة تكتيكية" في الشوط الأول إلى "مهرجان أهداف" واستغلال للمرتدات في الشوط الثاني.
وتكشف لغة الأرقام الفجوة المرعبة بين الفريقين، حيث أظهر آرسنال نجاعة هجومية استثنائية بتسجيله 4 أهداف من أصل 1.88 هدف متوقع (xG) و17 تسديدة إجمالية، في حين ظهر توتنهام كـ "شبح" في الملعب بمعدل أهداف متوقعة ضئيل جداً بلغ 0.07 طوال المباراة، مكتفياً بـ 3 تسديدات فقط، وهو رقم يعكس العجز الكامل في صناعة اللعب والهشاشة الدفاعية التي لم تنجح التبديلات ولا التدخلات العنيفة في تداركها، ليخرج آرسنال بانتصار معنوي وفني يعزز طموحاته في اللقب، ويترك توتنهام غارقاً في أزماته.