Arsenal Stoke HIC 2-1GOAL

لا تحدثني عن ريال مدريد وراموس .. ركنيات آرسنال هي الأكثر رعبًا وأحدهم يعتقد أنه فك شفرة جوفر !

خلال حقبة الإسباني ميكيل أرتيتا تغيرت الكثير من الأشياء في آرسنال، الدفاع، النواحي البدنية، والأهم والأوضح لنا جميعًا، هو تعامل الفريق مع الكرات الثابتة!

في السنوات الأخيرة من حقبة أرسين فينجر أو مع أوناي إيمري، تعامل آرسنال مع الكرات الثابتة كان هشًا من الناحية الدفاعية، واستقبل الفريق الكثير من الأهداف عن طريقها، وكان يفشل في استغلالها بصفة مستمرة عندما تتاح أمامه الفرصة.

ومع قدوم أرتيتا تغير كل شيء في لحظة، أصبح آرسنال هو الفريق الأكثر رعبًا وشراسة في التعامل مع الكرات الثابتة واستغلالها في كل مناسبة مهما كان الفريق الخصم أو قوته حتى لو كان مانشستر سيتي!

لا تحدثني عن حقبة ريال مدريد مع سيرخيو راموس، ولا أساليب دييجو سيميوني في أتلتيكو، آرسنال شيء مختلف، الركنيات أصبحت مثل ركلات الجزاء، والكرات الثابتة المحيطة بالمنطقة أصبحت قنبلة موقوتة في رؤوس كل الخصوم.

الجميع يعرف ما سيحدث، ستجد مجموعة من لاعبي آرسنال يقفون في صف ويتهامسون بين بعضهم البعض، ليهرب أحدهم "غالبًا" جابرييل لاستغلال عرضية بوكايو ساكا أو ديكلان رايس، ومع ذلك لا يعرف أحد كيفية إيقاف هذا الطوفان!

المثير هنا أن السر وراء هذا النجاح ليس أرتيتا نفسه، بل الرجل الفرنسي الذي جلبه إلى النادي في 2021 وهو الفرنسي نيكولاس جوفر ..

  • Nicolas Jover ArsenalGetty

    شاب عبقري وراء كل هذا النجاح

    نيكولاس جوفر هو نموذج على أنه ليس من الضروري لك أن تكون لاعبًا سابقًا أو نجم مشهور حتى تدخل عالم التدريب أو تنجح في كرة القدم بشكل عام.

    صاحب الـ43 سنة بدأ حياته كمُحلل أداء بالفيديو مع نادي مونبلييه الفرنسي في الفترة من 2009 إلى 2016، وعمل لفترة مؤقتة مع كرواتيا كمحلل أيضا خلال فترة كأس العالم 2014 في البرازيل.

    وبعدها توجه إلى إنجلترا للعمل مع برينتفورد ضمن الطاقم الفني في الفترة من 2016 إلى 2019، ليقوم بيب جوارديولا بضمه إلى جهازه في 2019 ليحصل على المزيد من الخبرة في ملعب الاتحاد.

    أرتيتا عمل معه لبضعة أشهر قليلة في سيتي، ولكنه علم أنه موهبة استثنائية، لذلك جلبه إلى ملعب الإمارات خلال تجربته مع آرسنال في 2021، ومنذ هذا التاريخ بدأت قيمته تتصاعد ويعرف الجميع تدريجيًا أنه أحد أهم العناصر في مشروع النادي دون أي مبالغة.

  • إعلان
  • FBL-EUR-C1-SPORTING-ARSENALAFP

    ستوك سيتي فرع لندن

    نتذكر جميعًا نسخة المدرب توني بوليس مع ستوك سيتي، عندما وصلت نسبة أهداف الفريق معه إلى 43.1% عن طريق كرات ثابتة، بمجموع 81 هدفًا من أصل 188.

    رقم مُرعب، أجبر الجميع على مقارنة آرسنال بالفريق الذي ودع البريميرليج منذ سنوات، رغم الفارق الكبير في القيمة والمكانة وأسلوب اللعب، ولكن لغة الأرقام تسير في صالح هذه النظرية، وذلك وفقًا للإحصائية التي نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في 5 ديسمبر الجاري، عقب فوز الفريق على مانشستر يونايتد 2/0 في البريميرليج.

    الفريق اللندني سجل بهذه الثنائية 22 هدفًا من ركلات ركنية منذ بداية موسم 2023/2024 بفارق سبعة أهداف عن صاحب المركز الثاني وهو مانشستر سيتي، بالإضافة لهدف آخر من ركنية أمام فولهام في الجولة الماضية من البريميرليج ولكن ليس بشكل مباشر.

    وبالدوريات الخمس الكبرى، يحتل المدفعجية الصدارة أيضًا، ويتقدمون بفارق 5 أهداف على باير ليفركوزن الخامس.

    وبشكل عام سجل فريق ميكيل أرتيتا 30 هدفًا من جميع الكرات الثابتة "باستثناء ركلات الجزاء"، في تلك الفترة وهو ما يمثل 25.2% من أهدافه الـ120 في الدوري.

    ديكلان رايس وبوكايو ساكا أيضًا لديهما أكبر عدد من التمريرات الحاسمة من الكرات الثابتة منذ بداية الموسم الماضي "7"، في الوقت الذي يتفوق فيه إيفرتون كنسبة عامة للأهداف من الكرات الثابتة بنفس الفترة محققًا نسبة "50%".

    وبفضل هذه الكرات، أصبح المدافع البرازيلي جابرييل أحد أسوأ كوابيس الفرق المنافسة، بعدما وصل سجله التهديفي إلى 4 أهداف حتى الآن خلال هذا الموسم، ويبدو أن هذا الرصيد سيستمر في الزيادة!

  • Arsenal FC v Manchester United FC - Premier LeagueGetty Images Sport

    الطوفان قادم؟ حسنًا قم بإيقافه!

    في مواجهة مانشستر يونايتد وآرسنال الماضية على ملعب الإمارات، كان يدرك مخرج المباراة جيدًا أن شيئًا ما سيحدث عندما توجه ديكلان رايس لتسديد كرة ركنية على الجانب الأيسر.

    جابرييل "المتخصص" كان غائبًا، وبن وايت الذي يتم استخدامه لتشتيت ذهن الحارس يعاني من إصابة طويلة، ومع ذلك الرعب وجد طريقه نحو قلوب دفاع الشياطين الحمر وجماهيرهم.

    وجدنا يوريان تيمبر يضع يده على فمه خلال التحدث مع باقي اللاعبين، هاري ماجواير وحيدًا شريدًا لا يعرف ماذا يفعل، لنجد الكرة مرة أخرى في الشباك من كرة ركنية، في سيناريو مُكرر توقعه المخرج والمشجع وكل من في الملعب، ولكن لا أحد يعرف كيف يتوقف.

    روبن أموريم المدرب الجديد للشياطين الحمر، شوهد وهو يقوم بعمل تدريبات خاصة للتعامل مع المواقف الدفاعية في الكرات الثابتة قبل المباراة، ومع ذلك عجز عن فك الشفرة وتلقى ثنائية عن طريق ويليام ساليبا وتيمبر دمرت كل خططه الدفاعية التي نجحت في إغلاق كل الطرق أمام الفريق اللندني.

    ما يفعله آرسنال مؤثرًا لدرجة أننا لو حذفنا أهدافه من تلك المشاهد، لكان احتل المركز التاسع بجدول الدوري الإنجليزي هذا الموسم بـ18 نقطة فقط، كيف يحدث ذلك، أين السر؟

  • FBL-ENG-PR-WEST HAM-ARSENALAFP

    التفسير الأقرب

    "أحلم بتطوير أسلوب مميز للكرات الثابتة، تمامًا مثل أساليب اللعب العادية" .. هذا ما قاله جوفر لكريستوف بيرمان في كتابه "Football Hackers: The Science and Art of a Data Revolution" ويبدو أنه تمكن من تحقيق هذا الحلم.

    الفكرة هنا أنه لا يوجد أسلوب واحد يعتمد عليه جوفر، مما يجعل الأمور في غاية الصعوبة على الخصوم، كل شيء يتغير حسب الزوايا ومتطلبات كل مباراة وترتيب المدافعين في منطقة الجزاء، ولكن موقع "ذا أثلتيك" سبق أن قام بتحليل المبادىء المعينة التي يعتمد عليها جوفر.

    المبادىء الأكثر وضوحًا هي : ترتيب اللاعبين وتوجيههم، تشتيت الخصم "استخدام بن وايت"، التضليل والخداع، العزل، تحديد الإطار.

    التوجيه هو الطريقة التي يضع بها المهاجمون أنفسهم لمنع الخصم من رؤيتهم والكرة أيضًا، وذلك عن طريق ترتيب أنفسهم في البداية تجاه القائم الخلفي، واستخدام زوايا ركضهم للبقاء في الجانب الأعمى للخصوم.

    وأما التشتيت فهو عملية منع الخصوم من الوصول إلى الكرة وبالأخص حارس المرمى، والتضليل يعتمد على استخدام لاعبين يركضون في اتجاه مخادع لصرف انتباه المدافعين عن منطقة الهدف الحقيقية.

    وأما بالنسبة للعزل، فهو يتعلق بوضع لاعبيك الأكثر تهديدًا في مواقف واحد ضد واحد بعيدًا عن الحدث، أو خلق مساحة لهم للهجوم بحرية وهذا الرجل غالبًا هو المدافع البرازيلي جابرييل الذي أصبح من أبرز المدافعين الهدافين في العالم.

    والمبدأ الاخير هو خلق الإطار، عن طريق وجود خيارات متعددة عبر عرض المرمى لزيادة احتمالية التسجيل من مناطق مختلفة.

    هذه المبادىء أغلبها يظل ثابتًا، ولكن مع وضع العديد من السيناريوهات والمواقف المختلفة، لضمان استمرارية نجاح هذه الخطة، حيث هناك سيناريو مخصص للزاوية القريبة وآخر للبعيدة وكذلك للمنتصف مثلما حدث في هدف جابرييل أمام توتنهام في سبتمبر الماضي.

  • Arsenal Monaco cornerGetty/Canal+

    هل فك موناكو الشفرة؟

    في أكتوبر الماضي، وقبل مواجهة آرسنال وباريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا، زعمت صحيفة "ليكيب" الفرنسية، أنها عرفت السر أخيرًا وراء ما يفعله جوفر.

    وقالت إن المدرب الفرنسي يقوم باستخدام شبكة المرمى الثانية "العمودية على المرمى" أثناء التدريب، مع وضع الدمى في المرمى الثاني كأهداف يقوم المسددون بالتصويب عليها.

    وأوضحت أن جوفر يضع تحديات أمام "بوكايو ساكا، ديكلان رايس وجابرييل مارتينيلي" للتصويب على الأهداف الموضوعة، وتسجيل النقاط ضد بعضهم البعض لضمان دقة تنفيذ كل ركلة ركنية.

    وأشارت إلى أن اللاعبين يُمنحون ثانيتين فقط من قبل جوفر للركض إلى نقطة محددة لاستسلام الكرة، مع إصرار الفرنسي على تكرار الإجراء كثيرًا حتى يصبح أمر طبيعي للجميع.

    وذهبت "ليكيب" كذلك إلى نظرية تشبه موقع "ذا أثلتيك" بالتركيز على نموذج التشتيت الذي يستخدمه جوفر عن طريق بن وايت، عندما اتبع أسلوبه المعتاد مع جولييلمو فيكاريو حارس توتنهام، مما سمح لزميله جابرييل بالركض من نقطة الجزاء والتسجيل بركنية.

    المثير هنا أن الأمر يحدث بسهولة في الملاعب الإنجليزية، لكن آرسنال واجه صعوبة في تطبيقه ضد أتالانتا في دوري الأبطال، وأيضًا في المواجهة الأخيرة التي فاز فيها على موناكو 3/0، ويٌعتقد أيضًا أن الفريق الفرنسي عثر على حل الشفرة.

    آرسنال لم يسجل من أي ركنية وفشل في تشكيل الخطورة المعتادة في مختلف الكرات الثابتة، وقام البعض بإرجاع هذا الأمر، إلى اعتماد فريق المدرب آدي هوتر على ضربة استباقية خلال الحالة الدفاعية بالركلات الركنية، بوضع 3 لاعبين هجوميين بمناطق أمامية في مواقع خطيرة بدفاع آرسنال، لإجبار الفريق اللندني على عدم الدفع بكامل عناصره داخل منطقة الجزاء، وترك بعض المدافعين بأماكنهم تجنبًا لأي هجمة مرتدة تهدد مرماهم.

    وبهذه الطريقة كان لديهم أيضًا لاعب في متناول اليد لإيقاف الركنية القصيرة، لذلك كان هناك عدد أقل من لاعبي المدفعجية في منطقة الجزاء لتهديد مرمى موناكو من الركنية، كما فشل آرسنال في استخدام "لاعب التشتيت على الحارس"، نظرًا للحاجة إلى مدافعين لتجنب المرتدات.

    هل هذا دليل كافي على نجاح موناكو في فك الشفرة؟ لا يمكن استبعاد أي شيء، ولكن لا نزال بحاجة إلى رؤية المزيد والمزيد من الدلائل، وحتى يحدث ذلك، تظل ركنيات أكثر هي الأكثر رعبًا في وقتنا هذا دون أي منازع، وأصبحت سببًا لاحتفال الجماهير في المدرجات وكأنها حصلت على ركلة جزاء!