آرسنال وبايرن ميونخ .. دروس في تدمير الذات وتوخيل جاء يبحث عن موستافي!

رغم حصول ميكيل أرتيتا على الكثير من الإشادة الفترة الأخيرة، إلا أنه أخطأ اليوم في التقدير عندما أشرك جاكوب كيفيور بمركز الظهير الأيسر.

القرار يبدو منطقيًا نوعًا ما لأن أوليكساندر زينتيشنكو كوارثه لا تتوقف أمام الكبار بسبب سوء مستواه الدفاعي، ولكن نظيره البولندي لا يمتلك الجودة الكافية للعب أمام بايرن ميونخ.

كيفيور اشترك بشكل أو بآخر في الهدفين الأول والثاني لبايرن، وكان من الممكن الاعتماد على تاكهيرو تومياسو بدلًا منه بعد مستواه المميز الذي ظهر به منذ عودته من الإصابة.

ومن حسن الحظ أن أرتيتا تدارك الخطأ مبكرًا، ليقوم بتغيير البولندي وإشراك زينتيشينكو الذي لم يكن بنفس السوء من الناحية الدفاعية، بل ساهم في فرض المدفعجية لسيطرتهم على الأمور في الشوط الثاني.

حالة فنية مبهرة لآرسنال في الدوري الإنجليزي، والنقيض تمامًا مع بايرن ميونخ في ألمانيا، هزائم ونتائج غريبة أمام الصغار والكبار، ومع ذلك ظهرت جودة لاعبي البافاري بوضوح.

الفروق الفردية اليوم لعبت في صالح توخيل وإن كان أرتيتا أفضل منه كمدرب، عندما يكون لديك ألفونسو ديفيس وليون جوريتسكا وجمال موسيالا وليروي ساني ويوشوا كيميش وسيرج جنابري وهاري كين، فرصك ستكون قوية رغم أي عوامل أخرى.

آرسنال عانى بسبب نقص الجودة على الجانب الأيسر، كما افتقد للسيطرة على خط الوسط لأن جورجينيو ليس جيدًا بما فيه الكفاية أمام عملاق بحجم بايرن ميونخ بعد بضعة أيام قليلة من مواجهة برايتون.

علامات استفهام كذلك تظهر على جابرييل مارتينيلي، البرازيلي الذي يصفه الجميع كموهبة استثنائية، والذي تحسن آرسنال بشكل واضح بعد خروجه ونزول لياندرو تروسار صاحب الهدف الثاني.

الحقيقة المُرة هي أن آرسنال ليس جاهزًا حتى الآن للفوز بالدوري الإنجليزي ودوري الأبطال، الفريق بحاجة إلى جناح آخر يصنع الفارق من نوعية فينيسيوس جونيور، ومهاجم أفضل من كاي هافيرتس.

حيلة تبدو تقليدية للغاية ولكنها نجحت بشكل جزئي، استخدمها توماس توخيل لمواجهة الحائط الدفاعي العملاق لآرسنال المكون من جابرييل وويليام ساليبا.

المدرب الألماني اعتمد على هاري كين في مركز متأخر خلف ساني وجنابري، لفتح المساحات لكل منهما، مع سحب جابرييل وساليبا وإخراجهما من منطقة الجزاء.

الفكرة نجحت إلى حد كبير وتسببت في خلق فجوة بين قلبي دفاع آرسنال والظهيرين، ولكن الليلة المدفعجية لم يلعبوا بكيران جيبس وشكودران موستافي ودافيد لويز وسياد كولاسيناك وغيرهم.

الفريق تعافى كثيرًا بنزول زينتشينكو، وتعامل بصورة أفضل في الشوط الثاني، وظهرت بعض اللقطات الدفاعية البطولية كان أبرزها إنقاذ بن وايت لهدف محقق من كرة مرتدة.

المدرب الألماني عجز عن إيجاد أي حلول أخرى أو أفكار مبتكرة لاختراق دفاع آرسنال، لذلك اكتفى بالهدايا التي منحها له أصحاب الأرض من أخطاء فردية.

لسوء حظ توخيل أن دفاع آرسنال تحسن كثيرًا عن سيناريوهات 10/2، وإلا كنا سنرى فضيحة جديدة ستهز عرش ميكيل أرتيتا الذي أصبح بطلًا شعبيًا في شمال لندن.

هذه الموقعة شهدت بعض اللقطات التي أظهرت حرص غريب من الفريقين على إفساد كل شيء جيد يحدث لأي منهما.

بوكايو ساكا يسجل هدف التقدم لآرسنال في وقت مثالي، ليقوم بعدها أصحاب الأرض بالاندفاع غير المبرر وكأنه يلعب أمام بيرنلي أو شيفيلد يونايتد، وليس في معركة تكسير عظام أمام عملاق ليس لديه أي شيء ليخسره.

أخطاء دفاعية كارثية وهديتين نجح من خلالهما بايرن تسجيل هدفين بأقل مجهود ممكن، رغم أن الفريق اللندني كان الأكثر استحواذًا في معظم فترات المباراة.

بن وايت كان أول من يمنح بايرن الهدايا، عندما ترك للضيوف فرصة العودة، بإضاعة فرصة سانحة لتسجيل الهدف الثاني لفريقه بعد تقدم ساكا، عندما سدد كرة سهلة بغرابة شديدة بين يدي نوير.

وعلى الجانب الآخر سنجد أن توخيل قام بتدمير نفسه أيضًا، لأنه في الوقت الذي نشط فيه أرتيتا صفوفه بنزول تروسار وجابرييل خيسوس، قرر هو إخراج أفضل لاعب في بايرن اليوم وهو ليروي ساني وإشراك كينجسلي كومان بدلًا منه.

مردود بايرن الهجومي انخفض تمامًا بعد هذا التغيير، بل استغل آرسنال الموقف ونجح في تسجيل هدف التعادل لإنعاش حظوظه في التأهل.

وحتى عندما أتيحت لآرسنال فرصة النهاية السعيدة في اللحظات الأخيرة، من انفراد صريح لبوكايو ساكا، قرر الإنجليزي الشاب فعل أسوأ شيء ممكن.

ساكا قرر التحايل على الحكم والارتطام بقدم مانويل نوير، بدلًا من المرور بسهولة لتسجيل الهدف الثالث لفريقه، ليعقد الأمور كثيرًا على متصدر الدوري الإنجليزي قبل الذهاب لأليانز أرينا.

الكرة جدلية إلى حد كبير، ولكن ساكا كان يمكنه العبور والتركيز بشكل أكبر على التسجيل بدلًا من الحصول على ركلة جزاء.

التأهل لم يتم حسمه لأي فريق على حساب الآخر حتى الآن، لأن كل شيء ممكن على ملعب أليانز أرينا، بايرن ليس في أفضل حالاته، وآرسنال أبدع وأبهر كثيرًا خارج أراضيه هذا الموسم.

ولكن يجب على ميكيل أرتيتا الحذر من شيء ما، وهو خسارة كل شيء في لحظة، الفوز بدوري أبطال أوروبا يبدو في غاية الصعوبة بحضور بايرن وباريس سان جيرمان وبرشلونة وريال مدريد، ولكن الدوري الإنجليزي في المتناول ولا يمكن إضاعته.

الفريق يحتل الصدارة بفارق الأهداف عن ليفربول وبفارق نقطة عن مانشستر سيتي، والفوز بالبريميرليج هذا الموسم سيكون كافيًا للجماهير وللجميع لاعتبار مشروع أرتيتا ناجحًا.

لو قام أرتيتا بالمجازفة والتضحية بالدوري وإراحة بعض لاعبيه في مواجهة أستون فيلا قبل لقاء الإياب الأربعاء القادم، ربما سنكون على موعد مع اللحظة الموسمية بخسارة آرسنال لكل شيء!