Real Madrid CF v Valencia CF - LaLiga EA SportsGetty Images Sport

آخر ضحايا ريال مدريد في الملاعب الإسبانية.. راؤول أسينسيو يكسر صمته برسالة مقتضبة: “أتفق!”

عاد مدافع ريال مدريد، راؤول أسينسيو، إلى واجهة الجدل مجددًا، ليس بسبب أداء فني داخل المستطيل الأخضر، وإنما نتيجة موجة متواصلة من الإهانات الجماهيرية التي تعرض لها خلال مباراة فريقه الأخيرة في مدينة فيتوريا، في واقعة أثارت ردود فعل واسعة داخل الأوساط الرياضية والإعلامية الإسبانية، وأعادت فتح النقاش حول حدود التشجيع والسلوك الجماهيري في الملاعب.

وخلال اللقاء الذي أقيم على ملعب مينديزوروزا، رصدت عدسات برنامج “El Día Después” لحظة صادمة، حين أقدمت جماهير الفريق المضيف على توجيه هتافات مسيئة بشكل مباشر لمدافع ريال مدريد أثناء تنفيذ إحدى الركنيات. الهتافات تضمنت عبارات جارحة من بينها: “أسينسيو، أيها القذر، اخرج من فيتوريا!”، في مشهد أثار استغراب المتابعين وفتح باب التساؤلات حول تكرار مثل هذه الوقائع في الملاعب الإسبانية.

أسينسيو كان محل جدل كبيرًا في المباراة، بسبب لقطة طالبت الجماهير المضيفة باحتسابها بطاقة حمراء مباشرة إثر تدخل عنيف أمام حكم المباراة، وركلة أخرى دفع فيها أسينسيو لاعب ألافيس داخل منطقة الجزاء وطالب المضيفون بركلة جزاء لم يحتسبها الحكم.

  • Raul-Asencio(C)Getty Images

    رد فعل أسينسيو على إهانة جماهير ألافيس

    اللافت في المشهد لم يكن فقط الإهانات نفسها، بل رد فعل أسينسيو، الذي التفت نحو المدرجات وشارك في الهتاف بطريقة ساخرة، في محاولة واضحة للتقليل من أثر الإساءة أو تحويلها إلى لحظة تحدٍ نفسي، إلا أن تصرفه عكس في الوقت ذاته حجم الضغوط التي يتعرض لها اللاعب داخل وخارج الملعب.

    ولم تمر الواقعة دون تدخل من زملائه، حيث لاحظ أوريليان تشواميني ما يحدث، وسارع إلى تهدئة أسينسيو ومحاولة إبعاده عن دائرة التوتر، خشية أن تؤثر الإهانات على تركيزه أو تدفعه إلى رد فعل قد يضر بالفريق داخل اللقاء.

  • إعلان
  • ماذا قال أسينسيو عقب واقعة مباراة ألافيس وريال مدريد؟

    وفي أعقاب المباراة، نشر برنامج “El Día Después” منشورًا على منصاته يدعو فيه إلى وضع حد للإهانات الشخصية داخل الملاعب، مؤكدًا أن كرة القدم يجب أن تبقى مساحة تنافس رياضي لا ساحة لتصفية الحسابات أو التشهير. وجاء رد أسينسيو مختصرًا لكنه يحمل الدلالة، حيث كتب: "أتفق!" مرفقًا بتعبير موحٍ بالصمت في إشارة واضحة إلى استيائه ورغبته في عدم الانخراط في جدل إعلامي مطوّل.

    هذه الرسالة القصيرة كانت كفيلة بإشعال النقاش من جديد حول ما يتعرض له اللاعب، خاصة أنها ليست المرة الأولى التي يكون فيها أسينسيو هدفًا للهتافات العدائية من المدرجات، فقد أصبح المدافع الشاب عرضة لاستهداف متكرر من بعض الجماهير، على خلفية القضية القانونية المثارة ضده في الأشهر الماضية، والمتعلقة بادعاءات حول توزيع مقطع فيديو ذي طابع جنسي.

  • أليس المتهم بريئًا حتى تثبت إدانته؟

    ورغم أن القضية شهدت تطورًا مهمًا بعد تراجع الضحيتين عن اتهاماتهما رسميًا، إلا أن أثرها ظل حاضرًا في أذهان بعض الجماهير، التي واصلت ربط اللاعب بالاتهامات رغم غياب الإدانة القانونية حتى الآن، وهو ما يطرح تساؤلات خطيرة حول احترام مبدأ (المتهم بريء حتى تثبت إدانته) في الوسط الرياضي الإسباني.

    ما يتعرض له قد أسينسيو يعكس مشكلة أعمق في ثقافة التشجيع، حيث تتحول المدرجات أحيانًا إلى منابر لإطلاق الأحكام الأخلاقية، بعيدًا عن المسار القضائي والقانوني، وهو ما يضع اللاعبين تحت ضغط نفسي مضاعف، خاصة في حالات لم يُحسم فيها الأمر قضائيًا.

    ريال مدريد كان بدوره قد أرسل مطالبات متزايدة للاتحاد الإسباني ورابطة الدوري الإسباني باتخاذ إجراءات أكثر صرامة تجاه الإهانات الشخصية للاعبيه في أوقات سابقة، أسوة بما يتم تطبيقه في قضايا العنصرية والتمييز.

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

  • ماذا يقول علم النفس الرياضي؟

    علم النفس الرياضي يؤكد أن التعرض المستمر للإهانات قد يؤثر بشكل مباشر على الأداء الذهني والتركيز، حتى لدى اللاعبين ذوي الشخصية القوية، كما أن السخرية أو التجاهل، كما فعل أسينسيو، ليست دائمًا دليلًا على اللامبالاة، بل قد تكون آلية دفاعية مؤقتة.

    وفي ظل تصاعد الأصوات المطالبة بتشديد العقوبات على الجماهير المسيئة، تبقى حادثة فيتوريا حلقة جديدة في سلسلة وقائع تدفع كرة القدم الإسبانية إلى مواجهة سؤال جوهري: هل الملاعب فضاء للتنافس الرياضي فقط، أم منصة مفتوحة لتصفية الحسابات الشخصية؟

    وبين صمت أسينسيو ورسالة “أتفق” المختصرة، تتجدد الدعوة لإعادة ضبط بوصلة التشجيع، وحماية اللاعبين من الانزلاق إلى معارك نفسية لا علاقة لها بكرة القدم.

0