Musab Al JuwayrSocial GFX

صفقة الموسم السعودية .. الجوير الرابح الأكبر والهلال سيعض أصابع الندم ولماذا 50 مليونًا يا القادسية!

أتم القادسية صفقة قد تكون الأهم على صعيد اللاعبين السعوديين في السنوات الأخيرة وربما القادمة، وذلك بتعاقده مع مصعب الجوير نجم وسط الهلال الذي تألق خلال تجربته مع الشباب.

القادسية لم يُعلن عن التفاصيل المالية للصفقة لكن المصادر الصحفية رجحت إتمامها مقابل 50 مليون ريال سعودي بجانب 7.5 ملايين للضرائب، فيما سيحصل اللاعب على 12 مليون ريال سنويًا ضمن عقد سيمتد لـ5 سنوات قادمة.

الصفقة باعتقادي هي الأغرب في سوق الانتقالات هذا الصيف، وأعتقد أن الهلال مرشح جدًا لعض أصابع الندم على التفريط بالجوير الذي يُعد الأكثر موهبة في كرة القدم السعودية حاليًا.

دعونا نستعرض عدة نقاط من صفقة انتقال الجوير من الهلال إلى القادسية .. 

  • 50 مليونًا لعام واحد!

    بداية لابد أن نُسجل الدهشة الكبيرة من قيمة الصفقة المالية، خاصة بالمقارنة مع عقد اللاعب والمدة المتبقية منه!

    الجوير مرتبط مع الهلال بعقد ينتهي صيف 2026، إذ أن القادسية كان يستطيع الصبر لـ6 أشهر فقط ويحصل على توقيعه بالمجان في يناير القادم ومن ثم يُفاوض الهلال على الأشهر المتبقية في العقد والقيمة بالتأكيد لن تتجاوز الـ5-10 ملايين ريال سعودي.

    دفع 57.5 مليون ريال سعودي لأجل شراء عام واحد فقط متبقي في العقد أمر مبالغ به جدًا ويسحب أسعار اللاعبين السعوديين للأعلى بشكل مخيف، ونحن نسمع بالفعل الآن عن مطالب مرعبة لأندية الوسط للتخلي عن نجومها للكبار مثل سعد الناصر ومشعل العلايلي نجمي التعاون والاتفاق على الترتيب.

    وما يزيد الأمر غرابة هو أن رغبة الجوير كانت الرحيل عن الهلال، إذ رفض تجديد عقده مع الفريق بحثًا عن فرص أكبر للعب، بجانب أن القادسية كان المرشح الأهم لضم اللاعب، وهو ما يعني أنها كانت صفقة سهلة تمامًا وسهل أن تُحسم مقابل نصف هذا السعر أو ربما أقل!

    لاشك أن الهلال حقق ربحًا ماليًا هائلًا من تلك الصفقة، لكن لاشك أيضًا أن إقدام القادسية على دفع هذا المبلغ غريب جدًا بالنظر إلى مدة العقد المتبقية ورغبة اللاعب وغياب المنافسين.

  • إعلان
  • الهلال .. خسارة لا تُعوض

    الهلال، كما أسلفت، حقق ربحًا ماليًا هائلًا من بيع عقد الجوير، لكنه دون شك تجرع خسارة مريرة على الصعيد الرياضي والفني بفقدان أفضل مواهب كرة القدم السعودية في العامين الأخيرين.

    صاحب الـ22 عامًا تُوج بجائزة لاعب الشهر الواعد 8 مرات في الموسم الماضي، ولذا كان منطقيًا وطبيعيًا أن يحصد الجائزة في نهاية الموسم بعد مستواه الملفت مع الشباب ومساهمته في إحراز 15 هدفًا والإعلان عن نفسه كأحد أفضل صناع اللعب في دوري روشن السعودي، سواء بين السعوديين أو الأجانب.

    الجوير قدم 10 تمريرات حاسمة الموسم الماضي، وهو الخامس في القائمة خلف سالم الدوسري وموسى ديابي وكريستيان جوانكا وساديو ماني، والفارق عن المتصدر لا يتجاوز الـ5 أهداف.

    فنيًا، اللاعب الشاب يستطيع شغل جميع مراكز الوسط، بجانب اللعب خلف المهاجم، يُجيد التمريرات بجميع أنواعها خاصة الطويلة والبينية والماكرة جدًا، يخلق ثنائيات رائعة مع المهاجمين ولنا في ثنائيته مع عبد الرزاق حمدالله خير مثال، يمتلك قدرات مهارية جيدة جدًا، وربما ما ينقصه فقط إتقان اللمسة الأخيرة والدخول أكثر لمناطق إحراز الأهداف وإن كان ذلك بالطبع يعتمد على تعليمات المدرب وموقعه على أرض الملعب.

    وبالنظر إلى عُمره الصغير، فاللاعب كان خيارًا رائعًا لمستقبل الهلال .. كنت أراه شخصيًا سيحمل الراية بعد سالم الدوسري ويكون السعودي القادر على مجابهة الأجانب بل والتفوق عليهم، كما يفعل القائد حاليًا.

    إدارة الهلال باعتقادي كان يجب أن تبذل جهدًا أكبر في إقناع اللاعب بالبقاء وتجديد عقده، وأراها تأخرت كثيرًا في خطوة التجديد وأخطأت بترك اللاعب حتى العام الأخير ليمتلك قراره بنفسه، كان يُمكن إيجاد حلول وسط والتضحية بجدية للحفاظ عليه .. الجوير قادر على توفير مكان أجنبي في الهلال وقادر تمامًا على تقديم الأداء المطلوب وهذا باعتقادي سيراه الهلاليون جيدًا في القادسية.

  • البيع لمنافس مباشر

    الهلال بحث عن المكسب المالي أكثر من أي شيء حين قرر التفريط بالجوير، ولذا أقدم على بيع عقده لصاحب العقد الأكبر، لكن اختياره للقادسية يبقى أيضًا مثيرًا للدهشة!

    لا أعلم! لكن ألا يرى الهلاليون، على جميع الأصعدة، أن القادسية سيكون بدءًا من الموسم القادم المنافس الأشرس والأصعب لهم على الألقاب المحلية! نحن أمام فريق بزخم مالي هائل وطموح لا حدود له، فريق اكتسب شخصية قوية الموسم الماضي ويعمل على بناء فريق قوي جدًا للموسم الجديد.

    الهلال قدم لمنافسه حبة الكرز على كعكة سوق الانتقالات ومنحه جوهرة لا تُقدر بثمن! أحدهم قد يقول أن الجوير نفسه أراد القادسية نظرًا للجوانب المالية والطموح الرياضي، لكن النادي العاصمي كان قادرًا على الضغط على لاعبه أكثر وتوجيهه لعرض آخر.

    الشباب وحتى نيوم كانا خيارين أفضل كثيرًا للهلال من بيعه لمنافس مباشر قادم بسرعة الصاروخ لخطف الصدارة المحلية من الجميع.

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

  • الجوير .. الرابح الأكبر

    الشاب الذي أنهى فترة المراهقة للتو لا يُمكن إلا أن يُوصف بالرابح الأكبر من كل تلك الصفقة، فقد حصل على عقد ضخم ماليًا يقترب من عقود اللاعبين الأجانب، وانتقل لنادٍ منافس سيُلبي له طموحه الرياضي، والأهم حفاظه على مكانه في الملعب مما يساعد على تطوره واستمراره في المنتخب السعودي.

    الجوير أثبت منذ انتقل للشباب بالإعارة أنه يتمتع بشخصية قوية وعقلية طموحة ورغبة هائلة في النجاح، كافح وقاوم وأثبت جدارته بين الليوث، واستطاع أن يفرض نفسه كأفضل المواهب السعودية الصاعدة مؤخرًا، وإصراره على الرحيل عن الهلال والالتحاق بالقادسية بحثًا عن مكان أساسي يثبت قوة شخصيته وطموحه الكبير ورغبته في النجاح.

    الجوير الآن أمام التحدي الصعب، لأنه سيكون تحت أنظار الجميع بقميص القادسية، وسيكون مطالبًا بإثبات استحقاقه لهذا المبلغ الكبير الذي دفع لأجل ضمه ولراتبه المرتفع، وقد تسنح الفرصة مستقبلًا للاحتراف في أحد الأندية الأوروبية.

0