لم يختلف أداء جواو كانسيلو مع الهلال عن الصورة التي ترسخت في أذهان الجماهير خلال محطاته الأخيرة في أوروبا، وتحديدًا مع برشلونة.
اللاعب البرتغالي الذي يُعرف بقدراته الهجومية العالية، عانى مجددًا من نفس الثغرات الدفاعية الكارثية، والتي ظهرت بوضوح أمام القادسية وتسببت في استقبال الأزرق هدفين سهلين للغاية.
المشكلة الأساسية عند كانسيلو ليست في افتقاره للسرعة أو القدرة على افتكاك الكرة، بل في سوء التمركز وعدم الالتزام بالواجبات الدفاعية، وهي نقطة جوهرية كررها المدربون الذين عملوا معه.
فالمشهد أمام القادسية لم يكن جديدًا؛ بل نسخة مطابقة لما حدث حينما كان لاعبًا في برشلونة أمام باريس سان جيرمان في دوري الأبطال، أو في الكلاسيكو ضد ريال مدريد، حيث كلف فريقه أهدافًا حاسمة بسبب اندفاعه غير المحسوب للأمام وتركه مساحات شاسعة خلفه.
الأمر ذاته كان السبب المباشر في أزمته الشهيرة مع بيب جوارديولا في مانشستر سيتي، فالمدرب الإسباني المعروف بدقته التكتيكية لم يتسامح مع تكرار هذه الأخطاء، فكان القرار الحاسم بإبعاده عن الفريق رغم قيمته الفنية الكبيرة.
واليوم، يبدو أن الهلال بدأ يسير على نفس الخطى، حيث يدفع ثمن استهتار اللاعب بالواجب الدفاعي، وهو ثمن باهظ لا يتحمله نادٍ ينافس على كل البطولات.
المثير أن إنزاجي، مدرب الهلال، كان على دراية مسبقة بتاريخ كانسيلو مع هذه النوعية من الأخطاء، لكنه مع ذلك قرر الاعتماد عليه كعنصر أساسي في خطته.
النتيجة أن الفريق وجد نفسه يعاني من نفس السيناريو الذي دفع أندية أوروبية كبرى ثمنه من قبل.باختصار، الهلال يواجه اليوم نسخة مكررة من كانسيلو الذي تسبب في مشاكل تكتيكية لبرشلونة ومانشستر سيتي، والاختبار الحقيقي سيكون في مدى قدرة إنزاجي على إيجاد حل لهذه الأزمة المتكررة، أو الدخول في نفس دوامة الماضي.