خلال مواجهة الفتح في كأس خادم الحرمين الشريفين، قدّم سيموني إنزاجي واحدة من أكثر مبارياته تكتيكًا على المستوى الدفاعي هذا الموسم، في سيناريو اختلف تمامًا عن مباراة الفريقين في الدوري قبل أيام قليلة.
المدرب الإيطالي بدا وكأنه أعاد قراءة مواجهة "النموذجي" السابقة من جديد، وقرّر معالجة الأخطاء بصورة واضحة، مع إظهار مرونة كبيرة في التنظيم الخلفي.
أبرز التغييرات ظهرت على الجبهة اليمنى؛ حيث دفع إنزاجي بالمدافع الدولي حسان تمبكتي ليكون أساس هذه الجهة، بدلًا من ناصر الدوسري الذي شارك في هذا المركز للمرة الأولى في مباراة الدوري، وواجه خلالها صعوبات دفاعية كبيرة كلفت الهلال أكثر من موقف خطير.
وجود تمبكتي إلى جانب خاليدو كوليبالي ويوسف أكتشيشيك في عمق الدفاع أعاد الصلابة التي افتقدها الفريق في اللقاء السابق، بينما وضع إنزاجي الفرنسي ثيو هيرنانديز في الجبهة اليسرى ليشكل نقطة توازن بين السرعة الدفاعية والدعم الهجومي.
إنزاجي منح تعليمات خاصة ليوسف أكتشيشيك بتركيز الأدوار على الجبهة اليسرى تحديدًا، مع مساندة مستمرة لثيو هيرنانديز في حالات التحول الدفاعي، في مقابل الاعتماد بصورة أكبر على قوة الثنائي كوليبالي وتمبكتي لاحتواء هجمات الفتح من ناحية اليمين.
هذا التوزيع التكتيكي منح الهلال شكلًا دفاعيًا أكثر انضباطًا، وقلّل كثيرًا من الثغرات التي ظهرت في مواجهة الدوري.
ورغم الصلابة العامة التي ظهر بها الخط الخلفي، بقيت الثغرة الأبرز في التنظيم الدفاعي هي التعامل مع التسديدات من خارج المنطقة، وهي المشكلة التي جاء منها الهدف الوحيد الذي استقبله الهلال.
ورغم ذلك، فإن القراءة التكتيكية لإنزاجي بدت أكثر نضجًا ووضوحًا، مع محاولات جادة لإغلاق المساحات ومعالجة الأخطاء، وهو ما انعكس على شكل الفريق طوال المباراة.