Simone Inzaghi Hilal GOAL ONLYGOAL AR

الهلال ضد الفتح | إنزاجي يفك شفرة ترسانة جوميز ونونيز أخرس الألسنة .. ولا تقلق يا هلالي في وجود سالم الدوسري

حقق فريق نادي الهلال فوزًا صعبًا على نظيره الفتح بهدفين لهدف، في المباراة التي جمعت بين الفريقين، بالجولة التاسعة ضمن منافسات دوري روشن السعودي للمحترفين.

الهلال حقق الانتصار بصعوبة بالغة، وذلك في وقت قاتل من المباراة، إذ استطاع روبن نيفيش أن يُسجل هدفًا من ركلة جزاء.

العديد من الأمور الفنية التي يجب الحديث عنها، سنناقشها خلال السطور التالية..

  • Darwin Nunez Al-Hilal 2025-26Getty Images

    نونيز يخرس الألسنة

    قدّم المهاجم الأوروجوياني داروين نونيز واحدة من أروع عروضه منذ لحظة انضمامه إلى الهلال في صيف 2025 قادمًا من ليفربول الإنجليزي، في ليلة كروية أعاد خلالها التأكيد على قيمته الفنية وقدراته الهجومية التي جعلت "الزعيم" يراهن عليه منذ البداية.
    خلال الأسابيع الماضية، كان اللاعب تحت مجهر الانتقادات بشكل غير مسبوق؛ إذ واجه موجة لاذعة من الملاحظات الإعلامية والجماهيرية بسبب تراجع مستواه وغياب تأثيره أمام المرمى.
    ووصل الأمر ببعض الإعلاميين إلى المطالبة بحذف اسمه من القائمة المحلية للفريق، وقيد البرتغالي جواو كانسيلو بدلاً منه، في خطوة كانت ستشكّل ضربة قوية لمسيرة اللاعب مع الهلال لو تم اتخاذها.
    لكن نونيز ردّ في الملعب، وبأقوى طريقة ممكنة.
    ففي مواجهة الفتح، خطف الأضواء ونجح في إسكات جميع الأصوات المشككة، بعد أداء كان ضمن الأفضل له بالقميص الأزرق. تحرك بذكاء، ضغط، قاتل على كل كرة، وأظهر شخصية المهاجم الذي لا يعرف الاستسلام. وتتويجًا لجهده الكبير، سجّل هدف التعادل للهلال في لحظة حاسمة، ليؤكد أنه لا يزال قادرًا على صناعة الفارق، وأن حكم المستطيل الأخضر هو الكلمة الفصل دائمًا.
    بهذا الأداء، فتح نونيز صفحة جديدة مع الجماهير، وأعاد الثقة للجهاز الفني، وأرسل رسالة واضحة مفادها: داروين نونيز لم يأتِ إلى الهلال ليكون مجرد اسم، بل ليصنع حضورًا ويثبت أن الرهان عليه كان في محله.

  • إعلان
  • Al-Hilal-Manchester-City-Press-conferenceAFP

    ترسانة جوميز التي عجز أمامها إنزاجي

    أدار البرتغالي جوزيه جوميز مدرب الفتح المباراة بدهاء كبير، بعدما قرر بناء ترسانة دفاعية محكمة أمام القوة الهجومية الضاربة للهلال.
    اعتمد جوميز على طريقة 5-3-2 مع تعليمات واضحة لثلاثي الدفاع والأظهرة بضرورة غلق أنصاف المساحات والأطراف أمام تحركات ناصر الدوسري وسالم الدوسري، وهو ما جعل الهلال عاجزًا لفترات طويلة عن إيجاد أي منفذ فعلي نحو مرمى الحارس.
    ورغم استحواذ الهلال وسيطرته على وسط الملعب، فإن محاولاته لاختراق الجانبين كانت محاولات خجولة ونادرة، بسبب التزام لاعبي الفتح الصارم بالتراجع وإغلاق العمق قبل الأطراف.
    لكن في لقطة واحدة فقط، استطاع الهلال كسر التكتل الدفاعي، عندما أرسل خط الوسط تمريرة حريرية في العمق، انفرد على إثرها داروين نونيز بالحارس، ليراوغه بمهارة ويسكن الكرة الشباك معلنًا الهدف الأول.
    واستمرت معاناة الهلال هجوميًا في الشوط الثاني، حيث ظل دفاع الفتح متماسكًا وصامدًا أمام الضغط الأزرق، قبل أن ينجح الهلال أخيرًا في الحصول على ركلة جزاء، ترجمها البرتغالي روبن نيفيز بثبات في الشباك، ليؤمّن فوزًا مهمًا للزعيم على الفتح، في ليلة احتاج فيها الهلال لكثير من الصبر حتى فك شفرة الخصم.

  • فلتنفذوا طلبات كوليبالي وتجددوا له على الفور

    يواصل السنغالي خاليدو كوليبالي ترسيخ نفسه كأحد أهم أعمدة الهلال هذا الموسم، بل ويقدّم نسخة تُعد هي الأفضل له منذ وصوله إلى دوري روشن.
    وظهر ذلك بوضوح خلال مواجهة الزعيم أمام الفتح، حيث قدّم المدافع المخضرم أداءً استثنائياً جعله نجم المباراة دون منازع، ليس فقط بفضل صلابته الدفاعية، بل أيضًا بثباته الذهني وحضوره القيادي داخل الملعب.
    كوليبالي قدّم مباراة شبه مثالية على المستوى الدفاعي، وترجم ذلك أرقام قوية بتقديم 55 تمريرة ناجحة تؤكد دقته العالية في الخروج بالكرة، كما أرسل 3 كرات طولية ناجحة كسرت خطوط الفتح في لحظات ضغط وفي 10 مرات استعادة للكرة عكست قراءته الممتازة للملعب وتمركزه السليم، 6التحامات ثنائية ناجحة أظهرت قوته في مواجهة مهاجمي الخصم.
    ورغم تقدمه في العمر، يثبت كوليبالي مباراة بعد الأخرى أنه لا يزال قلب الدفاع الأول في الهلال، وأن وجوده يمنح المنظومة الدفاعية صلابة لا يمكن تعويضها بسهولة. ومع اقتراب عقده من نهايته بنهاية الموسم الجاري، أصبح من الضروري على إدارة الهلال التحرك سريعاً لتجديد عقده، وتلبية مطالبه، بعدما أثبت أنه أحد أهم عناصر الفريق وأكثرهم ثباتاً وتأثيراً في أرض الملعب.

  • Al Hilal v Al Shabab - Saudi Pro LeagueGetty Images Sport

    سالم موجود .. إذا لا تقلق

    على الرغم من أن سالم الدوسري لم يبدأ مباراة الهلال أمام الفتح بأفضل حالاته، سواء من ناحية الجاهزية البدنية أو الانسجام الهجومي، فإن حضوره الذهني وشخصيته داخل الملعب كانا كفيلين بأن يعيدا الهلال إلى الواجهة في اللحظات التي احتاجه فيها الفريق.
    سالم، حتى وهو غير جاهز أو متأثر بإصابة طفيفة، يظل اللاعب الذي لا يمكن التشكيك في قدرته على صناعة الفارق. فمنذ أكثر من 14 عامًا وهو يمثل بالنسبة لجماهير الهلال الحل الأول في أصعب المواقف، اللاعب الذي تنتظره حين تتعقد المباراة، والذي يثبت كل مرة أن القيمة الحقيقية ليست في عدد اللمسات بقدر ما هي في التأثير في اللحظات الحاسمة.
    ورغم أن مستواه العام في اللقاء لم يكن ضمن أفضل مبارياته، فإن سالم نجح في إحداث الفارق في لقطة واحدة صنعت الفارق للهلال. بفضل جرأته ومهارته، انتزع ركلة جزاء من العدم، في مشهد يلخص خبرته الكبيرة وقدرته على قراءة اللحظة التي يمكن أن يغيّر فيها مجرى المباراة.
    كما قدّم دعماً واضحاً للظهير ثيو هيرنانديز، خاصة في أوقات الضغط، حيث التزم بالأدوار الدفاعية وساعد في إغلاق الأطراف أمام انطلاقات الفتح، ليؤكد أن تأثيره لا يقتصر على الجانب الهجومي فقط، بل يمتد إلى المنظومة كاملة.
    قد لا تكون المباراة الأفضل لسالم، لكنها واحدة من تلك المباريات التي تُظهر معدن اللاعب الحقيقي، اللاعب الذي يضع قلبه في الملعب، ولا يتخاذل مهما كانت الظروف، ويظل حاضرًا حين يحتاجه الهلال حقًا.