أكثر ما كان يعيب الهلال في فترة المدرب السابق البرتغالي جورج جيسوس هو الجانب الدفاعي، في ظل إصراره على الاعتماد على الثنائي علي البليهي وخاليدو كوليبالي، رغم أنها ثنائية فاشلة بامتياز، حتى أن فشلها بهت على الحارس المغربي ياسين بونو في الموسم المنقضي.
هذا العيب "يبدو" – وإن كان الحكم لا يزال مبكرًا – أنه انتهى في عهد المدرب الإيطالي الجديد سيموني إنزاجي خلال مباراتين فقط، باستبعاد البليهي والاعتماد على حسان تمبكتي مع استعادة بونو لمستواه الرائع، بجانب تقارب الخطوط وتضييق المساحات بينها.
لكن اللافت للنظر أن هناك عيب جديد ظهر في الهلال على إنزاجي أن يعالجه سريعًا، خاصةً وأن هذا الجانب كان أكثر ما يميز الزعيم من قبل..
الحديث هنا عن سوء إنهاء الهجمات وقلة الحلول الهجومية .. أمام سالزبورج تسابق لاعبو الهلال على الإطاحة بالكرة في سماء واشنطن بعيدًا عن المرمى.
لا يمكن إنكار التفوق الدفاعي الكبير للفريق النمساوي وتمركزهم الرائع، لكن هذا لا ينفي التسرع الغريب من لاعبي الهلال في "التخلص" من الكرة بالتسديد على الفور حال الوصول لحدود منطقة الجزاء وما حولها وكأنها "كرة من نار"!
حتى وإن اقترب اللاعبون من المرمى، تجد تصرفات غريبة مع الكرة، خاصةً من سالم الدوسري الذي كان مصممًا على التسديد رغم سوء الحظ الكبير الذي يواجهه في هذا الجانب مؤخرًا.
مثال آخر على غرابة الهلاليين أمام مرمى سالزبورج، تلك الفرصة التي سنحت للمهاجم البرازيلي ماركوس ليوناردو في الدقيقة 21 بعدما أرسل سالم الدوسري عرضية من الجهة اليسرى داخل منطقة الجزاء، هيأها سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش لليوناردو أمام المرمى تمامًا، لكن رعونة الأخير في التسديد، أدت لاصطدام الكرة بالدفاع ثم الإبعاد من مناطق الخطورة.
ماركوس ليوناردو وحده يحتاج للكثير للحديث عن سوء مستواه أمام سالزبورج، إذ كان "نائمًا" في أحضان الدفاعات النمساوية، ليجعل الهلاليين يضربون كفًا على كف أمام التقارير التي تتحدث عن تفكير الإدارة في الاستغناء عن المهاجم الصربي أليكساندر ميتروفيتش خلال صيف 2025، والذي يغيب حاليًا للإصابة!
الخلاصة: مع ليوناردو نشعر وكأن الهلال يلعب بعشرة لاعبين دون وجود مهاجم صريح يجيد استغلال أنصاف الفرص، وحال تعويض سوء ماركوس باللجوء لحل التسديدات من بعيد، فاللاعبون يتسابقون على لقب "أسوأ تسديدة"!