Hilal Nassr GFXGetty

تحولت "جماهيريتنا عالمية" و"شعبيتنا طاغية" لأضحوكة .. من النصر إلى الهلال "يا قلب لا تحزن"!

تعلم ما هو "الإفلاس الفكري"؟! .. هو تمامًا ما يدور بين البعض في الوسط الرياضي عند الحديث عن شعبية نادٍ بعينه وجماهيرية غريمه!

يظن البعض أن الصعود لن يأتي إلا على "كتف الخصم"، نعم! هذا حقيقي، لكن داخل الملعب فقط بمنافسة شريفة، أما خارج الملعب، تدرك "المفلس" من اللحظة الأولى .. وقتما يلجأ لتقليل غير مفهوم من خصمه.

وهنا الحديث ليس عن "الطقطقة" أو التلاسن الذي يعطي كرة القدم نكهة خاصة بين الجماهير، لكن الحديث عمن يتحدثون بجدية وعن قناعة تامة بأن خصمهم "ناقص" ولا يمكن مقارنته بهم.

لن نذهب بعيدًا، فهذا الإفلاس هو ما نعيشه حاليًا بالتزامن مع وجود النصر في هونج كونج، للمشاركة في كأس السوبر السعودي رفقة الاتحاد، الأهلي والقادسية، فيما انسحب الهلال من البطولة، لحاجة لاعبيه لفترة راحة أطول.

كذلك عشناه الفترة الماضية مع مشاركة الهلال في كأس العالم للأندية 2025، ومع سوق الانتقالات الصيف الجاري.

  • شعبية النصر > شعبية رونالدو .. انسحاب الهلال للراحة > خوفًا من جماهيرية النصر!

    الآن مع وجود النصر في الصين، امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بفيديوهات لاحتشاد الجماهير أمام مقر إقامة بعثة العالمي ومقر التدريبات، وأينما يحل نجومه.

    النصراويون من جانبهم يتباهون بـ"شعبية ناديهم" خارج البلاد، وإلى أي مدى يحظى بدعم كبير من مختلف الجنسيات مهما كان مكان وجوده.

    في المقابل، تجد بعضهم يرجع سبب انسحاب غريمهم "الهلال" من كأس السوبر لتلك الحشود الغفيرة المتجمعة حول مقر بعثة النصر!

    على الجانب الآخر، لا تختلف أحاديث بعض الهلاليين عن نظرائهم في النصر، فبعضهم يدقق في فيديوهات تلك الحشود الجماهيرية، ليردد "هؤلاء يرتدون قميص كريستيانو رونالدو وليس النصر"، "يحملون قمصان منتخب البرتغال وريال مدريد وليس النصر"، "هذه شعبية رونالدو وليس النصر"!

    المنطق تحطم على صخرة تلك الفئة من النصراويين والهلاليين!

  • إعلان
  • اعطوا النصر حقه!

    حسنًا!، ربما ما سيُقال هنا أمر بديهي، لكن البعض يحتاج لتذكيره به بعض الشيء..

    لا ينكر أحد أن شعبية النصر زادت عالميًا مع التعاقد مع صاروخ ماديرا في شتاء 2023، حتى النصراويين نفسهم يعترفون بذلك.

    لكن جميع الأندية حول العالم دائمًا ما تتخذ خطوات لزيادة شعبيتها بطرق عدة، ربما آخرها اعتراف الرابطة الإسباني "الليجا" برئاسة خافيير تيباس بأن الهدف من وراء إقامة مواجهة برشلونة وفياريال في الدور الأول من الموسم الجاري 2025-26 هو زيادة شعبية الدوري الإسباني أكثر حول العالم وفتح باب لعوائد مالية جديدة .. هذا ونحن نتحدث عن واحد من أفضل الدوريات وأكثرها شعبية بالفعل!

    فلماذا مُحرم على النصر أن تزداد شعبيته بفضل التعاقد مع الدون؟، الدوري السعودي نفسه عندما أراد أن تزداد شعبيته لجأ للتعاقد مع رونالدو، كريم بنزيما، نيمار وغيرهم، والجميع يتحدث عن سعي عدة دول لشراء حقوق نقل مبارياته.

    ربما أفضل ما يُقال هنا هو ما خرج على لسان الإعلامي الأهلاوي أحمد الشمراني: "اعطوا النصر حقه في هذا الجانب، لأن رونالدو يرتدي قميص النصر، فهل لنا أن نفصل شعبية ياسين بونو عن الهلال، أو رياض محرز عن الأهلي، أو كريم بنزيما عن الاتحاد؟، عندما نرى جمهور صيني أو غيره يخرج ويهتف باسم لاعب، فهذا بسبب وجود هذا اللاعب مع أنديتنا".

  • عالمية الهلال > انظروا لـ"سحبات" النجوم عليه

    بالانتقال لـ"الإفلاس الفكري" لدى بعض النصراويين.. فإن كان بعض الهلاليين ينتظرون لحظة خروج العالمي خارج حدود المملكة للسخرية من جماهيريته، فبعض النصراويين كذلك لهم لحظات خاصة للسخرية من خصومهم..

    الحديث هنا عن كل سوق انتقالات يخوضه الزعيم، كونه تعرض للرفض من أكثر من نجم منذ بداية الثورة السعودية في صيف 2023.

    الأرجنتيني ليونيل ميسي، البرتغالي برونو فيرنانديش، النيجيري فيكتور أوسيمين وغيرهم من النجوم الذين كانوا قريبين من الهلال ومن ثم تفشل المفاوضات في ظل عدم رغبة أي منهم في ترك القارة العجوز والانتقال لدوري روشن.

    ورغم أن هؤلاء عندما يتحدثون عن أسباب رفضهم، يتحدثون عن الدوري السعودي بشكل عام مقارنة بالدوريات الأوروبية إلا أن بعض النصراويين يأخذون الأمر لبعد آخر، متهكمين على "عالمية الهلال"!

    على سبيل المثال لا الحصر، "سحبة ميسي على الهلال"؛ هذا عنوان وسم تصدر مواقع التواصل الاجتماعي خلال صيف 2023، ويمكنك أن تستبدل اسم ميسي بأي نجم آخر ممن رفضوا العروض الهلالية، حتمًا ستعثر على السخرية النصراوية.

    لكن المشكلة الأكبر أن هذا الرفض يربطه بعض النصراويين بالسخرية من "عالمية الهلال"، وإلى أي مدى هو مجرد فريق مجهول الهوية بالنسبة لنجوم العالم!

  • "عالمية" الهلال لا تحتاج لإثباتات!

    أما الرد هنا فسيكون بحقائق تاريخية، لا تحتمل أي تشكيك..

    الهلال هذا الذي يعتبره البعض "مجرد فريق مجهول" بالنسبة لنجوم العالم، هو نفسه من حصد الميدالية الفضية في كأس العالم للأندية 2022 بعد مباراة ماراثونية أمام ريال مدريد.

    وهو أيضًا الزعيم الذي وصل لربع نهائي كأس العالم للأندية 2025، بعدما أطاح بفريق كمانشستر سيتي من دور الـ16، وكذلك تعادل أمام ريال مدريد في مرحلة المجموعات.

    هذا بخلاف حصده لدوري أبطال آسيا في العشر سنوات الأخيرة مرتين (2019 و2021)، وسيطرته على البطولات المحلية بشكل كبير.

    أما عن فشله في إقناع نجوم العالم، فهذا بالأساس يرجع لعاملين؛ الأول حاجة الثورة السعودية لمزيد من الجهد لإقناع قاعدة أكبر من النجوم، والثاني ضعف المفاوض الهلالي بالأساس مقارنة بنظيره النصراوي، وهذا باعتراف الهلاليين والنصراويين أنفسهم.

  • خلاصة القول

    "الإفلاس الفكري" والحديث عن محلية الهلال أو شعبية رونالدو وليس النصر ما هو إلا تقليل عام من جهود مسؤولي الكرة السعودية والثورة الكروية التي تشهدها البلاد بشكل عام.

    ربما هذا مفهوم عندما يصدر من الجماهير، لكن ما هو غريب أن الإعلام ينجر وراء هذا الجدال.

    أما عن الحقيقة، فيبقى الهلال والنصر كبيرين مهما حدث، فقط ضعوا الأمور في نصابها الحقيقي بعيدًا عن قياس الشعبية والجماهيرية بتلك المقاييس غير المفهومة واللا منطقية، لأن بمنظور الفئات التي تحدثنا عنها في السطور السابقة، لن نجد ما نقوله عليهما وعلى المشروع السعودي بالكامل سوى "يا قلب لا تحزن"!