النصر ضد الهلال | لن تفوز بهذا الخطأ المعتاد يا كاسترو .. الزعيم يتوج وعرض روما يخطف "عقل" سعود!

ومع انطلاق صافرة البداية، عمد الهلال والنصر نحو الحذر الدفاعي، فيما شهد الشوط الأول صراعًا في منطقة الوسط، ومحاولات على استحياء، رغم الوصول إلى منطقة الجزاء، من الفريقين، جعلتنا ننتظر حتى الدقيقة 34، لنشاهد أولى فرصة حقيقية في اللقاء، بتمريرة عرضية من ظهير الهلال رينان لودي، إلى المهاجم ميتروفيتش، الذي كان منفردًا في منطقة الجزاء، ليوجه كرة رأسية ارتطمت في القائم الأيمن.

وكانت السمة الغالبة على أداء الفريقين خلال الشوط هي اللعب على الكرات العرضية غير المكتملة، فضلًا عن الخشونة الزائدة التي تسببت في إصابة أيمن يحيى، وخروجه محمولًا في السيارة الطبية، ليشارك عبد الرحمن غريب بديلًا له، ويذهب لدعم الجبهة اليسرى، فيما توجه ساديو ماني للعب في الجهة اليمنى، كما وجه المدافع السنغالي كاليدو كوليبالي تدخلًا عنيفًا أسفر عن سقوط تاليسكا بألم في الساق، قبل أن يكمل المباراة، فضلًا عن سقوط عبد الله الخيبري فوق أرض الميدان، والذي كان مهددًا بإجراء تبديل اضطراري آخر.

وكما نقول "رب ضارة نافعة"، فقد تلقى الجهاز الفني للنصر، ضربة موجعة بإصابة أيمن يحيى، إلا أن عبد الرحمن غريب، عوّض النصر، وساهم في منح التقدم للنصر، بعد استغلال تمريرة طويلة من عبد الله الخيبري، لينطلق غريب بأريحية، ويتمكن من مراوغة سعود عبد الحميد، ظهير الهلال، الذي يعد أحد أبرز علامات الاستفهام في اللقاء، ليمرر كرة عرضية إلى كريستيانو رونالدو الذي هز شباك الهلال.

ونجح غريب من ترجمة اسلوب النصر في الاعتماد على التمرير إلى الأطراف، ولعب باسلوب مهاري فردي رائع، ليقدم أول أهداف كريستيانو رونالدو في مواجهة رسمية أمام الهلال، رغم تسجيله هدفين مسبقًا في شباك جار الرياض، في نهائي كأس الملك سلمان للأندية العربية.

من يشاهد سعود عبد الحميد، ظهير الهلال، في الموسم الماضي، وهو يتألق دفاعيًا ويهاجم ويسجل الأهداف، لا يشاهده في تلك المباراة، وهو بعيد عن أجواء اللعب، وكأنه يفكر في العرض الذي ينتظره من نادي روما الإيطالي.

وبلغة الأرقام، فإن سعود تميز في تمريراته الصحيحة، التي صنعها بنسبة 96%، إلا أنه فقد الاستحواذ على الكرة 13 مرة، وأرسل 4 كرات عرضية، جميعها خاطئة، رغم تقديم تمريرة مفتاحية، وكرة طويلة واحدة ناجحة، إلا أنه كان أحد أقل لاعبي الهلال في التقييم العام خلال اللقاء.

وكشفت آخر التقارير عن استعداد سعود عبد الحميد للرحيل إلى روما، عقب نهائي كأس السوبر السعودي، في صفقة تقدر بمبلغ 2.5 مليون يورو، مقابل 4 مواسم حتى صيف 2028.

سيناريو معتاد يقدمه الهلال تحت قيادة المدرب جورج جيسوس، يجعلك لا تأمنه أبدًا، فهو الفريق الذي لا يتأثر بالتأخر في النتيجة أبدًا، وكان آخرها فقط في مباراة الأهلي الماضية، في نصف نهائي كأس السوبر، حيث كان متأخرًا فتعادل ميتروفيتش في آخر الدقائق، فلجأ الفريقان إلى ركلات الترجيح، فتأهل الهلال إلى النهائي.

واليوم، في مباراة النهائي، يمارس الهلال هوايته المعتادة في قلب الطاولة، بين سيرجي سافيتش الذي استغل تمريرة (1-2) مع ميتروفيتش، ليتوغل سافيتش بين الدفاعات بشكل غريب، ويسجل الهدف الأول في الدقيقة 55، ثم يمارس ميتروفيتش دوره البطولي بسيناريو معتاد، بتلقي تمريرة عرضية، ليودع كرة رأسية في الشباك بالدقيقة 63، ثم يتلقى تمريرة عرضية جديدة من مالكوم، ليسجل الهدف الثالث في الدقيقة 69.

وهنا يكمن السؤال، ماذا حدث لدفاع النصر؟ لماذا انهار الدفاع بهذا الشكل، رغم تواجد الرباعي سلطان الغنام وعلي لاجامي وإيمريك لابورت وأليكس تيليس؟ اللقطة ليست في الأهداف الثلاثة فقط، بل في تحركات ميشايل من الجهة اليمنى، وفرص خطيرة أخرى كادت تزيد غلة الهلال من الأهداف.

وواصل النصر هداياه للهلال بأخطائه الدفاعية الفادحة، والتي استغلها مالكوم، العائد من الإصابة، بنجاح، بعد استغلال خطأ من الحارس بينتو، ليخطف الكرة ويسهل الهدف الرابع بسهولة في الشباك.

ومع الانهيار الدفاعي، اختفت الخطورة النصراوية خلال الشوط الثاني، للدرجة التي تجعلنا نتساءل "هل كان ياسين بونو (حارس الهلال) حاضرًا خلال الشوط؟"

ورغم تسجيل رونالدو هدفًا للمرة الأولى في المواجهات الرسمية أمام الهلال، إلا أن ذلك لا يمنع بأن الهلال بات (عقدة) للنجم البرتغالي، وكذلك تلقى لويس كاسترو خسارته التاسعة في تاريخ مواجهاته أمام المدرب جورج جيسوس مع مختلف الفرق.

وقدم الهلال في نهائي السوبر، إثباتًا جديدًا على أن ما حدث في نهائي كأس الملك سلمان للأندية العربية، بفوز النصر بثنائية، لن يتكرر بسهولة أبدًا، في ظل الأخطاء الدفاعية الفادحة التي تظل نقطة ضعف نصراوية، يلعب الهلال عليها بنجاح.