جورج جيسوس "يعيب الروزنامة والعيب فيه!" .. والهلال يعاني من "ظاهرة خطيرة" رغم ثلاثية الغرافة

"اللاعبون يعانون من الإرهاق وضغط المباريات سبب تراجع الأداء".. هكذا صرح البرتغالي جورج جيسوس، المدير الفني لنادي الهلال السعودي؛ بعد "الخيبات" التي تعرض لها الفريق الأول لكرة القدم، مؤخرًا.

الهلال خسر أمام الخليج (2-3)، في الجولة 11 من مسابقة دوري روشن السعودي للمحترفين، يوم 23 نوفمبر 2024؛ ليكون السقوط المحلي الأول بعد 57 لقاءً متتاليًا بدون هزيمة؛ قبل أن يتعادل (1-1) مع السد القطري، في السادس والعشرين من نفس الشهر، ضمن منافسات الأسبوع الخامس من بطولة النخبة الآسيوية.

واستعاد الزعيم نغمة الانتصارات مؤخرًا؛ بالفوز على الشباب (2-1) في الجولة 12 من مسابقة الدوري، يوم 30 نوفمبر 2024، ثم ضد الغرافة (3-0)، ضمن منافسات الأسبوع السادس من بطولة النخبة الآسيوية.

الغريب في الأمر.. جيسوس وعلى الرغم من شكوته من ضغط المباريات؛ إلا أنه اعتمد على اللاعبين الأساسيين ضد الغرافة، مساء اليوم الثلاثاء؛ متجاهلًا فكرة أن الفريق الهلالي حجز بطاقة التأهل إلى ثمن النهائي، مسبقًا.

نعم.. مباراة الغرافة كانت مهمة، من أجل استعادة صدارة "منطقة الغرب" من مرحلة الدوري بمسابقة النخبة الآسيوية؛ ولكن يبقى السؤال: "هل يستحق هذا اللقاء المغامرة بأسماء مهمة مثل سالم الدوسري؟!".

الدوسري تعرض للإصابة يوم 8 نوفمبر 2024، في مواجهة الهلال والاتفاق، ضمن منافسات الجولة العاشرة من مسابقة الدوري؛ حيث غاب عن مباريات منتخب السعودية في فترة التوقف الدولي؛ قبل أن يعود للمشاركة مع الزعيم مجددًا.

ولعب سالم جميع "الدقائق الممكنة" مع الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال، منذ ذلك الوقت؛ ضد الخليج والشباب في دوري روشن السعودي، وأمام السد والغرافة في النخبة الآسيوية.

ولم يتوقف الأمر عند سالم فقط.. جيسوس دفع بالثلاثي الأساسي "الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، البرازيلي رينان لودي والبرتغالي جواو كانسيلو"، في الدقيقة 63 من مواجهة الغرافة، ثم الهداف أليكساندر ميتروفيتش في الدقيقة 72؛ رغم ضمان التأهل - كما ذكرنا - والتقدم في نتيجة المباراة أيضًا.

أي أن المدير الفني البرتغالي يلعب دورًا كبيرًا في "إرهاق" لاعبيه، في مباريات من الممكن أن يقوم بإراحتهم جميعًا فيها أو على الأقل بعضهم؛ ومن ثم "يشتكي" من ضغط الروزنامة وتعب اللاعبين، وتأثير ذلك على مستوى الفريق الأول.

أثبتت مباراة الهلال ضد الغرافة القطري، مساء اليوم الثلاثاء، على ملعب "المملكة أرينا" في العاصمة السعودية الرياض، ضمن منافسات الجولة السادسة من مرحلة الدوري بمسابقة النخبة الآسيوية 2024-2025؛ معاناة عملاق السعودية من "ظاهرة خطيرة" للغاية.

هذه الظاهرة؛ هي "إهدار" عديد الفرص السهلة من نجوم الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال، وبشكل فيه "رعونة كبيرة" للغاية؛ الأمر الذي كان من الممكن أن يكلفه غاليًا.

الحقيقة أن "إهدار الفرص" السهلة من نجوم الزعيم، بدأ منذ فترة وليس ضد الغرافة فقط، ما أدى إلى بعض النتائج السيئة؛ مثل الخسارة أمام الخليج (2-3) في الجولة 11 من مسابقة دوري روشن السعودي للمحترفين، والتعادل مع السد القطري (1-1)، في الأسبوع الخامس من النخبة الآسيوية.

ولكن.. تجلت هذه الظاهرة بشكل كبير ضد الغرافة، على الرغم من الفوز بثلاثية نظيفة؛ حيث تفنن نجوم الزعيم في إهدار الفرصة تلو الأخرى؛ وخاصة من الثنائي السعودي سالم الدوسري وعبدالله الحمدان والنجم البرازيلي مالكوم دي أوليفيرا.

وعندما كانت النتيجة (1-0) للهلال، كاد الغرافة أن يتعادل من بعض الهجمات المرتدة؛ لولا نجاح الثنائي الصربي أليكساندر ميتروفيتش وسيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، في تسجيل هدفين متأخرين أمنا الفوز للعملاق السعودي.

ويبقى القول إنه إذا واجه الهلال خصمًا أقوى من الغرافة، وظلت ظاهرة "إهدار الفرص" السهلة مستمرة؛ فإن الفريق قد يدفع ثمن ذلك غاليًا للغاية؛ وهو ما يتطلب تدخل عاجل من البرتغالي جورج جيسوس، المدير الفني للفريق الأول.

وبالفعل.. ركز جيسوس بنفسه على هذه النقطة، في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المبارة؛ حيث صرح بأن لاعبيه لم يستغلوا عديد الفرص التي سنحت لهم، خاصة في الشوط الأول، وأن هذا الأمر يجب أن لا يحدث مستقبلًا، حتى لا تتعقد الأمور.

مرة أخرى.. قدّم الظهير الأيسر السعودي الشاب متعب الحربي، أداءً جيدًا للغاية، مع الفريق الأول لكرة القدم بنادي الهلال؛ وذلك عندما يبدأ في "التشكيل الأساسي".

الحربي انضم إلى الهلال في صيف عام 2023، قادمًا من الفريق الأول لكرة القدم بنادي الشباب؛ في أغلى صفقة بتاريخ اللاعبين السعوديين "123 مليون ريال" تقريبًا.

وعانى الظهير الأيسر الشاب من الإصابة، فور انضمامه إلى الفريق الهلالي؛ قبل أن "يتشافى" ويصبح متاحًا للبرتغالي جورج جيسوس، المدير الفني للفريق الأول.

وعلى الرغم من شفاء اللاعب؛ إلا أن جيسوس ظل يعتمد على الظهير الأيسر البرازيلي رينان لودي، في "التشكيل الأساسي" للفريق الأول؛ نظرًا للتطور الملحوظ في مستواه.

وشارك الحربي في 5 مباريات كـ"بديل"، في الدقيقة 90 تقريبًا، ولقاء آخر في الدقيقة 79؛ كان ضد الفريق الأول لكرة القدم بنادي الاستقلال الإيراني، في الجولة الرابعة من مرحلة الدوري بمسابقة النخبة الآسيوية.

وكان اللقاء الوحيد الذي شارك فيه متعب الحربي "أساسيًا" مع الهلال، في الفوز على الطائي (4-1)، ضمن منافسات دور الـ16 من مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين؛ حيث قدّم أداءً رائعًا، مع صناعة هدف.

ولم يشارك اللاعب في "التشكيل الأساسي" مجددًا؛ حتى جاءت مواجهة الزعيم ضد الغرافة القطري، مساء اليوم الثلاثاء، في الجولة السادسة من مرحلة الدوري بمسابقة النخبة الآسيوية، للموسم الرياضي الحالي 2024-2025.

في هذه المباراة.. أظهر متعب الحربي قيمته الفنية في الهلال؛ حيث قدّم أداءً متوازنًا للغاية، من الناحيتين الدفاعية والهجومية، مع الربط بشكل رائع مع الجناح الأيسر الدولي السعودي سالم الدوسري؛ وكأنه يوجه رسالة إلى جيسوس، بضرورة إعطائه فرص أكبر.

وبالفعل.. يبدو أن كل ما يحتاجه الحربي؛ هي "المشاركة المستمرة" مع فريق الكرة الأول بنادي الهلال؛ حتى يصل إلى أفضل مستوياته الفنية، والتي جعلت الزعيم يشتريه بـ123 مليون ريال.

بعد رحيل الثنائي سعود عبدالحميد ومحمد البريك عن نادي الهلال، في الميركاتو الصيفي الماضي "2024"؛ أصبح البرتغالي جورج جيسوس، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم، يعتمد على ياسر الشهراني، في مركز الظهير الأيمن.

الشهراني أصبح "البديل الأول" للبرتغالي جواو كانسيلو، في مركز الظهير الأيمن للفريق الهلالي؛ بعد أن كان يلعب في الجانب الأيسر، خلال السنوات الطويلة الماضية.

لكن.. يجب أن لا ينسى أحد بأن الشهراني، عندما بدأ مسيرته الكروية، كان يلعب في "الظهير الأيمن"؛ لذلك هذا المركز ليس غريب عليه، وقادر أن يتألق فيه بشكل كبير، مثلما فعل ضد الغرافة.

وفي مواجهة الغرافة، ضمن منافسات الجولة السادسة من مرحلة الدوري بمسابقة النخبة الآسيوية، للموسم الرياضي الحالي 2024-2025؛ لعب ياسر الشهراني في مركز "الظهير الأيمن"، وقدّم مستوى رائع للغاية.

ويعود الفضل إلى الشهراني، في هدف الهلال الأول الذي سجله زميله البرازيلي ماركوس ليوناردو، في الدقيقة 18 من عمر المواجهة ضد الغرافة.

وتوغل الظهير المخضرم داخل منطقة الـ18 للفريق القطري، بشكل أكثر من رائع؛ قبل أن يرسل عرضية متقنة إلى ليوناردو، الذي أسكن الكرة داخل الشباك، معلنًا عن تقدم الهلال (1-0).

لذلك.. لا خوف على الهلال في هذا المركز، بعد رحيل سعود والبريك، أو في حال تعرض كانسيلو للإصابة أو الإيقاف؛ فهُناك ياسر الشهراني القادر على التألق في هذا المكان "القديم - الجديد".