الهلال ضد الشباب | "حسبة بسيطة" تورط جورج جيسوس .. ولاعب الليوث انتقم من الاتحاد بغرابة شديدة!

إن كان هناك من سنعتبره خاسرًا بعد تعادل الليلة فحتمًا لن يكون غير الشباب، الذي قدم مباراة أكثر من رائعة على كافة الأصعدة سواء من إدارة مدربه التركي فاتح تريم على الخط أو من لاعبيه داخل الملعب.

أما الهلال فمبارك عليه الخروج بنقطة التعادل، فوفقًا لما قدمه في الديربي، الخسارة كانت النتيجة المستحقة له..

فاتح تريم دخل الديربي بطريقة لعب 4-3-3، ونفذها لاعبوه بطريقة مثالية، بتقارب الخطوط، واستغلال المساحات بين صفوف الهلال كذلك، والفوز في معركة وسط الملعب على ثنائي الخصم روبن نيفيش وسيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، في المقابل تألق بودينسي وزميله كريستيان جوانكا، اللذين كانا الأفضل بشكل عام في المباراة.

أما مدرب الهلال جورج جيسوس فاعتمد على طريقة 4-2-3-1، ليتواصل الخلل الفني، إذ ظهر الزعيم بعشوائية كبيرة، خاصةً في وسط الملعب تحديدًا، والدفاع الذي هو ثغرة تحدثنا عنه كثيرًا في الموسم الجاري.

أمل جيسوس الآن هو ألا يلقي المستوى غير الجيد والتعادل في الديربي بظلاله على المعترك الآسيوي، إذ يستعد الهلال لمواجهة جوانغجو الكوري الجنوبي في 25 من أبريل الجاري بمدينة جدة، ضمن ربع نهائي دوري الأبطال للنخبة.

GOAL

يبدو أن الجميع يدرك أن ثنائية علي البليهي وحسان تمبكتي في دفاع الهلال نهايتها غير جيدة إلا المدرب البرتغالي جورج جيسوس!

في ديربي الشباب اعتمد جيسوس على البليهي وتمبكتي في قلب الدفاع واستبعد المدافع السنغالي خاليدو كوليبالي، ليضع الثنائي الأول ياسين بونو في ضغط طوال الـ90 دقيقة.

إن ألقى جيسوس نظرة بسيطة على نتائج ثنائية البليهي - تمبكتي، وكوليبالي - تمبكتي مؤخرًا، ربما ما كان استبعد السنغالي!

ببساطة شديدة وفي المباريات الأخيرة – على سبيل المثال لا الحصر - اعتمد جيسوس على تمبكتي وكوليبالي أمام التعاون في الجولة الـ25، فتحقق له الفوز (2-0) .. ثم اضطر لاستبعاد تمبكتي لتراكم البطاقات، من ديربي النصر في الجولة الـ26، واعتمد على البليهي وكوليبالي، فخسر الزعيم (3-1).

ثم قرر اللعب بثلاثتهم "كوليبالي، البليهي، وتمبكتي" أمام الاتفاق في الجولة الـ27، فخسر نقطتين بالتعادل (1-1).

تدارك جيسوس خطأه واكتفى بكوليبالي في الدفاع بجوار تمبكتي في الجولة الـ28 محتفظًا بالبليهي على مقاعد البدلاء، فانتصر الهلال (3-0).

الآن .. هل لجيسوس أن يفسر لنا قرار استبعاد كوليبالي الليلة لصالح البليهي؟!، لطالما طالبك الجمهور بالاعتماد على تمبكتي، لكن ليس على حساب السنغالي، إنما البليهي!

الإجابة الواضحة وفقًا للحسبة السابقة أنه لم يعد متفرغًا لدراسة أرقام الهلال، ويبدو أنه تأثر بالتقارير التي تتحدث عن ترشيحه لقيادة منتخب البرازيل!

في الجولة الماضية (الـ28)، خلال مواجهة الهلال والخليج، احتفل الهلاليون بعودة مهاجمهم الصربي أليكساندر ميتروفيتش بإحرازه هدف وصناعة آخر من أصل ثلاثية حسم بها فريقه المباراة.

لكن الليلة خلال ديربي الهلال والشباب كان ميترو علامة استفهام كبيرة في الملعب، إذ كانت مهمته الأولى إهدار الفرص وتعطيل الهجمات بدلًا من اقتناص الفرص الذي اعتدنا عليه منه.

الصربي أهدر فرصتين أمام الليوث رغم أنها تبدو سهلة على مهاجم بحجمه..

الفرصة الأولى كانت في الدقيقة الخامسة من عمر الديربي، إذ أرسل له زميله كايو سيزار عرضية من الجهة اليمنى، استقبها ميتروفيتش "الخالي تمامًا من الرقابة" برأسية غير متقنة، مرت بجوار القائم.

أما الفرصة الثانية فكانت في الدقيقة 45 من عمر الشوط الأول، وقتما مرر له مالكوم الكرة على حدود منطقة الجزاء بعد هجمة مرتدة منظمة، استلمها ميترو بدوران مميز، ليصبح مواجهًا تمامًا للمرمى في غياب الدفاع الهلالي، لكنه تسرع وسددها برعونة، لتمر بجوار القائم.

وبشكل عام، من أصل خمس تسديدات، لم تكن إلا واحدة فقط من ميتروفيتش على المرمى.

هذا المستوى المتواضع للغاية من المهاجم الصربي يزيد ضغط الهلال ضغطًا قبل المعترك الآسيوي ومواجهة جوانغجو الكوري الجنوبي، ويبقى السؤال "أيضحي المدرب جورج جيسوس بميتروفيتش أم سيكون ماركوس ليوناردو هو الضحية كما حدث في الديربي؟!".

قبل ديربي الليلة، توقع الجمهور الشبابي أن يعيد المدرب فاتح تريم الحارس جورجي بوشان للتشكيل الأساسي من جديد بعد استبعاده في المباراتين الأخيرتين الخلود والأخدود.

لكن المفاجأة كانت باستمرار عبدالله المعيوف في حماية عرين الليوث للمباراة الثالثة على التوالي.

جمهور الشباب هاجم المعيوف قبل المباراة، مستغربًا الدفع به أمام فريقه السابق، بينما تسبب مستواه المتواضع في خسارة ديربي الدور الأول (2-1).

ورغم ذلك، كان الحارس السعودي هو مفتاح تعادل الشباب الليلة..

بغض النظر عن الهدفين، أنقذ المعيوف مرماه من أربع فرص على مدار المباراة، كانت أهمها في الدقيقة 2+90، وقتما سدد مالكوم تسديدة قريبة المدى، تصدى لها الحارس السعودي في وقت قاتل.

وبالانتقال للحارس المغربي ياسين بونو، فقد استبعده مدربه جورج جيسوس في المباراة الماضية أمام الخليج، بداعي أسباب فنية لتراجع مستواه، وقرر الدفع وقتها بالحارس السعودي محمد العويس الذي حافظ على نظافة شباكه بالفوز (3-0).

لكن لم يقدر جيسوس على استبعاد بونو كثيرًا، وفضل الدفع به في مباراة مهمة كالديربي..

أسد الأطلس لا يزال يعيبه الفشل في التعامل مع التسديدات البعيدة، وهو ما تسبب في استقباله للهدف الأول من صاروخية مميزة بأقدام بودينسي من خارج منطقة الجزاء.

كما أن فشله بعض الشيء في التعامل مع الكرات الثابتة تواصل، باستقباله الهدف الثاني من رأسية الشويرخ بعد تنفيذ ركلة ركنية بعرضية إلى داخل منطقة الجزاء.

لكن في المقابل، أنقذ ياسين بونو الهلال من خمس فرص محققة، منها انفراد بودينسي الخطير في الدقيقة 40 من عمر الشوط الأول.

بشكل عام، ليس هذا الحارس المغربي الذي تألق في الكثير من الأوقات مع الهلال، وإن كان أنقذ عدد من الفرص الخطيرة الليلة أمام الشباب إلا أن لم يستعد مستواه بعد كما هو حاله في المباريات الأخيرة.

بينما كانت النتيجة تشير للتعادل (2-2)، قرر فاتح تريم زيادة القوة الهجومية للشباب بالدفع بالمهاجم المحلي هارون كمارا على حساب جياكومو بونافينتورا في الدقيقة 81.

ومع أول لمسة لكمارا للكرة في الديربي، أهدر بغرابة شديدة فرصة هدف محقق، كان كفيلًا بمنح الشباب الثلاث نقاط..

الهجمة بدأت بعرضية هوائية رائعة من وسط الملعب بأقدام مصعب الجوير خلف الدفاع الهلالي، وضعت هارون كمارا على انفراد تام بالحارس المغربي ياسين بونو، لكن مهاجم الشباب لم ينجح في استغلال تقدم حارس الزعيم، وسدد الكرة خلفه بجوار القائم بغرابة شديدة!

هذا الإهدار ليس بغريب على كمارا الذي اعتاد على إهدار الفرص السهلة، خاصةً مع فريقه السابق "الاتحاد"، وكأنه قرر معاقبته بهذه الفرصة، رافضًا أن يخسر الهلال الثلاث نقاط كاملة حتى لا يتسع الفارق أكثر بينه وبين العميد "المتصدر"!

جدير بالذكر أن هارون كمارا كان قد رحل مجانًا عن الاتحاد في صيف 2024 بعد خمس سنوات داخل جدرانه، تخللها إعارة ستة أشهر فقط للاتفاق.