Jorge Jesus Al Nassr - Simone Inzaghi Al Hilal GOAL ONLYAI gfx GOAL ONLY

النصر ضد جوا | لِمَ ترتدي ثوب إنزاجي يا جيسوس؟ .. وجرس إنذار مبكر أمام "رعونة" نجوم العالمي!

حقق فريق نادي النصر فوزًا "اقتصاديًا" أمام مضيفه جوا الهندي بهدفين لهدف، ليضع قدمًا في دور ثمن النهائي لبطولة دوري أبطال آسيا 2، في مباراة كان بطلها الثنائي أنجيلو وهارون كمارا.

وشهدت المباراة قيام المدرب البرتغالي بتغيير طريقة اللعب لأول مرة، ليقلد فيها الإيطالي سيموني إنزاجي المدير الفني لنادي الهلال، وغيرها من الأمور التي يجب الحديث عنها خلال السطور التالية..

  • Al Nassr v Al Kholood - Saudi Pro LeagueGetty Images Sport

    أنجيلو مع جيسوس .. نسخة ثانية

    تواجد النجم البرازيلي أنجيلو ومواطنه ويسلي في معسكر نادي النصر الصيفي بالنمسا، أثار في حينه الكثير من الجدل بين جماهير الفريق والمتابعين، حيث فسّر أغلبهم الأمر على أنه خطوة تسويقية بحتة من إدارة النادي، تهدف إلى عرض اللاعبين على الأندية الأوروبية تمهيدًا لبيعهم خلال فترة الانتقالات الصيفية.

    وتعزز هذا الاعتقاد بعد تصريحات الصحفي النصراوي علي الحربي، الذي أكد في وقت سابق أن النصر يسعى للتخلص من أنجيلو بعد أن فشل في تقديم المستويات الفنية المنتظرة منه خلال الموسم الماضي، مشيرًا إلى أن الإدارة ترى أن اللاعب لم ينسجم بالشكل المطلوب مع منظومة الفريق، ولم يثبت نفسه كمحترف أجنبي قادر على صناعة الفارق في المباريات الكبرى.

    لكنّ المفاجأة جاءت هذا الموسم مع تولي البرتغالي جورج جيسوس مهمة تدريب الفريق، إذ ظهر أنجيلو بشكل مغاير تمامًا عمّا كان عليه في عهد المدرب السابق ستيفانو بيولي.

    فقد أعاد جيسوس اكتشاف اللاعب من جديد، وغيّر مركزه داخل الملعب بطريقة أعادت إليه الثقة وأبرزت مهاراته الحقيقية.

    وفي المؤتمر الصحفي الذي عُقد قبل المباراة الأخيرة، أوضح جيسوس فلسفته الفنية بشأن اللاعب قائلًا: "بحثت داخل الفريق عن العناصر القادرة على أداء أدوار تكتيكية مختلفة، ووجدت أن أنجيلو يملك الإمكانيات التي تؤهله للعب في مركز الوسط، وليس كجناح كما كان في السابق."

    وأضاف المدرب البرتغالي: "أنجيلو يتمتع بمهارات فنية عالية جدًا، لكنه يفتقر حتى الآن إلى الجاهزية البدنية التي تمكنه من اللعب لمدة 90 دقيقة كاملة، وسنعمل على تحسين هذا الجانب تدريجيًا."

    وأكد جيسوس أن أنجيلو يمثل بالنسبة له نموذج اللاعب "Box to Box" المثالي، أي الذي يجيد التغطية الدفاعية والانطلاق بالكرة نحو مناطق الخصم بسلاسة، مشيرًا إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يُقدم فيها على تحويل جناح إلى لاعب وسط، إذ سبق له أن طبّق نفس الفكرة بنجاح أثناء تدريبه لبنفيكا البرتغالي.

    وتوج أنجيلو هذا الأمر، بالهدف الذي سجله في مرمى جوا الهندي، بالإضافة إلى تألقه اللافت خلال المباريات الأخيرة في دوري روشن السعودي للمحترفين.

  • إعلان
  • TOPSHOT-FBL-KSA-NASSR-RIYADHAFP

    لما ترتدي ثوب إنزاجي يا جيسوس؟

    في مباراة النصر أمام جوا الهندي، فاجأ المدرب البرتغالي جورج جيسوس الجميع بتغييرٍ جذري في أسلوب اللعب، إذ تخلى عن طريقته المعتادة التي تعتمد على أربعة مدافعين، ولجأ إلى خطة 3-5-2 التي تعتمد على ثلاثة لاعبين في الخط الخلفي، في نهج تكتيكي يذكّر كثيرًا بأسلوب المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي مع الهلال مؤخرًا.

    جيسوس اعتمد في الدفاع على ثلاثي صريح مكوّن من: عبد الإله العمري، إينيجو مارتينيز، وسلطان الغنام، مع توظيف الأخير كقلب دفاع متحرك يساند في عملية البناء من الخلف، وهي فكرة جديدة على الغنام المعتاد على دور الظهير الهجومي.

    أما في خط الوسط، فقام المدرب بتطبيق منظومة متكاملة بخمسة لاعبين: ويسلي وأيمن يحيى في مركزي الـ"وينج باك"، لتأمين الأطراف هجوميًا ودفاعيًا.

    في العمق، اكتفى بعلي الحسن كلاعب محور ارتكاز وحيد أمام الدفاع، يقوم بقطع الكرات وتنظيم الإيقاع.

    أمامه ثنائي Box to Box يتمثل في عبد الرحمن غريب وأنجيلو، حيث يمنحان الفريق ديناميكية عالية بالتحرك بين الخطوط ودعم الهجوم، وأيضًا يتحركان بحرية نحو الجانبين الأيمن والأيسر.

    هذا التغيير لم يكن مجرد تعديل مؤقت، بل بدا وكأنه تجربة مدروسة من جيسوس لاختبار أسلوب جديد يمكن الاعتماد عليه في المباريات الكبرى، خصوصًا أمام الفرق التي تضغط بكثافة في وسط الميدان.

    اللافت أن الفريق أظهر توازنًا أفضل بين الدفاع والهجوم، ونجح أنجيلو في تقديم واحدة من أفضل مبارياته منذ انضمامه إلى النصر، بفضل حرية الحركة التي منحها له المدرب في العمق.

    وما يثير الاهتمام أكثر، أن النصر ليس النادي الوحيد الذي اتجه إلى فكرة اللعب بثلاثة مدافعين، فقبل أيام فقط، كان نادي الهلال قد طبّق نفس الأسلوب مع المدرب سيموني إنزاجي وعدة فرق سعودية بدأت تدرس الفكرة.

    هذا التحول التكتيكي قد ينعكس بشكل مباشر على المنتخب السعودي، حيث يواجه المدرب الفرنسي هيرفي رينارد تحديًا جديدًا في كيفية مواكبة هذا التغيير.

    فالمدرب الذي اعتاد على اللعب بطريقة 4-2-3-1 أو 4-3-3، قد يجد نفسه مضطرًا لإعادة التفكير في بناء تشكيل "الصقور"، خصوصًا إذا استمر معظم لاعبي المنتخب في أنديتهم باللعب ضمن منظومة 3 مدافعين.

    وفي هذه الحالة، سيكون من الطبيعي أن يُعيد رينارد النظر في تمركز الأجنحة والأظهرة، بل وربما يختبر لاعبين جدد في أدوار مختلفة مثل الـ"وينج باك" أو المحور المتحرك.

    السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل نحن أمام مرحلة جديدة من التكتيك في الكرة السعودية؟ وهل سيؤدي نجاح النصر والهلال في هذه التجربة إلى تغيير شامل في هوية اللعب داخل دوري روشن؟

    الإجابة قد تظهر في الأسابيع المقبلة، لكن المؤشرات الأولية تؤكد أن ثورة تكتيكية تلوح في الأفق، يقودها مدربون أجانب يملكون الجرأة على التجريب، وقد تُجبر الجميع — حتى المنتخب الوطني — على إعادة رسم خريطته التكتيكية بالكامل.

  • Haroune Camara Nassr GFXGOAL AR

    هارون كمارا .. بدء التألق رفقة العالمي

    بدأ المهاجم هارون كمارا في تقديم الإضافة الحقيقية لفريق النصر، بعدما قدّم أداءً مميزًا خلال مواجهة جوا الهندي، حيث تمكن من تسجيل هدف ساهم في فوز فريقه، ليؤكد أنه بات جاهزًا ليكون أحد الأوراق الهجومية الفعالة في كتيبة المدرب البرتغالي جورج جيسوس.

    وانضم كمارا إلى صفوف النصر في فترة الانتقالات الصيفية الماضية قادمًا من نادي الشباب، وسط توقعات كبيرة بقدرته على استعادة بريقه وإحياء مسيرته، خصوصًا بعدما مرّ بفترات من التذبذب في الأداء خلال المواسم السابقة.

    وبعد مشاركته في ثلاث مباريات فقط بقميص النصر، بدأ كمارا يثبت حضوره بثقة، حيث سبق أن شارك أمام الاستقلال الطاجيكي في دوري أبطال آسيا، ثم أمام نادي جدة في كأس خادم الحرمين الشريفين، قبل أن يوقّع على أول أهدافه الرسمية في اللقاء الأخير أمام جوا، ليعلن عن نفسه رسميًا كمهاجم قادر على استغلال الفرص وتقديم الإضافة المطلوبة.

    اللافت أن تألق كمارا جاء في غياب النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي فضّل الجهاز الفني إراحته استعدادًا للاستحقاقات المقبلة، وهو ما فتح الباب أمام المهاجم السعودي لإثبات نفسه داخل التشكيلة الأساسية.

    وقد استغل كمارا الفرصة بأفضل طريقة ممكنة، حيث أظهر سرعة في التحرك، وقدرة على التمركز السليم داخل منطقة الجزاء، وفاعلية هجومية واضحة جعلت الجماهير تشيد بما قدمه.

    نجاح كمارا في تعويض غياب رونالدو يعكس تنوع الحلول الهجومية داخل النصر هذا الموسم، ويمنح جيسوس مزيدًا من المرونة في توزيع الأدوار بين لاعبيه، خصوصًا في ظل ازدحام المباريات بين المنافسات المحلية والقارية.

    وتوج هارون تألقه اللافت أمام جوا، بحصوله على جائزة أفضل لاعب في المباراة، بعد الظهور بشكل أكثر من رائع في تلك المواجهة.

  • Al Nassr v Al Riyadh - Saudi Pro LeagueGetty Images Sport

    جرس إنذار مبكر

    بدأت علامات الرعونة تظهر على أداء نجوم نادي النصر في مباراة جوا، فبعد أن سجل الفريق هدفين، تراجع مستوى التركيز، وهو ما كلف الفريق هدفًا، وكان من الممكن أن تحدث المفاجأة المدوية ويتعادل جوا مع العالمي.

    ما حدث أمام جوا يعد جرس إنذار للنصر ومدربه جيسوس، حيث يحتاج المدرب البرتغالي للحديث مع اللاعبين على ضرورة اللعب لآخر دقيقة دون انتظار رد فعل من المنافس.

    هذا حدث أيضًا في مباراة النصر الأخيرة في دوري روشن السعودي، أمام الفتح، بعدما كان العالمي متقدمًا بهدف دون رد، ليتعادل سفيان بن دبكة، ليعود النصر ويُسجل 4 أهداف متتالية، ليفوز بخماسية مقابل هدف واحد.

    وقد تكرر اليوم أمام جوا، وكأنها جرس إنذار يضرب داخل النصر، بضرورة التركيز حتى آخر دقيقة، وعدم اللعب برعونة وإهدار الفرص المحققة من أجل التهديف.