قبل انطلاق الموسم الرياضي الحالي، كانت جميع التوقعات تُشير إلى أن المدافع الدولي عبد الإله العمري يقترب من الرحيل عن صفوف النصر، بعدما لفت الأنظار خلال فترة إعارته إلى الاتحاد في الموسم الماضي، حيث قدّم مستويات مميزة جعلته هدفًا رئيسيًا لإدارة النادي الجداوي الساعية لتعزيز خط دفاعها بلاعب سعودي متمرس.
ورغم العروض الجادة التي تلقاها اللاعب، تمسكت إدارة النصر بخدماته ورفضت فكرة بيعه أو تجديد إعارته، مؤكدة أن العمري يعد من الركائز المحلية التي لا يمكن التفريط فيها.
ومع ذلك، وجد اللاعب نفسه خارج حسابات المدرب جورج جيسوس في بداية الموسم، حيث فضّل الأخير الاعتماد على الثنائي الأجنبي محمد سيماكان وإينيجو مارتينيز في قلب الدفاع، وهو ما جعل العمري حبيس مقاعد البدلاء لعدة مباريات، وأثار حالة من الاستياء لدى اللاعب الذي كان يرى أنه يستحق فرصة المشاركة أسوة بما قدّمه من أداء قوي في الموسم السابق.
لكن كرة القدم لا تخلو من المفاجآت، فبعد إصابة المدافع محمد سيماكان خلال مواجهة الاتحاد في بطولة كأس الملك، وجد جيسوس نفسه مضطرًا لإعادة الثقة في العمري، ليمنحه فرصة المشاركة أساسيًا أمام الفيحاء في الجولة السابعة من دوري روشن السعودي.
وهنا كانت اللحظة الفارقة، إذ قدّم العمري أداءً دفاعيًا رائعًا وهادئًا أظهر من خلاله جاهزيته البدنية والفنية، وذكّر جماهير النصر بقدراته العالية في التمركز وقطع الكرات والتعامل مع الكرات الهوائية.
أداء العمري أمام الفيحاء لم يكن مجرد تعويض لغياب سيماكان، بل كان رسالة قوية إلى الجهاز الفني والإدارة بأنه لا يزال يمتلك ما يؤهله لأن يكون أحد العناصر الأساسية في كتيبة النصر، وربما يكون هذا اللقاء نقطة تحول جديدة في مسيرته مع الفريق، تفتح أمامه الباب لاستعادة مكانته في التشكيلة الأساسية خلال المباريات المقبلة.
وجمهور النصر شكك في انتماء العمري أكثر من مرة، وذلك باستغلال أكثر من لقطة ظهرت عليه علامات الحزن بسبب عدم المشاركة بصفة أساسية مع الفريق، ولكن اليوم أمام الفيحاء نجح في إحراج الجميع بشكل عملي.