النصر ضد برسبوليس | خاب ظن والدة نجم العالمي والجميع، وفرصة ثمنية فرط بها "الصف الثاني" بغرابة!

لأول مرة في الموسم الجاري وفي مختلف البطولات، يظهر حارس المرمى المحلي راغد النجار، في ظل تفضيل المدرب ستيفانو بيولي إراحة الحارس الأساسي بينتو والذي لم يغب عن أي مباراة طوال الموسم قبل لقاء برسبوليس.

وبينما يقولون إن حراسة المرمى هي أكثر المراكز التي تحتاج لحساسية المباريات كي يتألق صاحبها، دحض النجار تلك المقولة، إذ بدى ثابتًا في كافة الاختبارات التي وضع فيها.

الاختبارات لم تكن كثيرة، في ظل استسلام برسبوليس بغرابة شديدة، ومع ذلك ظهر صاحب الـ28 في أكثر من لقطة جعلته أحد نجوم المباراة..

أولى تلك اللقطات في الدقيقة 34 وقتما قرر محمد خودابانديلو التسديد بقوة من على حدود منطقة الجزاء، لكن النجار تصدى له على الطائر بطريقة أكثر من رائعة.

كذلك تميز الحارس السعودي بالجرأة في الخروج من منطقة جزائه للتغطية على بطء التغطية الدفاعية من لاعبيه، وهو ما تكرر أكثر من مرة، منها في الدقيقة 42 وقتما شتت النجار كرة من خارج الـ18 قبل أن ينفرد لاعب الخصم به ويشكل خطورة حقيقية.

وبشكل عام، تصدى راغد النجار لخمس فرص خطيرة على مرماه، بخلاف تشتيته للكرة ثلاث مرات.

لا نريد أن نغفل بدلاء النصر حقهم، لكن إن أردت الحقيقة، فحالة التوازن والانتشار الجيد وتحريك الكرة بسلاسة في أول ساعة من المباراة، لم يكن فقط لاستسلام برسبوليس وتواضع مستواه، إنما كذلك لوجود الكرواتي مارسيلو بروزوفيتش في وسط الملعب.

المدرب ستيفانو بيولي قرر إراحة العديد من اللاعبين الأساسيين في لقاء الليلة أمام برسبوليس، لكنه تمسك بثنائي أساسي هو بروزوفيتش في وسط الملعب ومحمد سيماكان في خط الدفاع.

الفوز في معركة وسط الملعب كان مهمة بروزو في وجود عبدالمجيد الصليهم الذي حمل شارة قيادة النصر الليلة، في الظهور السابع له بالموسم الجاري، لذا لم يكن حاضرًا كما هو مطلوب.

في وجود "بروزو" الثنائيات مضمونة، فهو لم يخسر إلى ثنائية واحدة من أصل ثمانية، بجانب خلقه فرصة تهديف لزملائه لم تستغل.

على الجانب الدفاعي، قام كذلك بأربعة تدخلات، وشتت الكرة مرة وحيدة.

إن قلنا إن على العيون أن تراقب لاعب واحد في اللقاء الليلة، فسيختار الكثيرون الجناح الأيمن البرازيلي أنجيلو، ذلك اللاعب الذي انقسمت الآراء حوله خلال 23 مباراة شارك بها الموسم الجاري، وساهم خلالها بثمانية أهداف.

والدته كذلك كانت تعلم مدى أهمية المرحلة التي يمر بها، فبعثت له برسالة قبل المباراة عبر "إنستجرام"، جاء نصها: "ليحفظك الله من كل شر ويحمي روحك، سيحفظك في كل مكان وكل وقت، كل شيء بمعياد، فلتصبر قليلًا وتحمل هذه المرحلة واستمر لتصل لغايتك، تمسك بإيمانك ولا تيأس".

لكن صاحب الـ20 عامًا خيب ظنها وظن الجميع..

البرازيلي الذي شارك في المباراة من البداية حتى النهاية، لم يسدد أي تسديدة، وحتى دقة تمريراته لم تتخطى الـ83%، أما دقة عرضياته فهي 87.5% في وقت لم يرسل به إلا أربع عرضيات فقط!

حتى على مستوى المراوغات، ففشل في ست من أصل ثمانية، وخسر كذلك ثماني ثنائيات من أصل 12!

وكان أنجيلو أكثر اللاعبين فقدانًا للكرة بواقع 24 مرة.

السؤال الذي يطرح نفسه حاليًا "ما هو تقييم فريق الصف الثاني النصراوي؟"..

يمكننا أن نرد على هذا السؤال بطريقتين؛ إن كنت ستنظر للنتيجة؛ فحسنًا فعل احتياطيو النصر؛ العودة من إيران بنقطة ليس سهلًا.

أما إن كنت ستنظر لحالة لاعبي برسبوليس والتراجع الكبير الذي ظهروا به، مع الاكتفاء بالاستفاقة على فترات متباعدة من المباراة، فليست تلك الكتيبة القادرة على حمل شعار العالمي.

يكفي القول إن تلك الكتيبة التي من المفترض أنها تنتظر الفرصة بشوق كبير لإثبات نفسها، لم تظهر عليها الروح طوال الـ90 دقيقة إلا لفترات معدودة بغرابة شديدة.

رغم أنه كما قلنا الفرصة كانت أمامهم لقول الكثير، خاصةً مع تراجع الفريق الإيراني وتواضع مستواه.

تحدثنا عن أنجيلو وتواضعه، يمكننا كذلك الحديث عن تواضع المهاجم محمد مران الكبير في إنهاء الفرص التي أتيحت له، وهو الذي لم يسدد إلا مرة وحيدة على المرمى، ولم يختلف كثيرًا عبدالرحمن غريب عنهما.

تلك الكتيبة يمكن أن تقدم ما هو أفضل، إن تم ضم عنصرين منها أو ثلاثة – على الأكثر - للكتيبة الأساسية، وقتها حتى يمكن أن تفهم معنى "الروح والقتالية".