النصر ضد الهلال | جيسوس "المتهور" كتب التاريخ وبيولي فشل فيه .. وليس مبابي وحده من يسقط في مصيدة التسلل

وكأن البرتغالي أوتافيو، لاعب وسط النصر، أبى إلا أن يشد على ساعد تاليسكا، ليحققا معًا رقمًا تاريخيًا للنصر، سواءً في تاريخ مواجهاته أمام الهلال، أو في مسيرة الأصفر عامة بدوري المحترفين.

أوتافيو الذي سجل هدفًا في مرمى الهلال، في الثانية 24، خلال مواجهة الفريقين بالدور الثاني، في الموسم الماضي، عاد للظهور في الثواني الأولى من ديربي اليوم، ولكن من باب صناعة الأهداف، حيث مرر كرة طويلة رائعة إلى تاليسكا، الذي نجح في اختراق قلبي الدفاع علي البليهي وكاليدو كوليبالي، وسدد الكرة على يسار الحارس ياسين بونو.

وبات تاليسكا صاحب رابع أسرع هدف في تاريخ النصر بدوري المحترفين، بإحرازه الهدف في الثانية 52، ليأتي خلف هدف نور الدين أمرابط بمرمى الفيصلي بعد 14 ثانية في موسم 2021، وهدف أوتافيو أمام الهلال بعد 24 ثانية في موسم 2024، ثم هدف حسين عبد الغني في شباك الفيصلي بعد 33 ثانية، في موسم 2015.

ووفقًا لشبكة "أوبتا" للإحصاءات، فقد استقبلت شباك الهلال 369 هدف في تاريخه بدوري المحترفين السعودي، إلا أن هدفي تاليسكا وأوتافيو هما الوحيدان اللذان هزا المرمى الهلالي خلال الدقيقة الأولى.

ومع انطلاق الشوط الأول، لعب الإيطالي ستيفانو بيولي، المدير الفني للنصر، بخطة 4-4-2، مستغلًا تقدم الخطوط الخلفية للهلال، مع مفاجأة لاعبي الأزرق بتوجه البرازيلي تاليسكا نحو العمق، أكثر من اللعب على الأطراف، مع اللجوء إلى تحركات أوتافيو وسلطان الغنام من الناحية اليمنى.

وأثبت تاليسكا خطأ نظرية أنه لا يجتمع مع رونالدو في أي مواجهة للنصر، حيث تمكن كريستيانو من فتح المساحات أمام تاليسكا الذي لم يتوان في استغلال تمريرات أوتافيو، ليسجل هدفين، تم احتساب أولهما في الثانية 52، وإلغاء الثاني في الدقيقة 42 بداعي التسلل.

ومع ترك المساحة إلى سلطان الغنام من الناحية اليمنى، كاد الغنام أن يصنع هدفًا محققًا بكرة عرضية مرت خلف الحارس ياسين بونو، ولو كان تاليسكا أسرع بثانية واحدة، لكانت كرة الهدف الثاني في الشباك.

واعتمدت خطة بيولي على منح عبد الله الخيبري المهام الدفاعية في خط الوسط، وصارت مهمة بروزوفيتش هو صناعة الفرص الهجومية، ليشكل عنصرًا خطيرًا مع تحركات ساديو ماني وتاليسكا وأوتافيو.

ونجح لاعبو النصر في السيطرة على الأطراف، وتحجيم حركة المهاجم الصربي أليكساندرو ميتروفيتش، الأمر الذي جعل سالم الدوسري الأخطر بين لاعبي الهلال في تهديد مرمى الحارس بينتو.

ولأن الواقع يقول "إذا تعادل الهلال فإن كفة المباراة قد ترجح إليه بنسبة كبيرة"، فإن سالم الدوسري أهدر فرصة محققة للهلال في الدقيقة 64، قبل أن ترتطم بالقائم الأيمن، كما سجل ميتروفيتش هدفًا في الدقيقة 38، قبل أن يتم إلغاؤه للتسلل.

إذا عدنا بالوراء قليلًا، حتى يوم السبت الماضي، سنشاهد كلاسيكو الأرض بين ريال مدريد وبرشلونة، والذي كان عنوانه الأبرز هو الوقوع في مصيدة التسلل، ولعل الفرنسي كيليان مبابي، نجم الريال، كان أبرز اللاعبين سقوطًا في المصيدة، بعدما وقع تحت هذا الفخ 8 مرات خلال اللقاء، وتم إلغاء هدفين للتسلل.

ولمن تابع ديربي الرياض، سيشاهد 3 أهداف تم إلغاؤها بداعي التسلل، الأولى في الدقيقة 38 عن طريق أليكساندر ميتروفيتش، فيما تم إلغاء هدفين لتاليسكا في الدقيقتين 42 و49 بداعي التسلل، علمًا بأن أوتافيو ساهم في الهدفين النصراويين الملغيين.

GOAL

لعل أغرب قرار اتخذه البرتغالي جورج جيسوس، المدير الفني للهلال، هو الدفع بالشاب محمد القحطاني كجناح أيمن، في مباراة مهمة مثل النصر، الأمر الذي اعتبره الجميع بمثابة "مجازفة" من البرتغالي، أثبتت عدم جدواها خلال اللقاء.

وعانى محمد القحطاني من إحكام الرقابة الدفاعية، رغم تميزه في دقة التمريرات التي بلغت 94%، إلا أنه أرسل كرتين عرضيتين غير ناجحتين، وعانى على مستوى المواجهات المباشرة، حيث حقق 5 التحامات ناجحة فقط من أصل 11 محاولة، كما صنع مراوغتين ناجحتين بين 5 محاولات، فيما خسر الاستحواذ على الكرة 14 مرة.

ولم يفلح القحطاني في شن الخطورة من الناحية اليمنى، قرر المدرب جيسوس، العودة لإسلوبه السابق، بإعادة مالكوم كجناح أيمن، مع مشاركة ماركوس ليوناردو، ليلعب خلف المهاجم ميتروفيتش.

ولعل السمة الأبرز في الهلال، هو وفرة الحلول الهجومية، إن لم يكن لاعب في يومه، فآخر قادر على صنع الفارق، وفي ظل عدم بزوغ نجم ميتروفيتش، هداف دوري روشن - حتى الآن - في الديربي، فإن صديقه في المنتخب الصربي، سيرجي سافيتش، كان على الموعد مع الإنقاذ.

وفي الدقيقة 77، وبينما يمرر سالم الدوسري كرة بالكعب إلى رينان لودي، ليرسل كرة عرضية في انتظار ميتروفيتش الذي لم يكن في التمركز المناسب، ليظهر سافيتش ويسجل هدف التعادل على طريقه مواطنه، بالارتقاء ووضع كرة رأسية في الشباك النصراوية.

ورغم أننا قلنا إن النصر نجح بنسبة كبيرة في اللعب على مفاتيح الهلال، إلا أنه فشل في مفتاح واحد فقط، وهو العامل البدني، الذي يجعل لاعبي الهلال قادرين على اللعب والضغط حتى آخر دقيقة، وهذا ما ظهر جليًا خلال الشوط الثاني، حيث ضغط النصراويون في بداية الشوط، ولعبوا على الكرات العرضية، بنسبة كبيرة، قبل أن يتراجع العامل البدني بين لاعبي الأصفر، ليظهر الهلال بالسيناريو المعتاد، ويبدأ الضغط بقوة، حتى نجح في إدراك التعادل.

ولكن هناك حقيقة واحدة ينبغي الاعتراف بها، وهي أن غياب روبن نيفيش يمثل خسارة كبيرة للغاية لكتيبة الهلال.

ويمكن القول إن نتيجة التعادل، منحت رقمًا قياسيًا للهلال، وحرمت الإيطالي ستيفانو بيولي، المدير الفني للنصر، من كتابة التاريخ في مباريات الديربي.

ورغم استمرار فشله في تحقيق الفوز على ملعب الأول بارك، في ثالث مباراة ديربي يقود فيها الهلال، إلا أن جيسوس نجح في قيادة الهلال لرقم تاريخي، حيث سجل أطول سلسلة عدم خسارة في المسابقات المحلية بـ56 مباراة متتالية، كما واصل الأزرق عدم الخسارة في دوري المحترفين، للمباراة 45 على التوالي، ليصبح قريبًا من رقم الأهلي القياسي، بـ51 مباراة بلا هزيمة في الفترة بين 2014-2016.

في المقابل، فشل بيولي أيضًا في أن يصبح أول مدرب إيطالي يفوز مع النصر في الديربي الأول أمام الهلال، ليكرر سيناريو زينجا وكانافارو من قبل، كما فشل بيولي في أن يصبح رابع مدرب يفوز في أول ديربي أمام الهلال بدوري المحترفين، ليظل الرقم التاريخي مرتبطًا بكل من آلان هورفات في 2021، وروي فيتوريا في 2019 ودانييل كارينيو في 2013.