"ثنائي دمر خطة ستيفانو بيولي ونجوم القادسية يوجهون رسالة إلى هيرفي رينارد" .. النصر لا يملك مقومات البطل

نجح الإيطالي ستيفانو بيولي، المدير الفني لنادي النصر، في "قراءة" القادسية، بشكل أكثر من رائع؛ خلال الدقائق الأولى من عمر المباراة.

"نصر بيولي" اعتمد على الكرات الطولية، خلف دفاعات الفريق الأول لكرة القدم بنادي القادسية؛ وهو ما ساهم في تشكيل خطورة كبيرة للغاية على مرمى المنافس.

وفي أول نصف ساعة فقط.. أهدر النصر 4 أهداف محققة، من خلال الكرات الطولية التي ضربت دفاعات القادسية؛ قبل أن يسجل الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو، في الدقيقة 32.

لكن الحقيقة التي لا يجب إغفالها؛ هي أن النصر يحتاج إلى لاعبين بـ"جودة أعلى"، إذا أراد حقًا أن يعود إلى منصات التتويج مجددًا كـ"بطل"، وذلك بعد فترة من الغياب الطويل.

على سبيل المثال.. الثنائي البرازيلي أنجيلو جابرييل والسعودي عبدالرحمن غريب، تفننا في إهدار الفرص السهلة، خلال النصف ساعة الأولى من مواجهة القادسية؛ والتي جاءت من الكرات الطولية خلف المدافعين - كما ذكرنا -.

وكان بإمكان نادي النصر أن يحسم نتيجة المباراة، في النصف ساعة الأولى؛ إذا كان يملك لاعبين بـ"جودة أعلى" من أنجيلو وغريب، في إنهاء الفرص.

نعم.. دفاع النصر تحسن كثيرًا؛ بعد التعاقد مع النجم الفرنسي الشاب محمد سيماكان، من الفريق الأول لكرة القدم بنادي لايبزيج الألماني، خلال الميركاتو الصيفي الماضي.

لكن.. على الرغم من هذا التحسن الكبير؛ لاتزال هُناك مشكلة يُعاني منها دفاع الفريق النصراوي، ولا يجد لها المدير الفني الإيطالي ستيفانو بيولي، أي حل حتى الآن.

هذه المشكلة تتمثل في الكرات العرضية، التي لا يستطيع دفاع النصر التعامل معها؛ وفي كثير من الأحيان تسفر عن أهداف للفرق المنافسة؛ مثلما حدث أمام القادسية.

جناح القادسية الشاب تركي العمار، أرسل كرة عرضية فشل دفاع النصر في التعامل معها؛ لتصل إلى زميله المكسيكي جوليان كينونيس، الذي أسكنها داخل الشباك، في الدقيقة 37.

وعاد العمار للإبداع مجددًا في الشوط الثاني؛ عندما أرسل عرضية ضربت دفاع النصر بالكامل، في الدقيقة 50؛ لتصل إلى كينونيس الذي مررها بدوره إلى المهاجم الجابوني بيير إيميريك أوباميانج، مسجلًا الهدف الثاني للقادسية.

أي أن هزيمة النصر أمام القادسية؛ جاءت أساسًا بسبب "فشل" نجوم الفريق الأول لكرة القدم، في التعامل مع الكرات العرضية؛ والتي تعتبر نقطة الضعف الأكبر في قلعة العالمي.

"لا يملك مقومات البطل!".. جملة قد تغضب جماهير نادي النصر؛ ولكنها حقيقة أثبتتها المواجهة الكبيرة ضد القادسية، مساء اليوم الجمعة، ضمن منافسات دوري روشن السعودي.

النصر بدأ المباراة بشكل أكثر من رائع - مثلما ذكرنا سابقًا -، وسجل هدفًا في الدقيقة 32، عن طريق الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو؛ قبل أن يعود القادسية ويقلب النتيجة لمصلحته، بهدفين متتاليين في الدقيقتين 37 و50.

بعد الهدفين.. وجدنا تراجعًا كبيرًا للغاية في أداء نادي النصر، حيث لم يشكل أي خطورة تقريبًا على مرمى القادسية؛ على الرغم من السيطرة على الكرة، في معظم الدقائق.

وظهر لاعبو النصر كما ولو كانوا متأثرين نفسيًا، بعد هدفي القادسية؛ كما فشل الإيطالي ستيفانو بيولي، المدير الفني للفريق الأول، في التعامل مع هذه المشكلة النفسية، وبعض المتغيرات التي حدثت أثناء المباراة.

إحباط نجوم النصر واستسلامهم المبكر، بعد التأخر في النتيجة أمام القادسية؛ يجعلنا نقول بإن العالمي ليس "فريقًا بطلًا"؛ فالأبطال يقاتلون حتى الدقيقة الأخيرة من أجل العودة.

الهلال على سبيل المثال.. حسم العديد من مبارياته في الدقائق الأخيرة، وبعد أن كان متأخرًا في النتيجة؛ وهو ما سلط مديره التنفيذي الإسباني ستيف كالزادا، الضوء عليه، مؤكدًا أن هذا الأمر جعل فريقه يسيطر على كافة الألقاب المحلية.

قدّم جميع نجوم الفريق الأول لكرة القدم بنادي القادسية، خاصة المحليين منهم، مستوى أكثر من رائع، خلال مواجهة النصر، مساء اليوم الجمعة، بملعب "الأول بارك" في العاصمة الرياض.

أبرز نجوم القادسية "المحليين" الذين أبدعوا أمام النصر؛ جهاد ذكري، قلب دفاع الفريق الأول لكرة القدم، وزميله الجناح الهجومي الشاب تركي العمار.

تألق ذكري والعمار جاء تحت أنظار الفرنسي هيرفي رينارد، المدير الفني لمنتخب السعودية الأول لكرة القدم، الذي حرص على حضور مباراة النصر والقادسية، من مدرجات ملعب "الأول بارك".

ذكري منع خطورة الهجوم النصراوي، بقيادة الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو، والنجم السنغالي ساديو ماني، ومعهما السعودي عبدالرحمن غريب؛ خاصة في الشوط الثاني من المباراة.

وأظهر ذكري نضجًا تكتيكيًا كبيرًا للغاية؛ حيث قام بتحسين تمركزه والرفع من مستواه، في الشوط الثاني من مواجهة النصر؛ وذلك لتلافي بعض الأخطاء التي وقع فيها، خلال النصف ساعة الأولى.

أما العمار.. كان "العنصر الرئيس" في هدفي القادسية بشباك النصر؛ حيث صنع الأول لزميله المكسيكي جوليان كينونيس، بينما مرر الكرة "ما قبل الأخيرة" وبإبداعٍ كبير للغاية، في لعبة الهدف الثاني.

وبعيدًا عن مشاركته المباشرة في الهدفين؛ كان العمار مصدر تهديد مستمر لدفاع النصر، من خلال تحركه على الجناح، ومن ثم الدخول إلى عمق الملعب ومنطقة الـ18، في أحيانٍ كثيرة.

ومع قلة النجوم السعوديين الذين يبدعون مع أنديتهم حاليًا؛ يجب أن يكون لجهاد ذكري وتركي العمار تحديدًا، بالإضافة إلى بعض النجوم المحليين الآخرين في القادسية، مثل الظهير الأيمن محمد أبو الشامات، مكانًا في كتيبة هيرفي رينارد، خلال الفترة القادمة.