أرقام برشلونة وتشيلسي تنهار أمام نصر "فيليكس" وتألق "النوّافان" كلمة السر .. جيسوس يعذب الفتح رغم شجاعته!

عزيزي القارئ، عندما تقرأ تشكيل النصر قبل المباراة، لا تتعرض لهذه الخدعة مرة أخرى، بأن تظن أن كل لاعب سيكون في المركز المتعارف عليه، فالمدرب جيسوس صنع فريقًا تحتار معه بمعرفة "من يلعب أين؟".

عندما نقول جبهة يمنى، تقول كينجسلي كومان أو جواو فيليكس، واليسرى تعني ساديو ماني أو كريستيانو رونالدو، أو أنجيلو، وكذلك التحرك في العمق، وتقدم سيماكان وإينيغو مارتينيز.. هذا ما شهدناه في أول ربع ساعة - بالأخص - وسط طوفان نصراوي يجعل كل لاعب مصدر خطورة وفرصة سانحة للتسجيل، يكفي أن تدرك بأن النصر مع جيسوس، شهد تسجيل أهداف من 11 لاعبًا مختلفًا.

أمام النصر، تعامل جوزيه جوميز، مدرب الفتح، بشجاعة، فكان يلعب على الضغط، وصناعة الفرص من خلال تحركات مراد باتنا، في اليمين، أو سعيد باعطية، فضلًا عن وصول المهاجم توكو إيكامبي في أكثر من مناسبة، لمرمى الحارس نواف العقيدي.

نقطة تحول؟

ومع بلوغ الدقيقة 19، التي شهدت إصابة مارسيلو بروزوفيتش، واستبداله بعبد الله الخيبري، وكذلك إجراء تبديل للفتح، بخروج فيصل دارسي ودخول فهد الزبيدي، تغير "رتم" المباراة قليلًا.

دون التقليل من أداء الخيبري، إلا أن "وسط" النصر تأثر بخروج رمانة الميزان بروزوفيتش، خاصة مع دخول الزبيدي الذي أنشط الجبهة اليسرى للفتح، فتحول اللقاء من سيطرة نصراوية مطلقة، إلى مرتدّات فتحاوية سريعة وجدت طريقها نحو مرمى الحارس نواف العقيدي.

ومع دخول الشوط الثاني، اعتمد النصر على التعامل مع ضغط الفتح، والذي استغل هفوة بين إينيغو وسيماكان، ليوقع سفيان بن دبكة على التعادل.

ولكن، ما أن فك رونالدو شفرة الحارس أمين بخاري، بالهدف الثاني، حتى عاد الطوفان النصراوي من جديد، عن طريق جواو فيليكس، الذي أكمل الهاتريك وكذلك كينجسلي كومان.

النصر استغل تراجع الأداء البدني للفتح، خاصة في التعامل مع البناء الهجومي من الخلف وكسر الخطوط الخلفية "المتقدمة"، لنشهد مساحات واسعة في الخلف، تعامل معها نجوم العالمي بشكل مثالي، ناهيك عن مواصلة تميز ساديو ماني في التعامل الدفاعي واستغلال سرعاته الهجومية.

مرة أخرى، يثبت النجم البرتغالي جواو فيليكس، بأنه صفقة رابحة بكل المقاييس، لنادي النصر، بل وسيكون منافسًا شرسًا على جائزة أفضل لاعب في الموسم، بعدما وقع على "هاتريك" جديد في دوري روشن، رغم خوضه خمس مباريات فقط.

فيليكس الذي أثار قلق جماهير النصر، بمعاناته من آلام عضلية، خلال تواجده في معسكر البرتغال هذا الشهر، عاد ليثبت بأن جاهز بدنيًا، ليقدم لوحة رائعة، من الأهداف، بين التسديد من خارج المنطقة، أو الانطلاق بين الدفاعات وتسديدها على يسار الحارس، أو استغلال الكرات المرتدة من الدفاع، موقعًا على الهاتريك الثاني، بعدما أمطر شباك التعاون بثلاثة أهداف في الجولة الأولى.

في 5 مباريات فقط، تمكن جواو فيليكس من معادلة رقمه الذي سجله مع أتلتيكو مدريد، في موسم 2021-2022، حينما سجل 8 أهداف ولكن على مدار 24 مباراة.

وفيما يلي، نستعرض أبرز المواسم التي شهدت أهداف جواو فيليكس في مسابقة الدوري، لنؤكد أن ما صنعه البرتغالي مع النصر، يفوق ما قدمه مع برشلونة وتشيلسي.

* سجل 15 هدفًا في الدوري البرتغالي مع بنفيكا في موسم 2018-2019.

* سجل 8 أهداف في الدوري السعودي مع النصر في موسم 2025-2026 (مع مرور 5 جولات)

* سجل 8 أهداف في الدوري الإسباني مع أتلتيكو مدريد في موسم 2021-2022.

* سجل 7 أهداف في الدوري الإسباني مع أتلتيكو مدريد في موسم 2020-2021.

* سجل 7 أهداف في الدوري الإسباني مع برشلونة في موسم 2023-2024.

* سجل 4 أهداف في الدوري الإنجليزي مع تشيلسي في موسم 2022-2023.

* سجل هدفين في الدوري الإيطالي مع ميلان في موسم 2024-2025.

هذا يعني أن فيليكس يملك فرصة ذهبية ليحقق رقمًا تاريخيًا لم يصنعه في مسيرته الكروية، بقميص النصر، حيث يحتاج لسبعة أهداف من أجل معادلة رقمه بنفيكا، كأعلى رصيد من الأهداف في الدوري بموسم واحد.

نقطة أخرى يجب الوقوف عندها في مباراة النصر والفتح، وهي تألق "النوافان"، سواء الحارس نواف العقيدي الذي قدم واحدة من أجمل مبارياته مع العالمي، وأثبت أن تألقه مع المنتخب السعودي في ملحق تصفيات كأس العالم، ليس مجرد "مرحلة"، بل إنه قادر على الوقوف في مرمى فريق يحمل نجومًا عالميين على غرار رونالدو وفيليكس وماني وكومان.

نواف العقيدي الذي أنقذ حلم المنتخب السعودي في التأهل لكأس العالم 2026، بتصديه لركلة حرة عراقية في الدقائق الأخيرة، واصل تألقه اللافت، ليس فقط على مستوى التصديات للكرة، بل يمكن القول إنه ساهم أيضًا في بناء الهجمة من الخلف.

العقيدي تصدى لـ6 تسديدات فتحاوية، منها أربعة داخل المنطقة، كان أبرزها في الدقيقة 33 برأسية خطيرة من توكو إيكامبي، تصدى لها نواف برد فعل رائع، فضلًا عن الدقيقة 43، بعرضية فهد الزبيدي التي مرت من الدفاع ومنعها الحارس من زيارة شباكه، والدقيقة 48 من ركلة حرة نفذها مراد باتنا، وتصدى لها العقيدي ببراعة.

أما عن العقيدي "المهاجم"، فقد خطف اللقطة بإرسال أكثر من كرة طويلة لبناء الهجمة من الخلف، فأسفرت عن لقطة رونالدو وتسديدته في القائم بالدقيقة 45+1، وأخرى بنت هجمة وانتهت بصاروخية كريستيانو "الرائعة" في الشباك.

الثاني هو نواف بوشل، ظهير النصر، الذي قدم مباراة دفاعية ممتازة، في منع المغربي مراد باتنا، أخطر لاعبي الفتح في اللقاء، حيث نجح في إنهاء خطورته، وقطع الكرة منه أكثر من مرة، الأمر الذي احتاج لتدخل سعيد باعطية وفارجاس في تلك الجهة، من أجل التعامل مع عزل باتنا الذي عانى كثيرًا أمام نجم النصر.

النصر يواصل رقمه الصعب في تحقيق الفوز، وبنتائج كبيرة، ويقدم أداءً - حقًا - يمتع الأعين، إلا أن ظاهرة إهدار الفرص لا تزال حاضرة.

جيسوس قدم تشكيلة نصراوية متوازنة للغاية، بوجود صانع الألعاب المثالي جواو فيليكس، وكذلك أنجيلو الذي أوجد البرتغالي نسخته الرائعة في منطقة الوسط، إلا أن هناك نقطتين على جيسوس الحذر منها؛ الفرص المهدرة والهفوات الدفاعية، التي لولا تألق العقيدي وسرعات الهجوم، لكان للمباراة شأن آخر، خاصة وأن مدرب الفتح جوزيه جوميز، الذي يستحق لقب "يلعب ولا يكسب"، رفض الاكتفاء بالتكتل الدفاعي والتحولات المرتدة، بل قدم فريقًا هجوميًا حاول الضغط على مرمى العقيدي في أكثر من مناسبة.