النصر والرياض | على ماني و"الحمقى" الاعتذار إلى فيليكس .. جيسوس يعامل لاعبه مثل نجم الهلال وتصريحه غير مضمون!

ينبغي الاعتراف بما قدمه جورج جيسوس مع النصر، فرغم تصريحه السابق بأن الفريق لا يزال في مرحلة البناء، إلا أن البرتغالي صنع فريقًا يقدم متعة كروية، وسط غزارة تهديفية وتماسك دفاعي أمام المرتدّات الهجومية.

ولكن، هناك لقطة تستحق الوقوف عندها قليلًا، وهي تواجد مارسيلو بروزوفيتش، لاعب وسط النصر، كمدافع ثالث مع إينيغو مارتينيز ومحمد سيماكان، مع تواجد أنجيلو في وسط الميدان، ودعوة ساديو ماني للتراجع من أجل تأمين الخطوط.

ويسعى جيسوس لـ"خداع" الخصم، بالدفع بالخطوط الخلفية للأمام في حالة الهجوم، مع التراجع سريعًا في حالة المرتدات، من أجل تفادي استغلال تقدم الدفاع، أو إيقاع الخصم في مصيدة التسلل.

نقطة أخرى ينبغي الإشارة إليها، وهي قرار جيسوس بسحب الثنائي ساديو ماني ومارسيلو بروزوفيتش بعد مرور ساعة تقريبًا، ليدفع بعبد الرحمن غريب وعبد الله الخيبري، وهي نقطة تُحسب لجيسوس الذي يسعى للتنويع في منطقة الوسط، فتارة يبدل أنجيلو وأخرى ببروزوفيتش، ويمنح فرصة كافية للخيبري، وأيضًا مكافأة غريب على أدائه أمام استقلال دوشنبه، بالمشاركة بديلًا لماني الذي لم يكن في يومه.

ومع ضمان النتيجة، قرر جيسوس منح الفرصة أيضًا إلى المهاجم الشاب محمد مران، ليشارك بديلًا لفيليكس، مع إبقاء هارون كمارا على مقاعد البدلاء، مع الدفع بعبدالإله العمري وعلي الحسن، بدلًا من إينيغو وأنجيلو، ما يفيد سياسة التنويع لجيسوس في إعطاء الفرص لجميع اللاعبين.

مع البداية المذهلة إلى يقدمها مع النصر، ينبغي القول إن العالم أجمع ينبغي له أن يعتذر إلى جواو فيليكس، الذي استعاد توهجه بقميص فارس نجد، بعدما لاقت خطوة انتقاله إلى قلعة العالمي، انتقادات واسعة بسبب تفضيله الدوري السعودي عن البقاء في أوروبا.

وكان الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو، قد شن هجومًا ضد المنتقدين لجواو فيليكس، واصفًا إياهم بـ"الحمقى الذين لا يفهمون شيئًا في كرة القدم". خاصة وسط رسائل مُخيفة بأن خطوة النصر قد تؤثر سلبًا على مستقبل البرتغالي الشاب.

ولكن، يبدو أن جواو فيليكس قرر الردّ عليهم بأفضل طريقة ممكنة، بعدما قدم فاصلًا مهاريًا مذهلًا أمام الرياض، وكان النموذج الحقيقي للاعب رقم "10"، الذي لا يسجل فقط، بل يصنع الفرص لزملائه أيضًا، وينتشر بشكل ممتاز في العمق والأطراف، وداخل منطقة الجزاء وخارجها.

فيليكس سجّل هدفين وصنع تمريرة حاسمة لرونالدو، وصنع 4 تمريرات مفتاحية لزملائه وحقق فرصتين كبيرتين، كما بلغت نسبة دقة تمريراته 76%، بعد إرسال 22 تمريرة دقيقة، كما أرسل كرتين طويلتين ناجحتين من أصل 4، ونجح في كسب 5 ثنائيات من أصل 6.

ورفع جواو فيليكس رصيده إلى 5 أهداف، ليتربع في صدارة هدافي دوري روشن، موجهًا رسالة للجميع، وأولهم لرونالدو، بأنه سيكون داعمًا له في الملعب، ومنافسًا له أيضًا على جائزة الهداف.

في ظل التعليمات إلى ساديو ماني، بالتراجع إلى وسط الميدان كثيرًا، يبدو أن الجناح السنغالي قرر إثبات أنه لا يزال يملك الحس التهديفي، وهو الحس الذي كان مصدر ضرر له، لأنه أظهر لاعبًا أنانيًا، أهدر عدة فرص، كونه أراد أن يسدد الكرة بدلًا من تمريرها إلى زملائه.

هذه اللقطة كانت جليّة في الدقيقة 16، عندما تلقى تمريرة طويلة متقنة من جواو فيليكس، لينطلق من الطرف الأيسر، وينفرد بالحارس، إلا أنه فضل تسديدها عن التمرير إلى أنجيلو أو كومان اللذين كانا في وضع أفضل، لتمر الكرة بجوار القائم.

لقطة أخرى تثبت أن ماني لم يكن في أفضل حالاته، حيث وجه ضربة للاعب الرياض، تسببت في إلغاء هدف أحرزه جواو فيليكس في الدقيقة 44، بداعي المخالفة، ليتم إنذاره، ولعلّ هذه اللقطة تستحق اعتذارًا من ساديو لزميله البرتغالي، بعدما حرمه من فرصة الهاتريك.

ولم يكن فيليكس هو المتألق الوحيد في المباراة، بل ظهر أيضًا الجناح الأيمن كينجسلي كومان، والذي أثبت أن الخط الهجومي النصراوي في أمان، بعدما عانى الفريق من أزمة في هذا المركز منذ رحيل تاليسكا إلى فنربخشه.

كومان صنع خطورة محققة في الجبهة اليمنى، توجها بهدف وتمريرتين حاسمتين، فضلًا عن 4 تمريرات مفتاحية و3 فرص محققة، فيما امتاز بعرضياته المذهلة، التي لولا إهدارها من فيليكس، لصنعت أحد أفضل أهداف الموسم.

اليوم، نستطيع القول إن النصر لم يعد كريستيانو رونالدو فقط، كما كنا نشاهد مع المدرب الأسبق لويس كاسترو على سبيل المثال، بل هو نصر جواو فيليكس أيضًا وكينجسلي كومان وساديو ماني، وكذلك إينيغو مارتينيز ومحمد سيماكان اللذين يقدمان من الخلف ليزيدا فرص التسجيل، ويمكن لجماهير النصر بأن تتفاءل لفريقه بأن يقاتل بقوة على البطولات، بل وتشهد قائمة هدافي الدوري أكثر من لاعب نصراوي.

بالمجمل، النصر هو الأفضل والأخطر في دوري روشن مع مرور ثلاث جولات، ومتفوقًا أيضًا على الاتحاد، حامل اللقب، رغم تساوي الفريقين في النقاط التسع، إلا أن الفريق لم يمرّ بمنعطف كبير في الدوري حتى الآن، بعدما خاض ثلاثة اختبارات سهلة.

وكان جيسوس قد ردّ على سؤال بشأن ظاهرة إهدار الفرص، مؤكدًا أنه لا يخشى من هذا الأمر، كون الفريق يصنع الكثير من الفرص، إلا أن هذا الأمر يظل مؤشرًا خطيرًا، فرغم التنويع الهجومي، إلا أن النصر قد يدفع ثمن الفرص المهدرة، في المواجهات الكبرى التي تنتظره، سواءً أمام الهلال أو الأهلي أو الاتحاد.