Ittihad Nassr Hilal RSL 2024-2025 GFX HICGOAL AR

الجميع يجيد الصراخ فقط .. عامان من الثورة السعودية و"النكسة" نصراوية!

هل سمعت عن قائد ثورة خسر معركته بينما انتصر من حوله؟ .. ربما هي من النوادر، لكن النصر جعلنا نصدق أنه أمر وارد الحدوث بالفعل!

قبل عامين ونصف كان العالمي هو "مهد الثورة الكروية السعودية"، إذ فاجأ العالم أجمع بالتعاقد مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، و"على حسابه" – كما يقال باللهجة العامية – أبرم المنافسون عدة صفقات كبرى بعد ذلك في صيف 2023؛ ككريم بنزيما ونجولو كانتي في الاتحاد، نيمار دا سيلفا جونيور في الهلال، رياض محرز وإدوارد ميندي في الأهلي، وغيرهم الكثير.

والنتيجة؟ الهلال يسيطر على ثلاثية "دوري روشن، كأس الملك وكأس السوبر" في موسم 2023-24، الاتحاد يستحوذ على ثنائية "دوري روشن وكأس الملك" موسم 2024-25، والأهلي بطل دوري أبطال آسيا للنخبة 2024-25.

أما عن النصر فلنأخذ جولة فيما مر به على مدار العامين الماضيين، لتدرك معنى كيف تنجح الثورة بينما "ينتكس" قائدها..

  • داخل الملعب .. المحصلة صفرية!

    "متى آخر مرة صعد بها النصر لمنصة التتويج؟!" .. سؤال سيحتاج منك لتفكير، إذ أن آخر مرة تعود لموسم 2020-21 وقتما توج بكأس السوبر السعودي.

    هذا في إطار الحديث عن البطولات الرسمية؛ المعترف بها من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، أما عن البطولات الودية فقد حصد العالمي لقب كأس الملك سلمان للأندية الأبطال "البطولة العربية" في أغسطس 2023 بعد الفوز أمام الهلال في النهائي.

    لكن الفشل كان حليفه في كل معركة يخوضها بالفعل منذ عهد الثورة "صيف 2023"..

    في دوري أبطال آسيا، ودع النصر نسخة 2024 من دور ربع النهائي، وفي عام 2025 كان إقصاؤه من دور نصف النهائي.

    بالانتقال لكأس خادم الحرمين الشريفين، فرغم الوصول لنهائي 2024، خسر العالمي أمام الهلال بركلات الترجيح، وفي النسخة التالية مباشرةً، ودع البطولة من دور الـ16 بالهزيمة أمام التعاون.

    واستمرارًا مع وداع البطولات، فآخر محطة للنصر في كأس السوبر السعودي 2024 هي نصف النهائي، وفي عام 2025 كان النهائي، والخسارة في كلتيها أتت على يد الغريم التقليدي "الهلال".

    أما في دوري روشن، فكانت الطامة الكبرى بموسم 2024-25، حيث الفشل في التأهل للنسخة المقبلة من النخبة الآسيوية بعد احتلال المركز الثالث في جدول الترتيب، فيما كان العالمي وصيفًا للدوري المحلي 2023-24 متأخرًا بفارق 14 نقطة عن الهلال "البطل".

  • إعلان
  • الفشل الإداري .. انعكاس للصورة ليس أكثر!

    الفشل الفني الذي تحدثنا عنه في السطور السابقة، والذي كان بقيادة المدربين لويس كاسترو وخليفته المقال مؤخرًا ستيفانو بيولي، ربما ما هو إلا انعكاس للفشل الإداري الذي يحاصر النصر منذ سنوات وليس في عهد الثورة فقط..

    إن تحدثنا عن المؤسسة "غير الربحية" فقد تعاقب على النصر خلال العامين الماضيين ثلاثة رؤساء: مسلي آل معمر الذي رحل مع نهاية موسم 2023-24 بنهاية مدته، ثم إبراهيم المهيدب؛ خليفة السابق بالتزكية، فعبدالله الماجد.

    المهيدب تحديدًا لم يكمل الشهرين بعد تزكيته رئيسًا للنصر وقرر الاستقالة في أغسطس 2024، بداعي تضارب الصلاحيات بينه وبين شركة النادي "المؤسسة الربحية"، حتى عينت وزارة الرياضة عبدالله الماجد من بعده.

    ولم يكن الحال أفضل في المؤسسة الربحية بنادي النصر، حيث نال الرئيس التنفيذي جويدو فينجا ما ناله من انتقادات على مدار العامين، حتى تم تعيين ماجد الجمعان خلفًا له، لكنه حتى لم يُترك وشأنه، بل تمت إقالته بعد تعيينه بستة أشهر فقط، وتحديدًا في يونيو 2025، بداعي قيامه ببعض التجاوزات القانونية وتقديم شكاوى داخلية وخارجية ضده - بحسب البيان الرسمي الصادر من شركة النصر -.

    ووسط كل ذلك، تورط فريق الكرة في إلغاء جولته بالصين في يناير 2024، وفي شارة القيادة التي تناقلها أكثر من لاعب أثناء مباراة واحدة وسط رفض البعض ارتدائها، وكذلك أزمات طواقم اللاعبين والتأخر في طرحها.

  • أزمة دعم؟ .. "مجرد شماعة"!

    إن سألت أي من جمهور النصر عن سبب تلك الانتكاسات، فأول رد ستسمعه هو "عدم تساوي الدعم بين الأندية"!

    لكن الواقع هو أن النصر دعم صفوفه بصفقات قوية للغاية..

    في موسم 2023-24: أوتافيو، ساديو ماني، إيمريك لابورت، سيكو فوفانا، مارسيلو بروزوفيتش، أليكس تيليس، عزيز بيهيتش، بخلاف الصفقات المحلية.

    أما موسم 2024-25: جون دوران، محمد سيماكان، أنجيلو، بينتو، ويسلي، بجانب المحليين.

    والآن في صيف 2025، أبرم العالمي – حتى الآن – صفقات جواو فيليكس، إينيجو مارتينيز والبقية في الطريق ككينجسلي كومان وغيره.

    في الأساس، المفاوض النصراوي يجيد إبرام الصفقات، وغالبًا ما يفوز بالمعركة حال الدخول في منافسة مع الهلال أو غيره من الكبار، وصفقة أندرسون تاليسكا خير دليل.

    لكن كل تلك الصفقات لم تكن كافية لقيادة العالمي لمنصات التتويج سواء محليًا أو قاريًا، فأين تكمن المشكلة؟!..

  • الجميع يجيد الصراخ فقط!

    مشكلة النصر بالأساس ليس في قصة الدعم المالي السائدة بين جماهيره، إنما تتركز بشكل أساسي في جوانب أخرى..

    أولها: تراجع العنصر المحلي بشكل كبير، فقبل الثورة السعودية كان العالمي يمتلك نجومًا محليين كنواف العقيدي، سلطان الغنام، عبدالرحمن الغريب وغيرهم، لكنهم تراجعوا بشكل كبير، وتباين مستواهم من فترة لأخرى، فكانوا ثغرة واضحة في تشكيل الفريق (باستثناء الأول الذي تم إيقافه خمسة أشهر كعقوبة انضباطية على تمرده مع المنتخب السعودي في بداية عام 2024).

    أما ثانيها وهي الأهم: الكل يتبرأ من الأزمة، فقط يصرخون!

    إن بدأنا بقائد الفريق كريستيانو رونالدو، ففي الملعب عند الهزائم يسخر من زملائه بردود أفعاله وتعابير وجهه، وكأنهم الأزمة الوحيدة، على الرغم من أنه - على سبيل المثال لا الحصر - أحد أهم أسباب الفشل في التأهل لنهائي النخبة الآسيوية 2024-25 بإهداره عديد الفرص السهلة.

    بالانتقال إلى شركة النصر، فقد اتهمت في بيانها الرسمي لإقالة ماجد الجمعان؛ الرئيس التنفيذي، بأنه لم يقدم أي خطط للنادي لتنفيذها منذ تعيينه، والرجل يؤكد أنهم هم من لم ينفذوا مقترحاته!

    أما عن نجوم النادي القدامى، فالصراعات دائرة على منصات التواصل الاجتماعي، دون التفاف حقيقي حول الفريق، فقلما نشاهد نجم سابق للنصر حاضرًا للتدريبات لدعم اللاعبين أو ما شابه من لفتات.

    هذه الدائرة لا تنتهي، فالكل يتهم بعضه في النادي بالتقصير، والبعض في عالم آخر يتحدث عن كونه "محسود"!

    لكن الواقع يقول إن الجميع في النصر متهم فيما وصل إليه الفريق الذي يخرج على مدار أربع سنوات متتالية بـ"خفي حنين" من كل موسم .. وإلى أن تتوقف تلك الصرخات الموجهة من كل طرف للآخر، ويتكاتف الجميع لوضع حلول حقيقة، فستظل "النكسة نصراوية"!

    الأمل الآن في عبدالله الماجد؛ الذي تم تزكيته مؤخرًا رئيسًا للنصر، وتعاونه مع الرمز الأمير سعود بن حسام؛ الذي يقترب من رئاسة "المؤسسة الربحية"، لفرض الاستقرار الإداري على النادي، ومن ثم يحصد فريق الكرة ثمار ذلك.