النصر ضد الأخدود | احذروا "ألاعيب" ساديو ماني وكرة القدم لم تعد تطيق كريستيانو رونالدو .. توقفوا عن تشويه كل جميل في العالمي!

شهدت مواجهة الأخدود الليلة، نتيجة يحققها النصر لأول مرة في تاريخ مشاركاته بالدوري السعودي للمحترفين، إذ لم يسبق له أن هز شباك أي فريق بتسعة أهداف نظيفة.

لكن سبقه في ذلك غريمه وجاره "الهلال"، الذي فعلها مرتين من قبل..

أول فريق ضربه الزعيم بتسعة أهداف نظيفة هو الحزم، في الجولة الـ14 من دوري روشن 2023-2024.

أما الفريق الثاني فهو الفتح، حيث هُزم أمام الهلال (9-0)، في الجولة الـ15 من الموسم الجاري بدوري روشن 2024-2025.

ننظر إلى الجناح السنغالي وليس بإمكاننا إلا أن نضرب كفًا على كف، ونترحم على نسخة ليفربول منه..

ساديو ماني سجل رباعية "سوبر هاتريك" في شباك الأخدود الليلة من أصل تسعة أهداف سجلها فريقه، مع تقديمه أداء مميز.

في الأساس، يبدع ماني في مباريات العالمي الأخيرة، ففي المباراة الماضية أمام الاتحاد بالجولة الـ30 من دوري روشن، سجل هدفًا وصنع آخر، رغم خسارة النصر بثلاثية مقابل هدفين.

وبشكل عام، في آخر ست مباريات بدوري روشن شارك بها السنغالي، ساهم في عشرة أهداف؛ بواقع تسجيل سبعة أهداف وصناعة ثلاثة.

ذلك التألق يأتي بالتزامن مع وداع النصر كافة البطولات التي ينافس عليها في الموسم الجاري، وكذلك في وقت تتحدث به التقارير عن تفكير إدارة النادي في فسخ عقد أسد التيرانجا بنهاية الموسم الجاري.

نعم! تلك هي "ألاعيب" ماني، الذي بدأ الموسم الجاري أيضًا متألقًا بشكل كبير بعد تقارير قوية زعمت أن النصر كان يخطط للاستغناء عنه في صيف 2024، والآن مع ظهور تلك التقارير مجددًا، يظهر علينا ماني بلمحاته لعلهم يندمون على التفكير في التفريط به!

الشيء الأكيد أن النصر لا يستحق "مزاجية" ساديو ماني تلك التي تغيبه عن التألق في أهم فترات الموسم، ويفعل فقط بعدما يخرب كل شيء!

الكولومبي مهاجم النصر سجل هدفين الليلة من التسعة، ومعها عاد للتهديف من جديد..

دوران صام عن التهديف في آخر أربع مباريات شارك بها مع العالمي بدوري روشن، ما عرضه للكثير من الانتقادات.

المثير في الأمر أكثر أنه سجل ثنائية ليواصل عاداته، ففي كافة المباريات التي أحرز بها أهدافًا يهز شباك كل خصم بهدفين دفعة واحدة، باستثناء مباراة الخلود في الجولة الـ25 من دوري روشن، التي اكتفى بها بهدف وحيد.

لكن مع احتفال صاحب الـ21 عامًا بهدفه الأولى الليلة في شباك الأخدود، ذهب للجماهير ووضع يده على أذنيه، وكأنه يقول لهم (أنا لا اسمع انتقاداتكم)، قبل أن يرسل لهم "قبلة" صلح!

وصلت رسالتك يا دوران .. لكن اعلم أن جمهور النصر لن يكف عن انتقادك في كل إخفاق، ما عليك فقط هو العمل والرد في الملعب.

"كفى!" .. نزعم أن هذا هو لسان حال جمهور النصر وهو يتابع مواجهة فريقه أمام الأخدود.. انتصر العالمي لكنها فرحة منقوصة ما بين بيولي والإدارة..

إن بدأنا بالمدير الفني ستيفانو بيولي وهو الذي يهمش النجم السعودي أيمن يحيى رغم أنه أحد القلائل المتألقين في النصر بالموسم الجاري مع أنه لا يلعب بشكل أساسي دائمًا.

يحيى خاض مواجهة الأخدود الليلة أساسيًا، ونجح في إحراز هدف وصناعة اثنين آخرين، وفي عز تألقه، يأتي بيولي ليقرر سحبه من الملعب في الدقيقة 60!

صاحب الـ23 عامًا هو مستقبل النصر، ورغم معاملة ستيفانو بيولي المتفاوتة له على مدار الموسم الجاري إلا أنه كل مرة يشارك بها يثبت أنه نجم العالمي الأول من بين المحليين ويتفوق على بعض أجانب الفريق كذلك.

حقيقةً عيوب بيولي كثيرة، وربما عدم إتاحة الفرصة لأيمن يحيى لزيادة غلته أمام الأخدود، نقطة في بحر، لكن تألق النجم الشاب دفعنا لتسليط الضوء عليها.

وبالانتقال إلى إدارة النصر .. فكيف لنا أن نقرأ قبل مباراة الليلة أنها تفكر في الاستغناء عن لاعب الوسط الكرواتي مارسيلو بروزوفيتش في نهاية الموسم الجاري - بحسب صحيفة "الرياضية" -؟!

بروزو سجل هدف المباراة الثالث الليلة من تسديدة من خارج منطقة الجزاء، ورد فعله يقول الكثير، إذ لم يحتفل من الأساس ولم يرسم حتى ابتسامة على وجهه.

يهبط مستوى الكرواتي ويصعد على غرار كافة لاعبي النصر، لكن الفارق أن وجوده داخل الملعب حتى في أوقات انخفاض مستواه مؤثر ولا غنى عنه.

لا يخفى على أحد أن النصر يحتاج لتدعيمات في وسط الملعب، لكن الأكيد أن هذا ليس على حساب النجم الكرواتي.

أن يغيب نجم بحجم كريستيانو رونالدو عن فريق، لا بد أنه يحدث تأثيرًا واضحًا .. تلك المقولة من المفترض أن تظهر جليًا على فريق كالنصر، الذي يعاني في الكثير من المراكز، ويعاني لحاله بغياب لاعبين حتى أقل نجومية من الدون!

لكن هذا لم يحدث في النصر، الذي غاب عنه رونالدو الليلة أمام الأخدود، لشعوره بالإجهاد..

إن تحدثنا رقميًا .. فصاروخ ماديرا غاب عن ثماني مباريات خاضها النصر في مختلف بطولات الموسم الجاري، ووقتها لم يخسر إلا مباراة وحيدة أمام السد القطري في مرحلة الدوري بالنخبة الآسيوية.

بينما تعادل العالمي في غياب البرتغالي في أربع مباريات، وانتصر في ثلاثة لقاءات أخرى.

أما إن تحدثنا فنيًا .. فحدث ولا حرج عن تنوع اللعب بين لاعبي النصر، وتدوير الكرة بأريحية أكبر بينهم، دون البحث عن النجم الذي يطلب الكرة دائمًا، ومن يحتاج لأن "يخدم" عليه الفريق ككل.

حقيقةً كان الرأي متفاوتًا على مدار الموسم الجاري؛ ما بين الإشادة بالدون أحيانًا والانتقاد أحيانًا أخرى، لكن إن نظرنا للصورة ككل، فليس للنصر حاجة لرونالدو، خاصةً وأنه على مدار عامين ونصف لم يطرأ أي جديد على الفريق عن ذي قبل.. فقبل استقدام كريستيانو كان وداع البطولات هو المسيطر على الوضع، ومع قدومه لم يتغير أي شيء باستثناء "البطولة العربية الودية"!

تشعر مؤخرًا أن كرة القدم لم تعد تطيق صاروخ ماديرا، وهو من كانت تعشقه لسنوات، لكنها أدارت له ظهرها قياسًا على كم الفرص التي أهدرها مؤخرًا، إذ كان عاملًا أساسيًا في وداع النخبة الآسيوية من نصف النهائي أمام كاواساكي، وكذلك كان مساهمًا بقوة في الخسارة أمام الاتحاد (3-2) في الجولة الـ30 من دوري روشن، وغيرها.

والأدهى أنه يرى المشكلة في من حوله من لاعبين، نعم! لاعبو النصر بشكل عام ليسوا على قدر الحدث وقيمة النادي، لكن ومن قال أنك فعلت ما بوسعك يا رونالدو لتسخر من زملائك! .. القائد هو من يتحمل المسؤولية في المقام الأول!

هذا ليس انقلابًا على رونالدو وتاريخه كما سيردد جمهوره وعشاقه، لكن هذه هي "سنة الحياة"، تبقى مكانة كريستيانو في كرة القدم محفوظة، لكن لعمر الـ40 أحكام!