النصر ضد الأخدود | تقديم "بديل" رياض محرز إلى الأهلي .. و"التفويت" بسبب الهلال مرفوض

"النصر سيتعمد السقوط أمام الأخدود".. هكذا زعم قطاع كبير من الجماهير الرياضية في السعودية، قبل مباراة الفريقين، في الجولة 31 من مسابقة دوري روشن السعودي للمحترفين.

سبب هذه المزاعم؛ هي أن سقوط النصر أمام الأخدود؛ يعني تتويج نادي الهلال رسميًا، بلقب دوري روشن السعودي للمحترفين 2023-2024، دون أن يضطر الزعيم لانتظار مباراته أمام الحزم، مساء يوم السبت.

وهُنا.. لن يكون النصر مضطرًا للقيام بـ"ممر شرفي" للأبطال الهلاليين، في الديربي المرتقب بين الفريقين، في الجولة 32 من مسابقة الدوري؛ لأن الحزم وقتها، هو من سيفعل ذلك.

لكن.. النصر أثبت بفوزه أمام الأخدود (3-2)، وفي الوقت بدل الضائع، بأنه لا يفكر في هذا الأمر نهائيًا، وأن هدفه الفوز في جميع المباريات المتبقية في الموسم الحالي، حتى ولو فقد الأمل في التتويج باللقب.

ومن الممكن أن يكون النصر، رافضًا من الأساس فكرة القيام بـ"ممر شرفي"؛ سواء كان فاز أو تعادل أو خسر؛ وهو ما جعله يتعامل مع مباراة الأخدود، بكل جدية.

من فترة لأخرى.. يشارك لاعب من نادي النصر "أساسيًا"، في مباراة أو مباراتين على التوالي ويتألق، ثم يبعده الجهاز الفني للفريق الأول لكرة القدم، بشكل مفاجئ.

هذا ما حدث مع اللاعب عبدالعزيز العليوة، جناح الفريق النصراوي الشاب، الذي ظهر أساسيًا في فترة من الفترات، وأظهر إمكانيات كبيرة للغاية؛ قبل أن يصبح حبيسًا للدكة مجددًا، بقرار من الجهاز الفني.

عدم حصول العليوة على الاستمرارية في مباريات العالمي، أثر بشكل واضح عليه؛ حيث تأثر مستواه فيما بعد؛ وهو ما ظهر أمام الأخدود تحديدًا، عندما نزل بديلًا، ثم تم إخراجه من الملعب، مرة أخرى.

وبعد العليوة.. ظهر علي الحسن، متوسط ميدان نادي النصر، في التشكيل الأساسي أمام الأخدود، مساء يوم الخميس، بعد فترة غياب طويلة عن ذلك.

الحسن أبدع وأمتع أمام الأخدود، في الشوط الأول؛ سواء من الناحية الدفاعية أو الهجومية؛ حيث صنع هدفين لزميليه الكرواتي مارسيلو بروزوفيتش والأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو.

وبذل متوسط ميدان النصر، مجهودًا كبيرًا في الهدفين؛ بالضغط على دفاعات الأخدود، وافتكاك الكرة، قبل تمريرها إلى بروزوفيتش ورونالدو.

أداء علي الحسن، قل بشكل واضح في الشوط الثاني؛ حيث يبدو أن ذلك يعود بسبب الضعف البدني؛ لعدم مشاركته كثيرًا مع الفريق الأول لكرة القدم، في الموسم الرياضي الحالي.

ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه الآن: "هل سيعطي الجهاز الفني للنصر الاستمرارية للحسن بعد التألق في الشوط الأول تحديدًا.. أم سيعيده ليكون حبيسًا لدكة البدلاء مجددًا؟".

في المباريات الأخيرة.. عاد النجم السنغالي ساديو ماني إلى التألق مجددًا، مع الفريق الأول لكرة القدم بنادي النصر؛ بعد فترة طويلة من تراجع المستوى والأرقام.

يعود الفضل في عودة ماني إلى التألق، إلى مشاركته في مركزه الأساسي كـ"جناح أيسر"؛ وليس على الجانب الأيمن من الهجوم النصراوي.

لويس كاسترو المدير الفني لنادي النصر، كان يضطر إلى تغيير مركز النجم السنغالي؛ لكي يستطيع إشراكه مع عبدالرحمن غريب، الذي لا يجيد إلا في مركز الجناح الأيسر.

لذلك.. كان يعتمد كاسترو على البرتغالي أوتافيو مونتيرو كـ"صانع ألعاب"، وماني كـ"جناح أيمن"، وغريب كـ"جناح أيسر"، خلف رأس الحربة الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو.

لكن.. بعد إصابة غريب، أعطى المدير الفني البرتغالي، الثقة إلى أيمن يحيى، للمشاركة في مركز الجناح الأيمن؛ وهُنا عاد ماني إلى التألق في مركزه الأصلي مجددًا.

لذلك.. على ما يبدو أن أيمن يحيى مهما أضاع من فرص في مباريات نادي النصر؛ يظل هو الحل الأنسب لمنظومة الفريق "الحالية"؛ وهو ما اتضح أمام الأخدود، مساء اليوم الخميس.

أمام الأخدود كانت منظومة النصر تعمل جيدًا، عندما كان يحيى يلعب كـ"جناح أيمن" وماني كـ"جناح أيسر"؛ لكن بعد أن عدل الجهاز الفني الخطة، وعاد أيمن كظهير أيسر، كاد العالمي أن يفقد نقاط المباراة، وسيطر المنافس على مجريات اللعب.

رغم التحسن الكبير على المستوى الدفاعي، خاصة بعد عودة الحارس الكولومبي دافيد أوسبينا، من الإصابة؛ إلا أن نادي النصر، لا يزال يُعاني من مشاكل خطيرة، تحتاج إلى حلول عاجلة.

النصر لم يستقبل سوى هدفين، في آخر 7 مباريات خاضها بمسابقة دوري روشن السعودي للمحترفين 2023-2024، قبل مواجهة الأخدود.

وفي مباراة الأخدود.. عادت نفس المشاكل المتكررة في الفريق النصراوي؛ وهي عدم القدرة على التعامل بشكل جيد، مع الكرات الطولية والعرضية من المنافسين، بالإضافة إلى عدم التجانس الدفاعي؛ ما أدى إلى استقبال هدفين.

ومن إحدى اللعبات العرضية.. ارتكب الدفاع النصراوي خطأ في إبعاد الكرة؛ لتصل إلى متوسط ميدان الأخدود حسن الحبيب، الذي هز بها شباك أوسبينا.

أما في هدف الأخدود الثاني؛ ظهر عدم التجانس بين الإسباني إيمريك لابورت والسعودي عبدالإله العمري، قلبي دفاع نادي النصر؛ حيث ارتكبا خطأ فادحًا، استغله المنافس بنجاح.

أظهرت مباراة النصر والأخدود، "جوهرة جديدة" قد يستفيد منها الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي السعودي، خلال المواسم القادمة.

هذه الجوهرة؛ هو الجناح الأيمن الشاب ياسين الزبيدي، البالغ من العمر 21 سنة، والذي يلعب في صفوف الأخدود، خلال الموسم الرياضي الحالي، معارًا من الفريق الأهلاوي.

الزبيدي نزل بديلًا في بداية الشوط الثاني، وتلاعب بدفاعات نادي النصر، خاصة الإسباني إيمريك لابورت، وتسبب في تسجيل فريقه لهدف.

المهارات التي قدّمها النجم الشاب؛ تثبت أن له مكانًا في الأهلي؛ خاصة أن الراقي، لا يوجد في صفوفه أي لاعب، يُمكن أن يعوض غياب الساحر الجزائري رياض محرز، أو يكون بديلًا له.

SHAHID