Nassr 2026 Hilal 2021 GOAL ONLYGOAL AR

نقطة سوداء لكن السبب واضح .. لا لمعايرة النصر للهلال بسلاح استقلال دوشنبه!

في كل نسخة من دوري أبطال آسيا للنخبة تظهر حكاية غريبة تكسر القواعد، وتتحول مع الوقت إلى مادة دسمة للجماهير ووسائل الإعلام. 

ومن بين كل هذه الحكايات، تبقى قصة استقلال دوشنبه الطاجيكي واحدة من أكثر القصص إثارة، بعد أن تحوّل الفريق إلى "خصم صعب على الورق"، لكنه داخل الملعب لا يعرف تحقيق الانتصار أمام الفرق السعودية، باستثناء مرة وحيدة فقط كانت الصدمة فيها على حساب الهلال.

ومع تحقيق النصر للفوز على الاستقلال الطاجيكي مساء اليوم، بدأت جماهير العالمي بتذكير الهلال بالهزيمة التي تلقاها الفريق الأزرق أمام نفس الخصم!

  • FBL-KSA-NASSR-KHALEEJAFP

    رباعية النصر تعيد كتابة المشهد

    جاء فوز النصر مساء اليوم على استقلال دوشنبه بنتيجة 4-0 على الأراضي الطاجيكية، لينجح في الصعود إلى دور الـ16 بالبطولة القارية.

    النصر قدّم مباراة متكاملة، سيطر على إيقاع اللقاء، فرض شخصيته، وخرج بانتصار ثقيل خارج الديار أمام فريق لطالما أظهر ندية على ملعبه في المشاركات القارية.

    الرباعية النصراوية فتحت الباب أمام الجماهير لإعادة فتح ملف تاريخ مواجهات استقلال مع الأندية السعودية، وخصوصًا المقارنة الساخنة التي لا تنتهي بين جماهير الهلال والنصر.

    وبمجرد إطلاق صافرة النهاية في دوشنبه، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، وجماهير النصر بدأت في إعادة تدوير القصة القديمة.

    وبين السخرية والتهكم، تداول الجمهور النصراوي النتيجة التاريخية، معتبرين أن فوز فريقهم اليوم بمثابة "تصحيح للتاريخ"، وأن المدرسة السعودية استعادت هيبتها أمام الفريق الطاجيكي.

  • إعلان
  • FBL-ASIA-C1-ISTIKLOL-HILALAFP

    هزيمة الهلال أمام استقلال نقطة سوداء!

    ورغم أن استقلال دوشنبه لم ينجح في تحقيق أي فوز على الأندية السعودية سوى في مناسبة واحدة فقط، إلا أن تلك الليلة تحديدًا تركت أثرًا بالغًا داخل البيت الهلالي.

    الخسارة القاسية بنتيجة 4-1 في نسخة 2021 من دوري الأبطال لم تكن مجرد تعثّر عابر، بل شكّلت نقطة سوداء في سجل فريق اعتاد دومًا الظهور بثبات على الساحة الآسيوية، خاصة وأن الزعيم وقتها كان يمتلك فريقًا قويًا للغاية، يضم نجوم أبرزهم الفرنسي بافيتمبي جوميس ولوسيانو فييتو وأندريه كاريلو وسالم الدوسري ومحمد البريك وغيرهم.

    الهلاليون أنفسهم يصفون تلك المواجهة بأنها أقسى لحظات الفريق في البطولة، ليس فقط لنتيجتها الثقيلة أمام خصم متوسط الإمكانيات، بل لأنها جاءت في مباراة كان الفريق فيها الطرف الأفضل قبلها بأيام قليلة، حين سيطر الهلال تمامًا على لقاء الذهاب.

    ما حدث في تلك المباراة لم يكن مرتبطًا بخيارات فنية أو قرارات تكتيكية، بقدر ما كان انعكاسًا لحالة تراخٍ جماعي ضرب اللاعبين داخل أرض الملعب.

    أحد أبرز التفسيرات داخل الوسط الهلالي آنذاك، أن الفريق دخل المواجهة دون احترام كافٍ للخصم، ولعب اللاعبون بثقة زائدة تحولت إلى استهتار ساهم في انهيار المنظومة بالكامل.

    الهلال لا يخسر برباعية أمام فريق طاجيكي إذا كان في حالته الطبيعية؛ قد يتعادل، قد يتلقى هدفًا، لكن السقوط بهذه الصورة كان صادمًا لجماهير اعتادت رؤية فريقها في أقوى حالاته، ولهذا السبب ظلّت ليلة استقلال 2021 جرس إنذار أعاد تنظيم البيت الأزرق فيما بعد.

  • اكتساح سعودي لاستقلال

    عند التوقف أمام سجل استقلال دوشنبه في مواجهاته ضد الأندية السعودية، تظهر مفارقة لافتة تستحق التوقف عندها.

    ورغم أن الفريق الطاجيكي لا يُعد من القوى الكبرى في آسيا، فإن سجله أمام الفرق السعودية تحديدًا حمل طابعًا غير مفهوم، يجمع بين التفوق السعودي شبه الكامل، واستثناء واحد فقط ظل حديث الجماهير لسنوات.

    الهلال.. سقوط واحد غير متوقّع

    خاض الهلال أربع مباريات أمام استقلال في دوري أبطال آسيا، وتمكن خلالها من فرض سطوته في ثلاث مناسبات كاملة، مؤكّدًا فارق المستوى والخبرة بين الجانبين.

    لكن النتيجة التي بقيت عالقة في الأذهان هي الخسارة 4-1 في 2021، وهي المباراة التي قلبت كل التوقعات وحولت الفريق الطاجيكي إلى "حديث آسيا" في تلك الليلة.

    وهذه المواجهة بالتحديد أصبحت علامة فارقة في تاريخ استقلال، ليس لأنها منحت الفريق انتصارًا ثمينًا أمام أحد أكبر أندية القارة، بل لأنها جاءت بعد أيام قليلة فقط من أداء هلالي قوي في مباراة سابقة بين الفريقين.

    الهلال لم يكن معتادًا على تلقي مثل هذه النتائج، ولذلك ظل هذا اللقاء يُذكر كواحد من أكثر السقوطات المفاجئة في مسيرة الأزرق آسيويًا.

    النصر.. هيمنة صفراء بلا خسارة

    على الجانب الآخر، قدّم النصر صورة مغايرة تمامًا في مواجهاته مع الفريق الطاجيكي، فقد لعب العالمي أربع مباريات أمام استقلال، وتمكن من تحقيق ثلاثة انتصارات، بينما انتهت مباراة واحدة فقط بالتعادل.

    واللافت في هذا السجل هو غياب الخسارة تمامًا؛ فالنصر لم يعرف الهزيمة أمام استقلال في أي مواجهة، سواء داخل المملكة أو خارجها، وهو ما يعكس أفضلية فنية وذهنية واضحة.

    ومع الفوز الأخير برباعية نظيفة خارج ملعب الخصم، أثبت النصر أنه لا يمنح استقلال أي مساحة للمفاجآت، وأن الفارق بين الفريقين بقي ثابتًا بلا تغير.

    الأهلي.. تفوّق من أول محاولة

    أما الأهلي، فكان ظهوره الوحيد أمام استقلال كافيًا لإثبات الفارق الكبير بين الفريقين، مواجهة واحدة فقط كانت كافية لأن يفرض الأهلي سيطرته بالكامل، ويتمكن من الفوز بهدف دون رد.

    استقلال دوشنبه فشل في تحقيق أي فوز أمام الأندية السعودية باستثناء الهلال فقط، هذا الاستثناء الوحيد هو ما جعل القصة تعود للسطح مجددًا بعد فوز النصر الأخير، إذ سخرت بعض الجماهير النصراوية من كون الهلال هو الفريق السعودي الوحيد الذي تعرّض للهزيمة أمام ممثل طاجيكستان.

  • FBL-OLY-PARIS-2024-EGY-PARAFP

    مرحلة انتقالية أربكت الهلال

    الهزيمة التي تلقّاها الهلال أمام استقلال دوشنبه لم تكن مجرد نتيجة عابرة في جدول البطولة، بل جاءت في واحدة من أكثر الفترات حساسية داخل النادي، حين كان الفريق يعيش مرحلة انتقالية مضطربة على الصعيد الفني.

    ففي ذلك الوقت، كان البرازيلي روجيرو ميكالي يتولى القيادة الفنية بشكل مؤقت، بعد رحيل الروماني رازفان لوشيسكو الذي حقق مع الفريق نجاحات كبرى قبل أن تتراجع النتائج وتؤدي إلى إقالته.

    ميكالي، الذي جاء من الفئات السنية، وجد نفسه يقود فريقًا خارقًا في الأسماء لكنه مهتز ذهنيًا بعد خروج مدربه السابق، وبرغم محاولاته لإضفاء الاستقرار، إلا أن الفريق بدا بلا هوية واضحة، ولا أسلوب ثابت، ولا انسجام بين العناصر داخل الملعب.

    هذا الارتباك الفني انعكس بشكل مباشر في مواجهة استقلال دوشنبه؛ حيث افتقد الهلال للانضباط التكتيكي، وظهرت خطوطه مفككة، بينما عانى اللاعبون من سوء تقدير واضح في التمركز والتعامل مع المرتدات.

    وبعد أسبوعين فقط من تلك الخسارة التاريخية، تلقى الهلال هزيمة جديدة أمام شباب الأهلي دبي بنتيجة 2-0، ما دفع الإدارة إلى اتخاذ قرار حاسم بإقالة ميكالي.

    هذا التغيير السريع كان مؤشرًا واضحًا على أن الفريق لم يتأقلم مع المرحلة المؤقتة، وأن الخسارة من استقلال كانت مجرد نتيجة طبيعية لعدم الاستقرار الذي ضرب المنظومة.

    في النهاية، يمكن القول إن سقوط الهلال أمام استقلال لم يكن مجرد ضعف فني في مباراة واحدة، بل كان انعكاسًا لمرحلة مرت بها المنظومة بين مدرب راحل ومدرب مؤقت، وتغييرات طارئة أثّرت على تماسك الفريق داخل الملعب.